علي جابر: الكوميديا أخفت وجهي التراجيدي والعرب يتفاعلون مع الأعمال العراقية

علي جابر: الكوميديا أخفت وجهي التراجيدي والعرب يتفاعلون مع الأعمال العراقية

بغداد- - أحمد سميسم
تصوير: صباح الربيعي
أكد الفنان علي جابر، أن الكوميديا أخفت وجهه التراجيدي، فيما رأى أن الأعمال الفنية العراقية تحظى بمقبولية وتفاعل من الجماهير العريية.
وقال جابر في حوار مع السابعة : إنه” لم يبتعد عن الدراما مؤخرا وإنما يبحث عن دور يناسبه”، مؤكدا” أنتظر دورا أفاجئ به الجمهور وأكون عند حسن ظنه، لذا رفضت أكثر من عمل درامي عرض عليّ مؤخرا بسبب عدم قناعتي بتلك الأدوار، إذ إن ظهوري في عمل كوميدي ليس سهلا بل أصعب أنواع الفنون وأكثر تأثيرا في الجمهور”.
    
ممثل شامل
وأضاف، أن” الكوميديا لم تظلمني فهي قدمتني إلى الناس وعرفتني بالجمهور بشكل كبير”، مبينا، أنه” على الرغم من أنني جسدت كثيرا من الأدوار التلفزيونية التراجيدية، إلا أن المخرجين دائما يضعوني في خانة الكوميديا فقط وهذا خطأ، كوني لست ممثلا كوميديا فحسب بل ممثل شامل أجيد جميع الأدوار على الإطلاق، لذا من الممكن القول بأن الكوميديا أخفت وجهي التراجيدي إلى حد ما في التلفزيون”.
وتابع،” نحاول جاهدين من خلال ما نقدمه من أعمال كوميدية أن نكون بمنأى عن منطقة الإسفاف والسذاجة”، مضيفا” ليس عيبا أن تكون الكوميديا من أجل الضحك فقط بشرط أن لا تخدش الحياء وتبتعد عن التجاوزات”.
وأشار إلى، أن” الكوميديا تعطي طاقة إيجابية وطمأنينة لجمهورها وفيها رسالة عميقة المضمون وإشارات ورموز مهمة فنياً”.
سائق القطار
وأكد الفنان علي جابر” كنت مصرا أن أعمل ودرست في معهد السكك وفكرت بأن أكون سائق قطار وأن أحصل على راتب شهري، إلا أنني لم أركب القطار ولم أقده ولم أجسده في الفن بل اخترت سكة الفن بدلا عن سكة القطار”. 
ولفت إلى، أن” الديوانية حيث ولدت شكلت كل أدواتي الفنية والمعرفية والجمالية، كون المجتمع في الديوانية كان فيه قراءات وفرق مسرحية ومنظمات جماهيرية التي كانت تدعم الشباب كلا حسب موهبته، ووجدت نفسي مزروعا في الفن من خلال مسرح النشاط الفني هناك وتتلمذت على أيدي أستاذة الفن الكبار في المحافظة أمثال الراحل رحيم ماجد، وتوفيق السنيد، ورياض شهيد، سعد هدابي، عايد نجم وآخرون، لذا اعتبر نفسي من الفنانين المحظوظين كوني عاصرت هؤلاء الأساتذة”.   
وتابع:” سكنت مدينة الحرية ببغداد عام 1979 في بيت عمي حيث أكملت مرحلة المتوسطة في مدرسة الشروق ودخلت مركز شباب الحرية الذي كان يضم نخبة من الفنانين منهم الراحل عبد الخالق المختار، وقحطان زغير، جلال كامل، أكرم كامل، عدنان جليل وآخرون، وبعدها درست في معهد الفنون الجميلة ومن ثم كلية الفنون الجميلة”. 

المظلوم المنكسر
وأعرب عن رغبته بتجسيد الأدوار التي فيها ملامح الإصرار وعدم اليأس، كتجسيد دور المظلوم المنكسر الذي ينفض غبار حزنه وينهض من جديد منتصرا، موضحا:” كنت أتمنى أن أجسد دور مهدي الذي جسده ببراعة الفنان غالب جواد في مسلسل عالم الست وهيبة، واعتقد الدور كان يناسبني في تلك الفترة”. 
وأشار جابر إلى، أن” الفنان كاظم الساهر كان معي في المسرح العسكري وكانت تجمعنا صداقة محترمة وأيضا كنا نسكن في منطقة واحدة في مدينة الحرية ببغداد ونذهب معا في الباص لقضاء أعمالنا، وبعد أن اشتهر الساهر بنجوميته كانت تصلني بين الحين والآخر رسائل محبة وإعجاب من المقربين منه عما أقدمه من أدوار في التلفزيون وكان يضعني في خانة مميزة، حين التقينا في بيروت بعد فراق طويل فاجأني بمتابعته لأعمالي الفنية ومحبته المعهودة التي كان يضمرها لي سابقا”. 
العمل الإداري
وبين، أنه” لا بأس للفنان أن يدير الأعمال الإدارية بشرط أن لا يخسر حضوره وإبداعه في المجال الفني، العمل الإداري لم يبعدني عن نشاطي الفني كوني أدير مؤسسة فنية ضمن نطاق تخصصي ومجالي الفني، وبالعكس المنصب لم يخسرني علاقاتي مع زملائي الفنانين أنا مدير على العمل وليس على الأشخاص، أصدقائي يعرفونني بأني متصالح مع نفسي وليس هناك شيء يستحق خسارة الأصدقاء بسبب المنصب أو العمل الإداري”.
وأكد الفنان علي جابر، أن” الوجوه الفنية الجديدة مهمة في الأعمال الفنية، لكن أتمنى أن يتعلموا ممن سبقوهم من الفنانين في تجاربهم الفنية المليئة بالنجاحات، وأن يستمعوا إلى النصائح وأن لا يهملوا القراءة ومشاهدة الأعمال الفنية العالمية، ونجاح الفنان في عمل ما ليس كافيا بل كيف يحافظ عليه ويحصد نجاحات أخرى من خلال المثابرة والالتزام، وعدم استسهال الفن لاسيما في المهرجانات الفنية التي تمنح جائزة أفضل ممثل لفنان ظهر بعملين فقط!!، في حين هناك ممثلون عالميون معروفون لم يحصلوا على الجوائز إلا بعد سنوات من تقديم أعمالهم الفنية وتقييمها”. 
ولفت إلى، أنه” حاول البعض استغلال ابتسامته لمآربه الشخصية”، مستدركا بالقول:” أحاول أن أتجاوز من يريد استغلالي بذكائي وفطنتي بهدوء أمام المقابل وأجعله يذهب خجلاً.” 

المنافسة العربية
وأوضح، أن” المنافسة العربية تحتاج إلى إنتاج ضخم وتسويق وميزانية كبيرة كالأعمال التي تنتج عربيا اليوم وترصد لها مبالغ تصل أحيانا إلى 5 ملايين دولار فلا بد أن يرصد للعمل العراقي على الأقل 3 ملايين دولار لكي يدخل حيز المنافسة، فضلا عن الأعمال العراقية المحلية تحظى بمشاهدة وقبول وتفاعل من الجماهير العربية وهذا ما لمسته خلال تواجدي في عدد من الدول العربية”. 
ومضى بالقول:” أحسست بسطوة الكاميرا وهيبتها في تقديم البرامج وليس في التمثيل، كون تقديم البرامج من الأمور الصعبة التي تحتاج إلى ارتجال ومهارة وتعامل خاص مع الكاميرا، أما في التمثيل فالكاميرا صديقتي من خلال تقمصي للشخصية”. 
وأكد،” لقد حاولت أن أكتب ما أريد لحياتي من خطوات ومشاريع وخطط ومكانة وأن أضع لنفسي طريقا خاصا بي يناسب طموحي وتطلعاتي، بالنهاية استطعت أن أسرق القلم من يد القدر لأكتب ما أريد لحياتي”، مبينا:” حلمي أن أصبح ممثلا عربيا، وأن تكون لي إضاءة كبيرة تنعكس على عالمنا العربي، كالدور الذي يلعبه الفنان الخليجي والمصري والسوري واللبناني، فالفنان العراقي يستحق أن يكون بتأثير الفنانين العرب كونه متمكنا من أدواته المعرفية والفنية”. 

السير الذاتية
وحول تجسيد أعمال السير الذاتية قال جابر:” أحبها كثيرا وكنت على وشك أن أجسد شخصية السياسي العراقي جعفر العسكري في العهد الملكي وتهيأت لهذا الدور إلا أن المسلسل توقف لأسباب إنتاجية”.       
ويعد علي جابر أحد الفنانين العراقيين البارزين الذين ساهموا في رسم الابتسامة على شفاه الجمهور لما له من تأثير وحرفنة في منطقة الكوميديا التلفزيونية على الرغم من أنه بدأ ممثلا تراجيديا في كثير من الأعمال الدرامية المهمة، إلا أن الكوميديا كانت جزءا لا يتجزأ من تكوين شخصيته التي تبدو عليها ملامح الفرح دائما، واستطاع أن يخط لنفسه لونا فنيا خاصا حتى بات نجما جماهيريا محبوبا، فهو ابن المسارح وخشباتها قبل أن يلج التلفزيون، وانحاز للجمال منذ كان طفلا وتنفس عبق الفن مبكرا فراح يبحث عن كينونته التي وجدها في مجالات الفن المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *