أحمد كمنجة لـ”العربية.نت”: استهواني صوت الكمان ولأجله عشت بالشارع
في عينيه سكن حزن لا يستطيع سبر أغواره أحدٌ، تقاطيع وجهه الوديعة جعلت أفئدة كثير من الناس تهوى إليه. جرب حياة الوحشة والتشرد، لكنه ظل متشبثاً بناصية الحلم منافحاً إلى أن تعلم عزف الكمان حتى أجاده. لكن الطريق لم يكن ممهداً، وأوصدت الحياة أبوابها تباعاً في وجهه حتى اضطرته قسوتها، العزف بقارعة الطريق، أمام المارة.
هكذا نسجت الأقدار تفاصيل القصة المُثيرة لأحمد عبد الله الشهير بـ”أحمد كمنجة”.
استهواني صوت الكمان
أحمد كمنجة قال لـ”العربية.نت”: أثناء عملي، بصالة أفراح، جذبني صوت الكمان، منذ ذلك الحين وقر في قلبي أن أتعلم عزف الكمان أو “الكمنجة”، بدأت في متابعة حركة العازفين الذين يأتون مع الفنانين للغناء في الصالة، في صمت وشغف، خاصة عازفي الكمان.
البدايات العصية
رهق البدايات العصية، لازم أحمد ابن السبعة عشر ربيعاً، وأوصدت الحياة أبوابها تباعاً في وجهه، لدرجة أنه لم يجد مفراً من عزف الكمان بقارعة الطريق وأمام المارة كما أسلفنا، ويستعيد أحمد ذكريات تلك الأيام المفعمة بالألم، قائلاً لـ”العربية.نت”: في البداية كنت أخجل عندما أعزف بالشارع، لذلك كنت دائماً ما أحرص على ارتداء طاقية أو نظارة لإخفاء معالم وجهي.
انتباهٌ وتشجيعٌ
شيئاً فشيئا، جذبت موسيقى أحمد الشجية، ومهارته بعزف الكمان الأنظار، والتفت حوله أيدٍ حانية، وبدأوا في مؤازرته وتشجيعه وساعدته موهبته الفذة، وتقاطيع وجهه الوديعة على كسب المزيد والتعاطف، ليخطو خطوة إضافية، عندما بدأ العزف أمام المحال التجارية، بطلب من أصحابها لزيادة الإقبال عليها.
رفيق الدرب
أحمد قال لـ”العربية.نت”: تعرّفت على صديقي، ورفيق دربي، محمد في اعتصام القيادة العامة، وتفرّقت بنا السُّبل، بعد مجزرة فض الاعتصام في يونيو 2019م، عندما التقينا مرة أخرى وجدت أن محمد قد تعلم عزف الجيتار. ترددنا على أماكن كثيرة، بحثاً عن عمل، لكن أصحاب المحلات كانوا يرفضون التعاون معنا، لأن مظهرنا كان يشبه المتشردين.
وقتها لمعت في ذهني فكرة العزف بالشارع ونجحت الفكرة، وبمرور الوقت بدأنا في جني المال، وعبره تمكنا من إيجار منزل صغير، أنقذنا به أنفسنا من حياة التشرد، بعد أن صرنا نعمل وننام في الشارع لزمان ليس بالقصير.
واقفٌ بناصية الحلم
أحمد قال لـ”العربية.نت: التحقت لفترة ببيت العود بالخرطوم، لصقل موهبتي، وتعلم المزيد، لكن لم أستطع الاستمرار لمصاعب مالية.
أحمد كمنجة لا يزال واقفاً بناصية الحلم يقاتل، مستمراً في ممارسة هوايته في العزف بالشارع، كما اصطنع لنفسه قناة على منصة تيك توك يؤمها الآلاف من المتابعين.