هاوٍ يعمّر سيارة “برازيلي” قديمة ويلهب المشاعر: ذكريات شارع حيفا وصوت هيثم يوسف
السابعة – بغداد
ملئت شوارع العاصمة بغداد، وامتد انتشارها الى المحافظات الأخرى بعد عقدين على الأقل، كانت “البرازيلي” وهي سيارة متوسطة الحجم تصنعها وتسوقها فولكس واجن منذ عام 1973، صارت الآن في جيلها الثامن قد دخلت العراق بقرار الدولة عام 1983. وكان امتلاكها حلماً يراود العراقيين في حقبة خلا فيها العراق من السيارات الحديثة.
بعد 2003، صار العراق يستورد سيارات أوروبية وشرق أوسطية حديثة، ورأى بعضهم أن هذه بداية لمواكبة التكنلوجي، غير أن القديم “يثير الحنين والذكريات وبعضها شجي”.
وسيارة “البرازيلي” كما يسمّيها العراقيون انحسرت من السوق العراقية، وحلت السيارات الفخمة والحديثة كبديل خاصة مع التغيرات في دخل الفرد العراقي.
ومع ذلك لم يخلو العراق من السيارات التي دخلت البلاد في العقود الماضية، وأصبح الموجود منها يحظى باهتمام ورعاية عشّاق السيارات القديمة ومن يعدها “إرثاً شعبياً” يجب الحفاظ عليها.
وهناك أيضاً محبو الأشياء الكلاسيكية الذين لا يبيعون ما يملكونه حالياً ولو بأسعار مضاعفة لسعرها في الماضي.
الميكانيكي عبد الرحمن الدليمي، واحد من هواة السيارات القديمة.
لقد أجرى تجديداً لسيارة من نوع “برازيلي” وصوّر مراحل التعمير من البداية حتى النهاية ونشر الصور في فيسبوك، ليشعل حنين بعضهم.
أعجب كثيرون بالعملية، وغيرهم انتقدها وقال إن هذه السيارة لا تستحق هكذا تعب عكس سيارات قديمة من طراز “مارسيدس أو بي إم دبليو”.
وكتب أحدهم معلقاً على الصور: “عاشت ايدك حبيبي كلش مرتبة وأتمنى تطور من شغلك أكثر، وحاول قدر الإمكان ما تستخدم معجون هواي على البدي، لان بمرور الوقت ينعاب شغلك ويروح تعبك”.
لكن علاء إبراهيم له رأي آخر: “حرامات التعب بيها.. هي من جانت حسرة علينا ما نجحت ومحد حبها”، رافضا عملية استحداثها، والذي لاقى بعض التفاعلات المؤيدة داخل البوست.
توالت التعليقات حول عملية “تعمير البرازيلي” واستذكر بعصهم أن سيارات من هذا الطراز تقلهم من مكان الى آخر داخل العاصمة بغداد، وأهدى بعضهم لعبد الرحمن أدوات “أصلية” خاصة بها.
أما “أياد جاسم” فنصح عبد الرحمن بجولة رومانسية مما عاشه الآباء والأشقاء الكبار، وكتب: “ينرادلك فرة بشارع حيفا فجراً.. وتشغل هيثم يوسف باغنية ما اريد أعتب عليك”.
وتشهد الكثير من المحافظات العراقية لا سيما مع دخول سيارات حديثة الصنع، أجيالا من العجلات التي استوردت خلال فترة الخمسينيات والستينيات وصولا الى جيل التسعينيات، فباتت تلك الأنواع مرغوبة لدى الكثيرين.