إنجاز مبابي التاريخي يذهب هباءً في حضرة ميسي
قدم كيليان مبابي أداء للذكرى في نهائي كأس العالم لكرة القدم لكن أهدافه الثلاثة لم تكن كافية لإنقاذ أحلام فرنسا بعد الخسارة بركلات الترجيح 4-2 أمام الأرجنتين عقب التعادل 3-3 بعد الوقتين الأصلي والإضافي باستاد لوسيل في قطر يوم الأحد.
وأصبح مبابي اللاعب الثاني الذي يحرز ثلاثية في نهائي كأس العالم بعدما أعاد منتخب بلاده إلى المباراة مرتين، أولهما بهدفين قرب نهاية الوقت الأصلي.
ومع إحكام الأرجنتين دفاعها أمام مبابي لأغلب فترات المباراة، دبت الحياة في مهاجم باريس سان جيرمان في الدقيقة 80 عندما أحرز هدفين في غضون 97 ثانية، قبل أن يدرك التعادل للمرة الثانية من ركلة جزاء في الوقت الإضافي ليجعل النتيجة 3-3.
وأحرز مبابي ركلة الترجيح الأولى لفرنسا لكن الحارس إيميليانو مارتينيز تصدى لركلة كينغسلي كومان قبل أن يطيح أوريلين تشواميني بركلته خارج الملعب.
وحسم البديل جونزالو مونتييل تتويج الأرجنتين باللقب للمرة الثالثة في تاريخها بعد 1978 و1986 بتسجيل ركلة الترجيح الرابعة.
وكان جيف هيرست هو الوحيد الذي أحرز ثلاثة أهداف في نهائي كأس العالم عندما قاد إنجلترا للفوز 4-2 على ألمانيا الغربية بعد وقت إضافي في 1966.
وكتب هيرست في حسابه في تويتر أثناء المباراة: أهنئ مبابي، فمهما حدث لقد حظيت بفترة رائعة.
ساهمت الثلاثية في حصد مبابي جائزة الحذاء الذهبي التي تُمنح لهداف البطولة متفوقا على ليونيل ميسي، إذ أنهى البطولة بثمانية أهداف في سبع مباريات، وهو أكبر رصيد للاعب في نسخة واحدة منذ إحراز البرازيلي رونالدو ثمانية أهداف في 2002.
وما زال الفرنسي جوست فونتين يملك الرقم القياسي لعدد الأهداف في بطولة واحدة برصيد 13 هدفا في نسخة السويد 1958.
وأصبح مهاجم فرنسا يتأخر بأربعة أهداف عن رقم ميروسلاف كلوزه القياسي البالغ 16 هدفا.
وقبل يومين من بلوغه 24 عاما يبدو أن قدر مبابي هو قيادة جيل شاب ومشرق لفرنسا في الأعوام المقبلة.
لكن في ملعب لوسيل كانت الليلة ملك ليونيل ميسي، الذي عوض الخروج من دور الستة عشر في روسيا 2018 عندما خسرت الأرجنتين 4-3 أمام فرنسا بقيادة مبابي في مباراة ملحمية.
وكان مبابي يبلغ من العمر 19 عاما فقط في ذلك الوقت، ومن المذهل أن نعتقد أنه لم يصل إلى الذروة بعد.
ففي كل مباراة، يبدو أنه أكثر ثقة واتزانا وتحكما، ولا يمكن إيقافه بسبب سرعته المذهلة ودقته الشديدة التي تدفع المدافعين إلى الجنون.
وبهذه الإمكانات يعتبر مبابي كنزا وطنيا، ونزل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أرض الملعب لمواساة النجم الشاب، واحتضنه طويلا.
ولن تساهم ثلاثية مبابي في نهاية بطولته الرائعة في تخفيف آلام الخسارة أمام الأرجنتين، لكن في الوقت المناسب بالتأكيد سينظر إلى ما حققه بكل فخر.
وقال ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان: أنا حزين من أجل كيليان الذي قدم مباراة أكثر من مثالية. لو كان الأمر بيدي لقدمت كأسين واحدة لكيليان والأخرى لليونيل، ميسي استحق الكأس وكيليان ما زال أمام الوقت للفوز بكأس العالم مرة أخرى.
وربما كانت ليلة ميسي، لكن المشوار ما زال طويلا أمام مبابي.