جديد “شانيل” حدث شكّل علامة فارقة بتاريخ السنغال
اختارت دار Chanel مكاناً استثنائياً لتقديم مجموعتها الخاصة بالحِرف الفنيّة، فقد دعت أصدقاءها وضيوفها إلى مدينة داكار عاصمة السنغال، حيث قدّمت احتفالية امتدت على ثلاثة أيام عرضت خلالها مجموعتها التحضيرية لخريف 2023.
تقع مدينة داكار على السواحل الغربية لقارة إفريقيا، وهي المرة الأولى التي يتم اعتمادها مسرحاً لأحد عروض الخياطة الراقية العالمية. وقد اختارت دار Chanel أن تنظّم عرضها في الفناء الأمامي التابع لقصر العدل السابق في المدينة الذي يُستعمل عادةً لتعليم قيادة السيارات.
عملت الدار على تجديد هذا المعلم قبل تنظيم عرضها للحرف الفنية فيه، وقد حضره 850 مدعوا منهم 550 من فنانين، ومصممين، ومحررين، وشخصيات سياسية واجتماعية إفريقية بالإضافة إلى مشاهير عالميين من أصدقاء الدار أمثال النجم فاريل ويليامز، العارضة نعومي كامبل، الأميرة كارولين دو موناكو وابنتها شارلت كازيراغي.
يأتي هذا العرض في حقبة من التغييرات على أصعدة مختلفة، فمنذ العام 2020 تتوالى الأزمات العالميّة فيما يشهد قطاع الرفاهية نمواً لافتاً. وهذا ما دفع العلامات التجارية الفاخرة إلى إعادة تحديد دورها في المجتمع. فهي شكّلت مصدراً لمستلزمات الحماية أثناء الوباء، وقالت كلمتها في مقاطعة روسيا خلال حربها على أوكرانيا كما يُنتظر منها أن تكون جهة فاعلة في مجال حماية البيئة. وفي هذا السياق، يأتي عرض Chanel ليُشكّل لقاءً إبداعياً بين إحدى عواصم الموضة العالميّة من جهة والطاقة الفنيّة لمدينة ذات خصوصية حضارية وثقافية من جهة أخرى.
تكريم للفن والثقافة
استغرق التحضير لهذا المشروع حوالي 3سنوات من التواصل بين المديرة الإبداعية للدار فيرجيني فيارد وفريق عملها مع مجموعة مبدعين من السنغال ينتمون إلى مجالات فنيّة مختلفة. وتسعى دار Chanel عبر مجموعات الحِرف الفنيّة، التي تقدمها مرة سنوياً منذ العام 2002، إلى تكريم المهارات اليدوية للحرفيين التابعين لها. تنتقل الدار بهذه العروض بين أنحاء مختلفة من العالم، وهي المرة الأولى التي تحطّ رحالها في غرب إفريقيا.
جمع عرض Chanel بين الموسيقى، والرقص، والموضة وهو تضمّن أكثر من 50 إطلالة مستوحاة من موضة سبعينيات القرن الماضي التي ترمز إلى الحرية، والحيوية، والأنوثة والفرحة. تجلّت رؤية الدار على شكل أزياء تزيّنت بالطبعات الهندسيّة، وتطريزات الأزهار، والخلطات اللونيّة المتنوّعة، وقماش التويد، وأزهار الكاميليا، والأكسسوارات المزيّنة بحبيبات اللؤلؤ. ترافقت الإطلالات مع صنادل البلاتفورم ذات الكعب العريض ومجموعة متنوّعة من حقائب الدار كما تكرر ظهور النظارات الشمسيّة الكبيرة والعقود المتعددة الطبقات، بالإضافة إلى الأقراط الطويلة التي شكّلت جميعها جزءاً لايتجزأ في أناقة الإطلالة.