غادة عبدالرازق: مسلسل “تلت الثلاثة” أصابني بالجنون!
ما بين عامين كان هناك ورشة عمل لا نهائية، حتى ظهر مسلسل “تلت الثلاثة” على الشاشة الصغيرة لينافس في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، ويحقق العديد من النجاحات، على مختلف المستويات، فكما أكدت غادة عبدالرازق في حوارها لموقع “العربية.نت” والتي غابت عاما كاملا عن المشهد الدرامي، أن القصة والسيناريو مكتوبان بطريقة مبهرة، وكل مشهد في المسلسل له قيمة ولكنهم اضطروا إلى تعديل السيناريو ليتغير من 30 حلقة إلى 15 فقط، وهو ما أصابها بالضيق بشدة، كما تحدثت عن ما قاله أحمد زاهر، وردت على الأقاويل حول عمل ابنته معها في المسلسل، وعن فيلمها الجديد ومدى تخوفها منه.
*حدثينا عن كواليس اختيارك لمسلسل “تلت التلاثة”؟
اخترته منذ عامين، وعقدنا جلسات عمل لمدة عام ونصف على كتابة النص، وكنت أتابع كتابته مع المؤلفة هبة الحسيني، فلقد كان السيناريو مكتوبا لـ30 حلقة، ولكن ظروف المسلسل كانت صعبة للغاية، وحدثت مشاكل إنتاجية فالتكلفة كانت عالية قبيل التصوير بأيام، فانسحبت وقررت وقتها تأجيله لرمضان 2024 بسبب ضيق الوقت.
وعدت للعمل مرة أخرى مع اقتراح المنتج ممدوح شاهين، بالمشاركة في الموسم الحالي مع تعديل القصة، وعرضه في النصف الثاني من رمضان، فاقتنعت بالفكرة لحماسي الشديد للعمل، ولشعوري بأن ذلك يسمح لي بتقديم العمل بأريحية بعيداً عن ضغط الوقت، وتم تقليص حلقاته إلى 15 بسبب ضيق الوقت والمجهود الذي تطلبه، والعمل ضغط علي نفسيًا بشكل كبير، ولكني سعيدة بالنجاح الذي يحققه المسلسل فلقد تلقيت العديد من ردود الفعل الإيجابية الكثيرة عن أحداثه، خاصة أننا نقدم حبكة درامية متميزة وجديدة.
*لأول مرة تقدمين 3 شخصيات في عمل واحد؟
بالفعل، فأنا أظهر من خلال 3 شخصيات توائم وهن “فرح”، و”فريدة” و”فريال”، نسخة واحدة في الملامح، ولكن كل واحدة بعيدة عن الأخرى، فلكل منهن أسلوب مختلف في الكلام والتفاصيل، الأمر الذي تطلب مجهوداً ضخما خلال فترة التحضيرات والتصوير، خاصة أن الشخصيات التي أقدمها لا تشبه أية شخصية من التي سبق وقدمتها بأعمالها الدرامية، كما أن الشخصيات الثلاث موجودة كثيرا في الواقع، ففريدة ربة منزل وزوجة رجل أعمال وأجبرتها الظروف للبقاء مع طفلها واعتزلت دنيتها، بينما فرح مصممة أزياء، وفريدة كاتبة، فلقد واجهت صعوبات في التحضير لكل شخصية ثم الانتقال إلى الأخرى، ولكن السيناريو تناول تفاصيل كل شخصية بصورة مشوقة ومختلفة جعلت مُتابعي المسلسل ينتظرون ما سيحدث في الحلقة التالية.
*وما هي الصعوبات التي واجهتك وقت التصوير؟
إن أصعب شيء كان في المشاهد التي تجمع شخصيتين من الـ3 في وقت واحد، فكنت أجسد كل شخصية بشكل منفصل بما فيها من تعبيرات وانفعالات، وكأني أقف أمام الشخصية الأخرى، فكنت أنظر في الفراغ خلال تصوير هذه المشاهد، وأتخيل ردود فعل الطرف الآخر، وبعدها أعود لتجسيد الشخصية الثانية وهكذا، فالأمر كان صعباً ومرهقاً ويحتاج تركيزا شديدا، وأكون أشبه بالمجانين أمام فريق العمل، وكنت أصور لساعات طويلة خلال اليوم، أما التحدي الأكبر فكان هو قدرة الجمهور على تمييز كل شخصية من الثلاثة، من خلال أبعادها وأدائها وليس ملامحها، وسعدت بأن العمل أعجبهم، فأنا أنتقي أعمالي الفنية بعناية شديدة حتى تليق باسمي وتاريخي وما حققته على مدار مشواري، إذ من المستحيل تقديم أعمال لا ترضيني أو لمجرد التواجد.
*ولماذا تم تغيير مخرج العمل؟
وحول سبب تغيير المخرج محمد هشام رشيدي، أوضحت أنه شعر بالخوف بسبب ضيق الوقت، وعدم مقدرته على تقديم كل ما يرغب فيه، خاصة مع تقليص عدد الحلقات إلى 15 فقط، لذلك قررت استكمال العمل والاستعانة بمخرج آخر، بسبب التعاقد مع ممثلين والاتفاق على منحهم أموالهم، فكنت مضطرة للاستعانة بمخرج آخر، وربنا كرمنا مع بعض، عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.
*وماذا عن مشاركة ليلى أحمد زاهر في المسلسل بالرغم من التصريحات التي أعلن عنها والدها ضدك؟
أولا لا يوجد خلاف بيني وبين زاهر، وربما أدلى بتصريحاته بعدما أخبره شخص بشيء ما لا أعلمه ولم يرجع لي، ولقد اخترت ليلى قبل ظهور أحمد في برنامج ويقول إن هناك مشاكل بيننا، فأنا أحب ليلى جدا، وشعرت بالغرابة في كلامه، لأننا لم نختلف يوما، وعندما سألني فريق العمل، قلت لهم “ليلى” ستعمل في المسلسل، وإننا أشخاص محترفون ولسنا من الممثلين الذين يقومون بتصفية حسابات شخصية، فهذا عملي ومهنتي وأكل عيشي، وهو ما كنت أحلم به طوال حياتي فهي التي عملتني.
*وهل هناك رد علي ما قاله زاهر منك؟
أنصحه أن يتأكد من كل شيء قبل أن يقوله، فأنا امرأة ذكية وخبرتي كبيرة، ولم أهتم بالأمر لأني متفهمة أن الموضوع به سوء فهم، ولكن لو حدث مع شخص آخر لم يكن لديه خبرة مثلي فلن يتقبل الأمر وسيصبح هناك مشكلة.
*تعودين للسينما بعد غياب لسنوات طويلة بفيلم “البقاء للأصيع”؟
الفيلم كان يحمل اسماً مبدئياً “جوازة بالعافية”، ويجمعني بالثنائي أحمد آدم وبيومي فؤاد، والمخرج شريف إسماعيل، ولقد تحمست لهذا الفيلم على الفور، لأنه يعد تجربة جديدة عليّا تماماً، وقصته مختلفة، وأحداثه تدور في إطار كوميدي، ويجمعني بثنائي من أهم نجوم الكوميديا في مصر، وأجسد من خلاله دور “هدى” موظفة بأحد البنوك، وتجمعها علاقة صداقة مع بيومي وآدم.
*ألم تتخوفي من فكرة تقديم عمل كوميدي بعد فترة طويلة؟
هذه التجربة الكوميدية الثانية لي بعد مرور أكثر من 20 عاماً من عرض مسلسل “عائلة الحاج متولي”، وبالتأكيد أنا متخوفة للغاية منها، ولكن ما يشجعني هو أنني أقدم العمل مع نخبة من كبار نجوم الكوميديا وتحت قيادة المخرج شريف إسماعيل، وأعترف بأنني استمتعت كثيراً بهذه التجربة، فكنت أذهب للتصوير من أجل الضحك، ومتفائلة للغاية بنجاح الفيلم.