“الدولار وحده ليس السبب”.. خبير يكشف لـRT سبب أحد أكبر أزمات مصر
كشف الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي بالجمعية العمومية للفاو ومستشار وزير التموين الأسبق في مصر نادر نورالدين السبب وراء أزمة الدواجن الكبرى في البلاد.
وأوضح نور الدين في تصريحات لـRT أن مصر تقع في المنطقة الجافة وشديدة الحرارة في الصحراء الإفريقية الكبرى فهي لا تستقبل أمطارا إلا القليل منها ويبلغ الفاقد بالبخر من مواردها المائية مائة ضعف ما تستقبله من أمطار، كما لا تملك وفرة مائية نهرية أو جوفية وتعاني من عجزا مائيا يبلغ 42 مليار متر مكعب سنويا ينخفض إلى 22 مليار بعد إعادة استخدام 20 مليار متر مكعب من مياة المخلفات.
وتابع: “ولهذا لا تمتلك مصر أي ميزة نسبية لتربية الثروة الحيوانية والتي تتطلب وفرة مائية حيث يتطلب تربية رأسا واحدا من العجول نحو خمسة آلاف مترا مكعبا من المياة أي ما يكفي لري فدانا كامل، ولذلك تستورد مصر 60% من احتياجتها من اللحوم الحمراء والقليل من ثروتها التي تنتجها من الماشية تسببت في جعلها أكبر مستورد في العالم للقمح بسبب زراعتها لعلف البرسيم الأخضر بالري من مياه النيل لتغذية هذه المواشي والذي يزاحم مساحات زراعات القمح بشدة، بينما الأمر في العالم هو تربية المواشي على المراعي الطبيعية التي تنموا مجانا على الأمطار والتي تفتقدها مصر”.
وأشار إلى أنه “بالمثل تعاني مصر من إنتاج الدواجن والأسماك بسبب عدم توافر الأعلاف النباتية والمكونة من الذرة الصفراء وفول الصويا ومركزات البروتين وهي تمثل أكثر من 60% من تكاليف إنتاج الدواجن والتي تستوردها مصر بالكامل من الخارج وبالتالي فإن أسعارها ترتفع بشده مع كل أزمة غذاء عالمية وأيضا مع ارتفاع أسعار البترول والشحن البحري والبري وكذا مع ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري، وهو الأمر الحادث الآن”.
ونوه الخبير المصري إلى أن “مصر توسعت في إنتاج الأسماك من المزارع السمكية، وأصبحت تحقق 90% من الاكتفاء الذاتي بها نظريا نظرا لاعتمادها على الأعلاف المستوردة غالية الثمن لتغذية الأسماك، وهي أيضا تمثل نحو 60% من تكاليف إنتاج الأسمالك ولذلك ترتفع أسعارها بشدة في مصر لنفس الأسباب السابقة في اعتمادها على استيرادها”.
وأكد نادر نور الدين أن “تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء من تربية المواشي أمر مستحيل بل وربما تزيد فجوة اللحوم في مصر نظرا للعجز المائي الكبير الذي تعاني منه مصر، وسيزيد مع مرور الزمن ومع زيادة أعداد السكان بمعدل 1.7 مليون سنويا نظرا لثبات حصتها من مياه نهر النيل والمحتمل تراجعها مستقبلا مع بناء السدود العملاقة في دول منابع النيل”.
وتابع: “الأمل الوحيد المتوفر هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض والأسماك بعد التوسع في زراعات الذرة الصفراء وفول الصويا خلال الموسم الصيفي حيث لاتزرع مصر حاليا إلا 1.2 مليون فدان بالأرز ونحو ربع مليون فدان بالقطن وبالتالي يتوافر لمصر نحو 5 مليون فدان في أراضيها القديمة على ضفتي النهر في الوادى والدلتا مع أراضي الاستصلاح والتوسع الزراعي في الصحراء والتي يمكن أن توفر نحو مليوني فدان أخرى بما يمكن مصر من زراعة نحو 3 مليون فدان بالذرة الصفراء ونحو 2 مليون فدان بفول الصويا، بما يحقق لمصر وفرة وعبء مالي كبير في استيرادهما حيث تستورد مصر نحو 11 مليون طن ذرة صفراء كرابع أكبر مستورد في العالم ونحو 3.5 مليون طن من فول الصويا كسادس أكبر مستورد بالإضافة إلى توفير نحو 4 مليار دولار تكاليف استيرادهما وأيضا تقيها شر توالي ارتفاعات أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري ووقتها فقط يمكن القول بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض والأسماك بدلا من 40% فقط حاليا بسبب استيراد الأعلاف”.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم