الصحة العالمية: الدهون المتحولة تهدد حياة 5 مليارات شخص
أكد الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة التغذية وسلامة الغذاء بمنظمة الصحة العالمية، أي نوع من الأطعمة يحتوي على دهون متحولة يضر بصحة الإنسان، موضحًا أن هناك نوعين من الدهون المتحولة، هما الدهون غير المشبعة الطبيعية والدهون غير المشبعة الصناعية.
جاءت تصريحات الدكتور برانكا في سياق الحلقة رقم 91 من برنامج “العلوم في خمس”، التي قدمتها فيسميتا جوبتا سميث وقامت منظمة الصحة العالمية ببثها عبر منصاتها الرسمية.
دهون طبيعية وصناعية
وأضاف أن الدهون المتحولة الطبيعية توجد في منتجات الألبان أو في لحوم الحيوانات المجترة مثل الأبقار، مؤكدًا أن كلا الدهون المتحولة ضارة بصحة الإنسان، وإن كانت الدهون غير المشبعة الصناعية تتسبب بنسبة أكبر من الضرر.
كما أوضح أن قيمة هذا المنتج للمصنعين تكمن في حقيقة أن لديهم مدة صلاحية أطول وأرخص سعرًا أيضًا. تُستخدم الزيوت المهدرجة جزئيًا في منتجات مثل المارجرين وسمن الفاناسباتي وتستخدم في المنتجات المخبوزة مثل الكعك أو الأطعمة المقلية أو الأطعمة المخبوزة التي غالبًا ما تجدها في الأطعمة الجاهزة والسريعة.
الوفيات بأمراض القلب
إلى ذلك، أوضح الدكتور برانكا أنه عندما تدخل الدهون المتحولة إلى جسم الإنسان، يتم امتصاصها بواسطة مركبات معينة تنقل الدهون في تدفق الدم. وكلما زادت كمية الدهون المتحولة، زادت كمية الكوليسترول الضار الذي يتم إنتاجه وانخفضت كمية الكوليسترول الجيد.
وأشار إلى أنه كان هناك المزيد من الكوليسترول الضار، فإنه يعني زيادة خطر تصلب جدران الخلايا والتهاب جدران الخلايا، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بانسداد الشرايين وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
مركب سام
ومن المقدر أن يزيد استهلاك الدهون المتحولة بالمستوى الحالي بنسبة 21٪ أي بنسبة واحد من كل خمسة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ويزيد خطر الوفاة بأمراض القلب بمعدل واحد من كل أربعة أضعاف.
وهكذا نحسب أنه مع المستوى الحالي لاستهلاك الدهون المتحولة، يموت ما بين ثلاث مئة ألف ونصف مليون شخص يوميًا نتيجة لاستهلاك هذا المركب السام. وإذا تم استبعاد الدهون المتحولة من النظام الغذائي، فسيمكن إنقاذ ملايين الأرواح.
وأردف الدكتور برانكا قائلًا إن الامتناع عن استخدام وتناول الدهون المتحولة لن يؤثر على مذاق ولا تكلفة الطعام، شارحًا أنه يمكن استبدالها بمكونات أخرى من بينها الزيوت النباتية.
كذلك أكد على أهمية أن تحث الدول الشركات المصنعة من خلال اللوائح المناسبة، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت أكثر من غيرها اللوائح الفعالة التي تشير ضمنًا إلى الحد الأدنى المسموح به من كمية الدهون المتحولة، الذي يأتي عادة من جميع المصادر الطبيعية، بالإضافة إلى حظر بيع وإنتاج الدهون غير المشبعة الصناعية.
عامل الخطر الأول
وأضاف الدكتور برانكا أن 43 دولة أصدرت تشريعات في السنوات الماضية، وأن العدد نما بسرعة كبيرة في السنوات القليلة الماضية نتيجة لحملات الصحة العامة، منوهًا إلى أن البلدان، التي أصدرت تشريعات بشأن الدهون المتحولة هي، من شمال العالم، والتي تعد إلى حد كبير بلدان ذات دخل مرتفع.
إلا أنه منذ العام الماضي، انضمت للقائمة دول مثل الهند وبنغلاديش، والتي أقرت لوائح تتماشى مع الممارسات الجيدة لمنظمة الصحة العالمية، علاوة على التوقعات بأن تقوم دول أخرى مثل نيجيريا بإصدار تشريعات مماثلة هذا العام.
وأشار الدكتور برانكا إلى أن هناك في الوقت الحالي 3 مليارات شخص في العالم مشمولون بحماية من خطر التعرض للدهون غير المشبعة، لأنهم يعيشون في بلدان بها تشريعات قوية، محذرًا من أنه يبقى نحو 5 مليار نسمة حول العالم، يحتاجون للحماية.
وأعرب عن أمله في تعاون جميع الجهات الفاعلة والجهات الحكومية، جنبًا إلى جنب ومُصنعي الأغذية للعمل والمضي قدمًا نحو ما يمكن أن يكون إنجازًا رائعًا للصحة العامة وفي الواقع، القضاء على عامل الخطر الأول للأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب.