ممارسة التأمل ربما لا تصلح للجميع.. وإليكم الحلول!
يعتبر التأمل أداة مهمة للصفاء وراحة البال، لكن ربما لا يصلح مع الجميع لعدة أسباب جوهرية، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Psychology Today.
ويقول الباحث والمعالج النفسي الأميركي شون غروفر، إن التأمل اليومي هو مصدر قوة سري، لأنه يزيل الضباب العقلي ويهدئ الأعصاب المتوترة والقلق ويساعد على إيجاد معنى في عقبات الحياة التي لا مفر منها، مضيفاً إنها “صالة تدريبات رياضية روحية” تساعد بمعظم الأوقات في إضفاء قوة على حياة الأشخاص.
حالات مزمنة
ويوجد أشكال عديدة لممارسة التأمل، إذ يمكن اعتبار أي نشاط يعزز الهدوء والتأمل الذاتي واليقظة شكلاً من أشكال التأمل.
كما أن هناك التأمل التقليدي، وهو عبارة عن الجلوس بصمت والتركيز على التنفس وإرخاء الجسم والعقل.
لكن إذا كان الشخص يعاني من الحالات المزمنة التالية، فقد لا يكون التأمل هو خياره الأفضل:
1- القلق الشديد:
إن القلق يمكن أن يحول عالمك الداخلي إلى فوضى مليئة بالأفكار المتطفلة أو التفكير المهووس أو الاجترار أو جنون العظمة. يمكن أن يؤدي تحويل انتباهك إلى الداخل إلى زيادة الرهبة وعدم الراحة.
2- الاكتئاب المستمر:
يميل الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب إلى عزل أنفسهم والانسحاب من العالم وقضاء الكثير من الوقت بمفردهم. ويمكن أن تغذي ممارسة التأمل المزيد من العزلة.
3- الصدمة:
يمكن أن تتسبب الصدمة في المعاناة من نوبات ذعر. عندما تحدث الصدمة، يميل العقل إلى الانقسام، ومحاولة تهدئة الأفكار يمكن أن يؤدي إلى شعور بأن الصدمة تحدٍ لن يمكن التغلب عليه.
4- نوبات ذهانية:
يُعرَّف الذهان عمومًا على أنه انقطاع في اختبار الواقع، مما يؤدي إلى شعور غير مستقر وهش بالذات. وربما يؤدي التأمل إلى زيادة هذا الانقطاع وتضخيم التشوهات.
5. الإدمان النشط:
إذا كان شخص ما يعاني من إدمان نشط، فمن الصعب أن يكون أي شكل من أشكال التأمل أو العلاج فعالاً. يمكن أن يزيد التأمل من الرغبة الشديدة في تعاطي الممنوعات المدمرة بطبيعة الحال.
ممارسات غير تقليدية
إذا وجد الشخص أن فكرة ممارسة التأمل لا تطاق، فيمكن أن يبدأ في تجربة أشكال التأمل التي تجذب تركيزه خارج ذاته عن طريق إعطائه مهمة أو نشاطًا للتركيز عليه يتضمن تجارب حسية أو محفزة، سوف يسحب الشخص من أفكاره ووساوسه ويمنحه استراحة من الضيق الداخلي.
على سبيل المثال، بحسب ما ذكره شون غروفر، كان هناك شاب مصابًا بصدمة بسبب حادث سيارة يهدد حياته. وكان يعاني من القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وبغض النظر عن الطريقة التي حاول بها التأمل، فإنه لم يستطع تهدئة عقله، بل وفي الواقع، كان يشعر بالسوء مع كل محاولة لأنه فشل في التأمل.
ثم في أحد الأيام، أثناء تنظيم مرآبه، وجد الشاب قطعة صغيرة من خشب الصنوبر المقطوع حديثًا. أخرج سكين جيبه، وجلس على صندوق، وبدء في النحت على قطعة الخشب. واكتشف أنه كلما قام بهذا النشاط شعر بالهدوء. وسرعان ما أصبح نحت الخشب هو أسلوبه الخاص لممارسة التأمل. في البداية، قام الشاب بنحت أدوات منزلية بسيطة، مثل الشوك والملاعق، والتي أصبحت هدايا للأصدقاء والعائلة. في وقت لاحق، جرب مشاريع أكبر وأخذ دروسًا في الفنون.
أدت ممارسة الشاب لأسلوبه الخاص في التأمل إلى إبطاء معدل ضربات القلب وتحسين التمثيل الغذائي وصفاء الذهن بل ومنحه شيئًا للتركيز عليه بخلاف ألمه.
أنشطة بسيطة للغاية
يمكن القيام بأنشطة بسيطة للغاية للمساعدة في الشعور بمزيد من الهدوء النفسي والتماسك. تتضمن بعض الأشكال غير التقليدية المشي أو صيد الأسماك أو السباحة أو ركوب الأمواج أو الرسم أو الطهي أو ممارسة التمارين الرياضية أو الكتابة أو التلوين أو تعلم مهارات أو حرف يدوية أو ركوب الدراجات أو القراءة أو العمل في البستان.