قلق كردي من “تعريب شباب كردستان”.. العرب “أنقذوا” الاقتصاد الكردي

قلق كردي من “تعريب شباب كردستان”.. العرب “أنقذوا” الاقتصاد الكردي

السابعة- ترجمة 

كشفت شبكة المونيتر الدولية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع غير مسبوق في اعداد العراقيين العرب المقيمين داخل إقليم كردستان العراق، والتأثير الذي احدثوه على النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي داخل الإقليم، وتبعات ذلك على المعارضين لتواجدهم. 

وبينت الشبكة في تقرير ترجمته السابعة، انه “على الرغم من رفض السلطات الكردية الكشف عن اعداد العرب المقيمين حاليا داخل الإقليم بعد التواصل معها بشكل رسمي بسبب “الخوف من رد فعل الاكراد المتعصبين”، الا ان اعدادهم باتت تقدر بـــ “مئات الالاف”، مؤكدة “تلك الاعداد الكبيرة تركت تأثيرها على الثقافة والأوضاع الكردية”.

وأوضحت ان “كردستان التي تعاني من ازمة مالية، حصلت على “ضخ مالي كبير” من قبل العرب المقيمين في الإقليم، مؤكدة نقلا عن وزير شؤون الأقليات السابق في حكومة كردستان، محمد احسان، ان الأموال التي اتى بها العرب واستثمروها في سوق العقارات والاعمال “انقذت كردستان من كارثة محققة”، على حد وصفه”.

ونقلت الشبكة عن مواطنين ومختصين اكراد توافقهم خلال المقابلات وعمليات استبحاث الراي التي قامت بها، مع طرح احسان حول دور العرب في انقاذ الاقتصاد الكردي، الا انهم، عبروا عن “قلقهم” من “مجموعة تغييرات طرأت على المجتمع الكردي مع وصول العرب الى الإقليم”، بحسب وصفها. 

وقالت إن ” ردود الفعل تباينت بين نقل العادات والتقاليد والثقافة العربية الى كردستان، وبين نجاحها في جذب جزء كبير من الشباب الاكراد”، معلنة ان “شباب كردستان وخصوصا في محافظة أربيل، باتوا يستمعون الان للأغاني العربية العراقية، حتى مع عدم فهمهم الكلمات، والنرجيلة أصبحت وسيلتهم المفضلة لتقضية الوقت متأثرين بأقرانهم العرب، بالإضافة الى دخول المزيد من مفردات اللغة العربية، الى القاموس الكردي بشكل يومي”، مشيرة نقلا عن احد بائعي الأغاني العربية من أبناء محافظة أربيل، الى ان الأكثر طلبا من بين الأغاني لديه، هي العربية بالدرجة الأساس، وأكثرها أغاني “حسام الرسام”.

وتابعت ان “صالات تعليم الرقص الشرقي، هواية باتت تجذب الفتيات الكرديات، انتشرن خصوصا في المناطق والاحياء الراقية في إقليم كردستان بشكل عام ومحافظة أربيل بشكل خاص، حيث يقطن الجزء الأكبر من العرب، الذين أتوا الى كردستان حاملين أموالا كافية لشراء منازل وعقارات في احياء مرتفعة الثمن، ومعزولة في غالب الأحيان عن باقي المدن، الامر الذي رفع من نسبة اعجاب الشباب الكردي بما تقدمه الثقافة العربية من غموض لهم”.

وأوضحت الشبكة أن “تصاعد استخدام اللغة العربية بين الاكراد أنفسهم، وصل الى مراحل أجبرت مجلس سياحة كردستان على اتخاذ قرار بمعاقبة الفنادق والمطاعم والمناطق الترفيهية، التي تعزف عن استخدام اللغة الكردية بجانب العربية والإنكليزية، بعد ان شهدت الفترة الأخيرة تراجعا في استخدام الكردية، لصالح العربية، التي تبدوا أكثر جذبا للشباب الكردي، على حد تعبيرها”. 

 وعلى الجانب الاخر، أوردت الشبكة ردود فعل اكثر رفضا لدخول الثقافة العربية وتواجد العرب العراقيين داخل إقليم كردستان العراق، حيث اكدت نقلا عن مجموعة منهم، وجود “قلق حقيقي من فقدان الهوية والثقافة الكردية لصالح العربية العراقية خلال السنوات القليلة المقبلة، بالنظر الى الكيفية التي تجري عليها الأمور الان”، على حد تعبيرهم. 

ردود الفعل الرافضة لوجود العرب وانتشار الثقافة العربية، والتي تباينت بين شخصيات ومؤسسات كردية، شهدت تصاعدا في حدتها في الفترة الأخيرة مع ارتفاع نسب اعتناق الشباب الكردي للثقافة العربية، واستمرار ارتفاع اعداد العراقيين العرب الذين أصبحوا ملاكا للعقارات وأصحاب مشاريع استثمارية داخل الإقليم، بحسب وصف الشبكة.

المونيتر أوضحت، ان فشل مساعي الإقليم للانفصال عام 2017، ترك أثره على الثقافة الكردية التي وجدت نفسها “ضالة” بعد فقدانها الهدف المشترك للعمل نحو الانفصال عن العراق والذي كانت تعتبره حينها “أساس وحدتها”، ذلك الأثر بحسب احسان، امتزج بــ “قلق من الصعب الكشف عنه”. 

الوزير الكردي السابق صرح للشبكة، ان ما يقلق “الملايين من الاكراد الذين ما يزالون يحلمون بالانفصال وإقامة وطن خاص بالاكراد”، هو “امتزاج الثقافة الكردية بالثقافة العربية” مشيرا الى الأثر الذي يحمله العرب اليوم في المجتمع الكردي على الصعد الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وتأثيره على تغير وجهة نظر الاكراد عن انفسهم وبالتالي عن العرب. 

وتابع “ربما قد لا يعترف الكثير بذلك، ولكن ما يثير القلق بشكل فعلي، هو ليس فقط امتزاج الثقافة الكردية والعربية، بل غياب الكراهية الكردية للعرب”، موضحا “الوطنية الكردية تشكلت وازدهرت من خلال استغلال الوحشية التي تعاملت بها الأنظمة الحاكمة العربية في العراق مع الاكراد للتحشيد نحوها”، قبل ان يتابع “التكريد الان ضعيف، لعدم وجود ما تستخدمه للترويج لنفسها كرد فعل مضاد كما كانت تفعل سابقا”، على حد وصفه.

اما على الصعيد الاخر.. فقد اكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، من خلال باحثيه بلال وهاب، ناثان واشتر كي واغنر، ان على السلطات في إقليم كردستان العراق وبدل القلق على الثقافة الكردية، ان تعمل على تحقيق “نقلة في ذهنية تعاملها”، موضحا “بدلا من ان تنظر الى إمكانية الانفصال عن العراق، ربما يجب ان تنظر الى تعزيز مكانة الاكراد في العراق، واستخدام العرب في كردستان كجسور للتواصل مع بغداد، على حد تعبير المعهد. 

الشبكة انهت تقريرها بالتأكيد على ان الأثر الذي يحققه العرب المقيمين الان في كردستان العراق على المستويات الثقافية والاقتصادية، بات واضحا جدا وبنسبة مئة بالمئة، على حد وصفها، معتبرة ما يجري فرصة لتحقيق “التنوع والمساواة والتغلب على التعصب”، من خلال توحيد اثراء الثقافة الكردية بالعربية، موردة تصريح أخير للمحامي لاس جوهر، احد العاملين في الشركات الكردية، معلنا خلاله بان “تاثير العرب وثقافتهم على كردستان والثقافة الكردية كان إيجابيا جدا، فكما اثرى السوريون مطابخنا، اثرى العرب اقتصاد كردستان وثقافة شعبها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *