مخرج “الهرشة السابعة”: أفضّل المغامرة والبعد عن المنطقة الآمنة!
منعا للوقوع في فخ التكرار، يحب دائما المغامرة والخروج من المنطقة الآمنة، ويتقبل أن تفشل المغامرة أو تنجح، فبالنسبة له إذا لم يكن هناك مغامرة سيكون الأمر مملا للغاية.. هذا ما يعتمده المخرج كريم الشناوي في أعماله دائما، فكل الأعمال التي قدمها حتى الآن مختلفة وتثير الجدل، وتتسبب في حالة من الهدوء والتأمل إلى ما يحدث في الذات البشرية وعلاقته بمن حوله. مسلسل “الهرشة السابعة” كان بمثابة جرس إنذار قوي بطريقة لطيفة جدا لما يحدث في الحياة الزوجية، خاصة بعد مرور 7 أعوام. الشناوي أكد في حواره مع “العربية.نت” أنه يفضل الخروج دائما من المنطقة الآمنة ليجرب أمورا كثيرة، وأنه لا يخشى من رد فعل الجمهور حتى يتمكن من تقديم أعمال مختلفة، ولا يخاف من الفشل نهائيا.
*ما الذي حمسك لتقديم “الهرشة السابعة”؟
**فكرة المسلسل كانت متواجدة في ذهننا منذ فترة طويلة حتى قبل تقديم مسلسل “خلي بالك من زيزي”، وهي تدور حول مناقشة الزواج والعلاقات بالشكل الحديث. ففي البداية هي مناقشة العلاقات والزواج بشكلها الجديد، وكنا حريصين على الابتعاد عن تناول بداية العلاقة التي توضع دائمًا في القالب الرومانسي، وكذلك نهاية العلاقة بالطلاق أو محاكم الأسرة. فقررنا تقديم وسط العلاقة، وبدت الفكرة في البداية مملة وعادية، ولكن اتخذت قرار المغامرة.
*ولكنه ليس العمل الأول لك الذي تقرر من خلاله المغامرة وتقديم غير المألوف؟
**أفضّل دائمًا أن أخرج بعيدًا عن المنطقة الآمنة وأجرب أمورًا مختلفة، وأكون حريصًا على أن تجتمع في أعمالي ثلاثة عناصر، وهي الطزاجة والأصلية والقرابة، وأحيانًا نحن كصناع نقع في فخ الرجوع إلى الأعمال الموجودة، وأنا أرى أن ذلك لا يعتبر فنًا، والمهم هو أن يكون إنتاجنا أكثر تنوعًا.
*انتقد الكثيرون العمل وجرأته أثناء مشاهدته؟
**وظيفة الفن لا تتمثل في تقديم الأغلبية وأحوالهم فقط، فليس من المعقول أن نلغي الأقلية مقابل أن الأغلبية تكون هي الممثلة في الفن، فكيف نستطيع أن نفهم بعضنا بعضًا وندرك مشاكلنا؟ فأي مشروع أقدمه يكون ملكيا حتى يخرج إلى الجمهور وبعدها يكون ملكهم، والناس من حقهم تمامًا أن يروا العمل الفني كما يشاؤون. وطالما لدى المتلقي موقف من المشروع، فهذا يعني أنه تفاعل معه بشكل ما، وأنا أُعتبر مجنونًا إذا رأيت أنه لا يوجد أحد يكره مشروعًا معينًا أقدمه، ولكنني سعيد بردود الفعل على المسلسل، وانتقادات الناس للمشروع يعني أنها تفاعلت معه. هناك أشخاص أعجبت جدا بالمسلسل، وأشخاص أيضا يكرهونه وهذا طبيعي، وسعيد بهذا التفاعل.
*وهل ستؤثر تلك الآراء على اختيار أعمالك في الفترة القادمة؟
**لو شاركت في مشروع فني وكانت قراراتي مبنية على أنه يجب أن ينال إعجاب الجمهور، فذلك سيمنعني من المغامرة، ويجبرني على إعادة الأعمال الموجودة بالفعل، ولذلك يجب أن يتقبل المخرج الفشل أثناء مغامرته، وأنا دائمًا أحب أن أغامر، وإذا لم أفعل ذلك فسيكون الموضوع أكثر مللًا.
*تسبب المسلسل في خوف البعض من فكرة الزواج؟
**وهذا أفضل، لأن الزواج ليس لعبة، وفي النهاية مصر فيها نسب طلاق عالميًا مرعبة، وأنا لا أشعر بأن المسلسل قاتم لتلك الدرجة، ولكنه يجعل الناس تتأمل في أن المسألة أعقد من مجرد الحب والزواج. فمؤسسة الزواج صعبة، وليس بالضرورة أن المسلسل يقول إن الزواج أحلى حاجة في الدنيا. فمن الممكن أن يتجنب المشاهد المسلسل من أول حلقتين، ولكنه بعد قليل سيعود ويفكر في هدوء. فالزواج صعب وليس أمرا سهلا نهائيا.
*ما سبب اختيارك للنهاية المفتوحة في المسلسل؟
**لقد قصدتها بالفعل، فليس لدينا الحق أن نقول للناس إن هذا النموذج ينتهي بشكل معين أو له نهاية معينة، كما أن الجميع ليسوا متشابهين، لنا الحق فقط أن نطرح تساؤلات، لكن لا يمكن أن أقول للناس إن حل تلك القصة أن يكملوا طريقهم أو لا. ليس لدينا هذه الحقيقة، لا يمكن أن نقدم للناس والجمهور الحل النهائي لكل الأمور التي قدمها العمل.
*حدثنا عن تعاونك مع الفنانة أمينة خليل؟
**أنا وأمينة قدمنا معا 3 أعمال، نضجنا على مر السنين والأعمال التي تعاونا بها مع بعض، وكنت أؤكد عليها في مسلسل “قابيل” أول عمل بيننا، أننا لا نعمل حتى نحصل على نتيجة جيدة، بالطبع سنسعد بردود فعل الجمهور الإيجابية، ولكن الهدف الأساسي من عملنا هو أن نقدم عملا نستمتع به.
كما نرغب منذ فترة في تقديم عمل يناقش العلاقات والزواج بالشكل الحديث، والتي عادة ما تتحول في إنتاجات الدراما لنوعين: المرحلة شديدة الرومانسية في البدايات، والمرحلة الثانية الخاصة بالخلافات والطلاق ومحكمة الأسرة، ولا يتم الاهتمام بالتركيز على فترة تتوسط المرحلتين. ونحن كجيل نشعر أننا لم نناقش هذه المرحلة، والأمر قد يبدو موضوعا بسيطا لدى البعض أن تقول إنني أستعد لتقديم عمل عن الزواج. فقد يعتبره البعض شيئا مملا أو عاديا جدا، لكن هي تفاصيل صغيرة ومهمة كتبتها مريم نعوم وورشة سرد.
*وهل هناك جزء جديد من “الهرشة السابعة”؟
**أتمنى وجود جزء ثان من المسلسل، ولكن بمخرج آخر، فأنا كمشاهد متحمس لوجود جزء ثان من العمل، بعدما حقق ردود فعل إيجابية بعد عرضه في موسم رمضان 2023، فمن حق الشركات المنتجة لأعمالي تقديم أجزاء ثانية لها، ولكن بمخرج آخر غيري، لأني لا أفضل تقديم أجزاء ثانية لأعمالي الفنية.
*وماذا عن جديدك؟
**هناك مسلسل “لام شمسية” الذي كان من المفترض عرضه في شهر رمضان الماضي من بطولة النجمة منى زكي، ولكن لم يحدث ذلك، ولكنه سيتم تقديمه في التوقيت المناسب مع الشركاء المناسبين. وهو مشروع أحبه جدًا لكنه صعب للغاية، وليست لدي أي مشكلة في أن يتم تقديمه بعد عدة سنوات، ولكن بشكل جيد.