عبر “المياه الملوثة” بدوافع أمنية.. إبادة محتملة لـ 50 الف نسمة من سكان ديالى

عبر “المياه الملوثة” بدوافع أمنية.. إبادة محتملة لـ 50 الف نسمة من سكان ديالى

السابعة – ديالى

كشف رئيس مجلس قضاء المقدادية السابق عدنان التميمي، اليوم الاثنين، عن أن الهواجس الامنية في المحافظة دفعت الى انتاج مياه غير صالحة للشرب وتصنف كملوثة، سيتم استخدامها لاكثر من 50 الف نسمة من سكان ديالى.

وقال التميمي لـ السابعة، إن “الهواجس الامنية من امكانية تسرب مادة الكلور للجماعات المتطرفة فرضت اجراءات مشددة في آليات توزيعه على محطات الإسالة في المقدادية وأريافها واختصارها على المشروع المركزي فيما بقية المشاريع لا يجري دعمها بالكلور”.

وأضاف، أن “الهواجس الامنية دفعت محطات الإسالة في الأرياف والقرى الى إنتاج مياه غير صالحة للشرب بغياب مادة الكلور المهمة اي ان اكثر من 50 الف نسمة يحصلون على مياه غير نظيفة ولو في الحد الادنى”.

واشار التميمي الى “ضرورة إعادة النظر في ملف تأمين مادة الكلور لجميع محطات الإسالة في المقدادية وقراها وان لا يكون الهاجس الامني سبب في انتاج مياه غير نظيفة”.

واتهم العراق، في وقت سابق، إيران، بقطع مياه نهري سيروان والكارون عن البلاد، ما تسبب بشح المياه في محافظة ديالى شرقي البلاد، والتأثير على نوعيتها في شط العرب أقصى جنوب العراق.
وخلال العام الماضي، انخفضت معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بحوالي 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.
 
كما ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنوياً بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

وفي مناسبات سابقة، قالت وزارة الموارد المائية العراقية إن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء.

وقد أصبحت حالات الجفاف والعواصف الرملية ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية  شائعة بشكل متزايد في العراق. 

وقد احتج العراق، الذي يشترك في نهري دجلة والفرات مع تركيا وسوريا وأنهار أخرى مع إيران، في كثير من الأحيان على بناء السدود في دول المنبع مما يعرض موارده المائية للخطر.

وقد أجبر النقص والجفاف العراق بالفعل على خفض مساحات الأراضي المزروعة إلى النصف خلال فصل الشتاء الماضي.

وكان البنك الدولي قد حذر في نوفمبر/تشرين الماضي 2022، من أن العراق، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 41 مليون نسمة، قد يعاني من انخفاض بنسبة 20 في المائة في موارد مياه الشرب بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.

ويحتاج العراق الذي دمرته عقود من الصراع والعقوبات إلى استثمار 180 مليار دولار على مدى العقدين المقبلين في البنية التحتية وبناء السدود ومشاريع الري. بحسب البنك الدولي، لكن تم تخصيص 15 مليون دولار فقط، أو أقل من 0.2 في المائة، لوزارة الموارد المائية في ميزانية العراق لعام 2018.

وتشكل الأمطار 30 في المئة من موارد العراق المائية، بينما تشكل مياه الأنهار القادمة من تركيا وإيران 70 في المئة بحسب المديرية العامة للسدود في العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *