لأول مرة معاناة فلسطين باليابان.. كامل الباشا يكشف التفاصيل
تراه يمشي بهدوء شديد في جنبات الأوبرا، ولكن عيونه تلمح وتحفظ كل تفاصيل المكان، والأشخاص، فلديه ذاكرة غير عادية قادرة على حفظ كل الأمور، ومع مشاركته الأولى بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 44 بفيلم قصير، عبر عن سعادته الكبيرة بتلك المشاركة من خلال فيلم “حمزة.. أطارد أحدا يطاردني” في حواره مع موقع “العربية.نت”، حيث قال الفنان الفلسطيني كامل الباشا إنه سعيد جدًا بهذه المشاركة في مهرجان عالمي وكبير ومتميز مثل القاهرة السينمائي لاحتوائه على عدد هائل من الورش والندوات التفاعلية الهامة للغاية.
أليست تلك المشاركة الأولى لك بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
بالفعل تلك المشاركة الثانية بالمهرجان، حيث شاركت في الدورة قبل الماضية بفيلم حظر تجول الذي لعبت بطولته أمام النجمة إلهام شاهين وأمينة خليل للمخرج أمير رمسيس خاصة وأن مهرجان القاهرة السينمائي يعتبر من أهم 15 مهرجانا سينمائيا في العالم، كما أن شعوري بالمشاركة في المهرجان هذه المرة مختلف تماما، حيث أناقش قضية بلدي فلسطين.
كيف ترى مشاركة فيلمك “حمزة” بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
مشاركتي بفيلم “حمزة: أطارد أحدا يطاردني”، في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، بالدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو شرف كبير بالنسبة لي، فمصر تعني للفلسطينيين الكثير، فوق ما يتخيل المصريون، وإن ارتباطهم بالمصريين ليس ارتباطا عاطفيا فقط وإنما إنساني وفكري، والوصول لمهرجان القاهرة السينمائي أحد أهم المهرجانات السينمائية حول العالم أمر ليس سهلا ويفتح أبواب العالم أمامنا، كما أن الفيلم شديد الخصوصية بالنسبة لي، لأنه فلسطيني بامتياز، كذلك يتمتع بجانب خاص لأنه من إنتاج وجيوب الفلسطينيين الخاصة، وأيضًا لأن الفيلم يحتوي على مواهب تمثيلية جبارة جميعهم كانوا يمتلكون رؤى وهدفا واحدا، وهو طرح فيلم سينمائي فلسطيني متميز.
وما الذي حمسك للمشاركة في هذا العمل؟
ليس لأنه تجربة شبابية، بل لجودة السيناريو والمخرج ورد كيال الذي يعد هذا العمل هو الأول له في السينما، ثم تأتي التنازلات في الماديات أو زيادة ساعات الشغل، كما أن الفيلم تم تصويره في قرية البروة المهجرة وهي قرية الراحل محمود درويش وهي في منطقة جبلية بحيفا، فلقد بذلنا مجهودا بدنيا وعضليا كبيرا لكن الفن متعة كبيرة بالنسبة لي، كما أن صناعة الفن والسينما تواجه بعض المشاكل منها عدم وجود جهة خاصة بالصناعة وتجاهل الحكومة الفلسطينية للأعمال الفنية بشكل عام.
وكيف كان شعورك بتقديم هذا الفيلم؟
أشعر بالفخر لوعي الشعب الفلسطيني بأهمية السينما في إيصال قضيتنا للعالم كله، وأتذكر أنه فور فتح باب التبرع لإنتاج الفيلم عبر الإنترنت وجدنا سيلا من التبرعات المالية والعينية لفريق عمل الفيلم متمثلة في التبرع بأموال أو توفير وجبات طعام لطاقم العمل أو سيارات لتسهيل الحركة وغيرها، ولقد لجأنا لهذا الأسلوب في حال عدم توافر تمويل أجنبي خاصة في الأفلام التي تخدم القضية الفلسطينية لذا من الممكن أن نقول إن العمل أُنتج بتمويل شعبي فلسطيني، وهو ليس العمل الأول الذي ينتج بهذه الطريقة ولن يكون الأخير أيضا.
ومن هو “حمزة”؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك وقت التصوير؟
“حمزة” مناضل فلسطيني يقترب من سن الـ60 تطارده الأوهام حتى يقرر مواجهتها بشجاعة وذلك بعد خروجه من سجون الاحتلال واستشهاد صديقه، ويطارد شبحا وتلازمه أوهام عن مطاردة أسد ضار له في غابات فلسطين، وبالطبع واجهنا العديد من الصعوبات، فالشخصية تتطلب مجهوداً بدنيا كبيرا، وهناك بعض المشاهد التي أصابته بالإجهاد فعلا ومنها مشاهد الجري والتصوير في الغابات والمناطق الجبلية وقال إن أصعب مشهد واجهه في الفيلم هو مشهد حمله لأحد زملائه بالفيلم والذي يزيد وزنه عن 60 كيلوغراماً والمشي به لمسافة طويلة، كما أن هذه المشاهد كان يُعاد تصويرها أكثر من مرة، بالإضافة إلى الركض الكثير، والتصوير في غابات ومناطق جبلية وسط الحشائش والأشواك، كما تعمدنا خلال الفيلم أن يقدم للجمهور أكثر من زاوية في الحياة وتركنا الخيال للمشاهد في أن يتوقع الأحداث وفقا لحياته الخاصة وهذا أبرز ما يميز العمل.
بدأ منذ أيام عرض مسلسلك الجديد “الغرفة 207”.. هل حقق نجاحا كبيرا؟
الحمد لله فالمسلسل مع عرضه عبر منصة “شاهد” حالياً، وسعيد جدا بردود فعل الجمهور، حول الحلقات الأولى من العمل، وأشعر بسعادة كبيرة، لمشاركتي في عمل فني مصري، وعلى الرغم من تواجدي في أعمال من اليابان، وبلجيكا، وأميركا، والعديد من الدول العربية، مُشيراً إلى سعيه لتقديم أدوار جديدة غير مكررة أو مستهلكة، “لا أريد أن أتحول لممثل نمطي”.
وما الأسباب التي دفعتك للمشاركة في هذا العمل؟
شخصية “مينا” التي أقوم بتجسيدها مليئة بالغموض والآلام، بالإضافة إلى أن السيناريو جذبني من اللحظة الأولى، وإن كانت اللهجة المصرية، أصعب ما واجهني خلال فترة التحضيرات، ولكني تجاوزت تلك العقبة بنسبة كبيرة جدا، بعدما كنت أقرأ النص باللهجة الفلسطينية، وأعتقد أنني نجحت في نقل أحاسيس الشخصية والتعمق فيها.
هل هناك أعمال جديدة؟
من المقرر مع بداية العام الجديد سيتم عرض مسلسل العالمي، من إنتاج شركة Diseny Plus، وكنت انتهيت من تصويره في شهر أبريل الماضي، وتدور أحداثه في إطار من التشويق في ثماني حلقات، حول عصابة من السارقين يقومون بسرقة خزينة، ويتم ملاحقة أفراد العصابة، ويجسد كامل دور سارق الخزينة لكونه خبيرًا.
بالإضافة إلى أن هناك بعض المفاوضات حالياً، لتقديم مسلسل أسترالي، مكون من 6 حلقات فقط، تدور أحداثه حول الجاليات العربية الموجودة هناك، كما تعاقدت على تقديم مسرحية يابانية، تتناول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها عملا مسرحيا مع فرقة يابانية، لذا تعد تجربة جديدة وهامة بالنسبة لي، خاصة أنني أقدم دور البطولة وهو الأسير الفلسطيني، وستعرض في فلسطين لمدة أسبوع، في شهر يناير المقبل، وبعدها سأقدم 12 عرضاً في اليابان.