معنيون بالشأن السياسي: رسالة رئيس الوزراء وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمنع اتساع الحرب
بغداد –
أشاد مستشارون ومعنيون بالشأن السياسي بمضامين رسالة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ودول الاتحاد الأوروبي بحلول ذكرى السابع من أكتوبر والتي حذر فيها من أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، وما يتركه من تداعيات كارثية تهز الاقتصاد العالمي، وفيما اعتبروها علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية، أشاروا إلى أن رئيس الوزراء استشعر فيها خطورة استمرار الحرب الصهيونية على غزة ولبنان واحتمالية تأثيرها على سوق الطاقة ووضع الجميع أمام مسؤولياته لمنع اتساع الحرب، وذكر بمواقف العراق المبكرة التي حذرت مراراً من مغبّة سعي الكيان الغاصب إلى توسعة الحرب والصراع.
وقال مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة : إن “الأبعاد الاستراتيجية لرسالة رئيس الوزراء إلى المجتمع الدولي فيها العديد من المستويات وخصوصا على المستوى الاستراتيجي إلى القادة والرؤساء في دول العالم المتقدم من أجل حث المنظومة الدولية على إيقاف حالة الحرب العدوانية الصهيونية في الشرق الأوسط وخصوصا تجاه الأراضي الفلسطينية واللبنانية، ولذلك هي رسالة في وقت مهم وصعب على المنطقة العربية والإسلامية وامام صراع عميق تتداخل به العقائد والمشاريع والاستراتيجيات والسياسيات وهذا ما جعل رئيس الوزراء يتطرق إلى الاثار الإنسانية للحرب في المنطقة وأن لها انعكاسات كبيرة على الامن العالمي والإنساني، ولذلك فإن صوت العراق عالٍ دبلوماسية وإنسانيا باتجاه إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار الفوري”.
وأضاف، أن “هذه الرسالة جاءت لتذكير العالم بموقفهم الإنساني والأخلاقي والقانوني بعد أكثر من عام على الحرب في غزة ، والتي حذر رئيس الوزراء من آثارها مبكراً واشار في العديد من القمم الدولية والمنتديات والملتقيات الدولية لأثارها المدمرة للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم”.
وتابع “ومنذ 2022 تغيرت المنطقة نحو السلام والحوار والتنمية بجهود عراقية – إقليمية ودولية، لكن أزمة غزة وتصاعدها اعادت المنطقة إلى خيارات صعبة وليست سهلة، ونتطلع العودة إلى نقطة التوازن للاستقرار وإعمار غزة ولبنان، والجهود الإنسانية التي بذلتها الحكومة العراقية باسم الشعب العراقي ووفقا لتوجيهات المرجعية العليا في النجف الأشرف لدعم الشعبيين الفلسطيني واللبناني بالإضافة إلى المبادرات الدبلوماسية التي توالت الواحدة تلو الأخرى لتحريك الضمير الدولي نحو الشعب العربي في فلسطين ولبنان وهم يواجهون آلة الحرب والعدوان”.
وأشار إلى “أن رسالة رئيس الوزراء قد حفزت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الاتحاد الأوربي للضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف إطلاق النار بالإضافة إلى الامم المتحدة ودور الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية وكل أصدقاء العراق الذي يلتقي بهم رئيس الوزراء او يتصل او يتصلون به من اجل حث العالم نحو إنهاء هذه الحرب العدوانية وعودة السلام مرة أخرى إلى الشرق الأوسط”.
بدوره أكد مستشار رئيس الوزراء فرهاد نور الدين في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة إن “الرسالة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي قام بها رئيس الوزراء من اجل التهدئة وإبعاد العراق عن ساحة الصراع فيما يستمر المواقف والجهود الدبلوماسية والإنسانية لنصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني”.
وأضاف، أن “العراق في موقع جيوسياسي مهم وله ثقله في المنطقة والعالم بكونه ثاني أكبر مصدر للنفط ويحتفظ بعلاقات وطيدة مع المجتمع الدولي وجميع دول الاقليم”.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية سعدون الساعدي للوكالة الرسمية تابعته السابعة إن “رسالة رئيس الوزراء إلى المجتمع الدولي و الرئيس الامريكي جو بايدن والى دول الاتحاد الاوروبي وكذلك الدول الفاعلة مهمة جداً في توقيتها وهي علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول لتعامله الحكيم مع ما يقترفه الكيان الصهيوني من أزمات في المنطقة وجرائم الكيان المتكررة في جنوب لبنان وفي قطاع غزة”.
وأضاف، أن “الرسالة مؤثرة وفعالة ومهمة ورئيس الوزراء يستشعر فيها مدى خطورة اتساع رقعة الحرب وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط وسوق الطاقة وما ستتركه من عواقب اقتصادية على منطقة الخليج ومضيق هرمز وبالتالي تضرر العراق كونه دولة نفطية وكذلك بقية الدول في المنطقة”.
وتابع أن “رئيس الوزراء سبق وطرح حلولاً استراتيجية، من خلال العمل على اتاحة منافذ متعددة لتصدير النفط عبر البحر المتوسط والبحر الأحمر وليس فقط عبر منطقة الخليج بسبب التوترات التي تحدث في المنطقة وكذلك تحركت حكومته نحو تنويع الاقتصاد ودعم قطاعي الصناعة والزراعي والقطاع الخاص بالعديد من المبادرات لجعلها روافد مهمة للاقتصاد وعدم الاكتفاء بالنفط كمورد وحيد”.
المحلل السياسي حمزة مصطفى يرى في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة أن “رسالة رئيس الوزراء الى المجتمع الدولي والرئيس الامريكي والى قادة الاتحاد الاوروبي هي امتداد للجهود التي بذلها طوال الفترة الماضية بدءا من كلمته او خطابه المهم في الجمعية للأمم المتحدة ويتحمل فيها المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري، وكذلك في إطار جهود الدولة العراقية من اجل خفض التصعيد وعدم توسعة الحرب مثلما يريدها المجرم بنيامين نتانياهو وهي وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمنع اتساع الحرب”.
وأضاف، “لذلك هذه الرسالة جاءت ضمن هذه الجهود وهي رسالة اعتقد ستكون لها تأثيرات باعتبار العراق جزء اساسي من هذه المنطقة والعالم ويعول عليه كثيرا في مواقفه حيال هذا الامر، واتوقع ان هذه الرسالة سوف يكون لها تأثير من منطلق ان الكثير من دول العالم لا تريد الذهاب مع مغامرات مجرم الحرب نتنياهو وذلك هي تسعى ايضا الى محاولة لجم هذا المجرم وخفض التصعيد وصولا الى هدنة او وقف الحرب”.
وأكد أن “الجهود العراقية لم تتوقف عند هذا الحد، بل بذل العراق عبر مختلف المستويات الداخلية والخارجية المزيد من الجهود الدبلوماسية ذات التأثير سواء كان على المستوى الاقليمي او على المستوى العالمي بالإضافة الى المستوى الداخلي”.
ويوم أمس الأحد، وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ودول الاتحاد الأوروبي تزامناً مع مرور عام على اندلاع أحداث 7 تشرين الاول، مؤكدا أن العراق سيواصل جهوده ومساعيه لمنع اتساع الصراع الذي يؤثر على أمن المنطقة والعالم.
وقال رئيس الوزراء في رسالته وفقاً لبيان رسمي تلقته السابعة : إنه “مع مرور عام على اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، واستمرار العدوان الصهيوني على غزّة، وامتداده إلى لبنان الشقيق، وتهديد المنطقة بأسرها، يذكّر العراق بموقفه المبكّر، الذي حذّر فيه من مغبّة سعي الكيان الغاصب إلى توسعة الحرب والصراع، ونتائج تركه يتمادى في ارتكاب الجرائم، وسط عجز المجتمع الدوليّ عن القيام بدوره”.
وأضاف، “اليوم، في ظلّ التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، نوجّه رسالتنا إلى كلّ الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأمريكي جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي، بأننا نقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي، ويعرّض التنمية إلى انتكاسة كبرى، لاسيما أن منطقتنا تمثل الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة”، مثمنا “الموقف المهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا فيه لوقف توريد السلاح للكيان الغاصب، والعمل على إنهاء الحرب، لأنه موقف ينبع من تقدير حقيقي لخطورة الأوضاع في المنطقة”.
وتابع: “لقد عملت حكومتنا بجهد كبير لتجنيب العراق آثار هذا التصعيد، ونجحنا في ذلك بمعيتكم وبالتعاون مع جميع الأصدقاء في العالم”، لافتا الى ان “المرحلة الراهنة تتطلب مضاعفة جهودنا، وأن يكون على رأس أولوياتنا إيقاف استهداف المدنيين، وإنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر، ولن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار”.
وأكد أن “العراق سيواصل جهوده ومساعيه مع الدول الصديقة والشقيقة، والعمل المشترك من أجل التهدئة، وعدم اتساع الصراع الذي يؤثر على أمن المنطقة والعالم”.