واشنطن بوست تتساءل: هل كان السنوار فعلا هو العقبة الرئيسة على طريق تبادل الأسرى؟
قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة “واشنطن بوست” إن رئيس “حماس” يحيى السنوار لم يكن العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار في غزة، وإنه لا يجب تجاهل دور إسرائيل في ذلك.
وبينما قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل السنوار يزيل “العقبة الرئيسية” أمام وقف إطلاق النار، شدد الدبلوماسيون المشاركون في المفاوضات على أن هذا الوصف هو “مفرط في التبسيط ومهمل لدور إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤولين والخبراء الأمريكيين والإسرائيليين والعرب الذين لديهم معرفة وثيقة باستراتيجية الحرب الإسرائيلية، وبالجهود التي قادتها الولايات المتحدة على مدى أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، قولهم إنه على الرغم من أن مقتل السنوار كان موضع ترحيب، إلا أن القضاء عليه ربما خلق عقبات جديدة.
وأهمها ما إذا كان هناك بديل عملي كزعيم لـ”حماس” يكون مستعدا وقادرا على التفاوض على وقف إطلاق النار، وما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقرر اغتنام الفرصة للبدء في إنهاء الحرب أو يختار مضاعفة جهوده والسعي لتحقيق نصر أوسع في غزة.
وقال مسؤول عربي قريب من المفاوضات: “بصراحة ليس لدينا إجابة” عما إذا كانت الخطة التي أعلنها بايدن في مايو الماضي لا تزال قائمة، مشيرا إلى أنه “من ناحية حماس، إنها علامة استفهام حقا لأن الأمر كله يرجع إلى السنوار وهيكل صنع القرار شديد المركزية في المنظمة. ومع مقتل قادة حماس الآخرين في الأشهر الأخيرة، ليس هناك سوى القليل من الوضوح بشأن ما تبقى من حماس. لا أحد يعرف من التالي في الصف”.
وقال دبلوماسي عربي كبير تقيم بلاده علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إن “هناك توقعات قليلة بين الدول العربية بأن وفاة السنوار ستشكل نقطة تحول نحو الهدوء في الحرب”، لافتا إلى أن “إسرائيل تنظر إلى الفترة التي سبقت الانتخابات الأمريكية على أنها نافذة فرصة لن يمارس خلالها بايدن نفوذا كبيرا أو يعاقب إسرائيل على أفعالها، خشية أن تتعارض مع فرص الديمقراطيين في النجاح في السباق الانتخابي.. لا أحد يريد اتخاذ أي إجراء حاسم قد يؤثر على نتيجة الانتخابات”.
وأكد دبلوماسيون أن نتنياهو عرقل مرارا التوصل إلى اتفاق منذ يونيو من خلال تقديم مطالب جديدة على إطار عمل اقترحه بايدن.
وقال دبلوماسي عربي: “خلال الصيف، واصل نتنياهو تحريك قوائم المرمى بشأن ممر فيلادلفيا وقضايا أخرى”.
وقال نتنياهو للمفاوضين إن إسرائيل يجب أن تحافظ على وجود عسكري في الممر لمنع حماس من تهريب الأسلحة، وهو خط أحمر لكل من حماس ومصر.
وقال دبلوماسي آخر مطلع على المفاوضات إن هذا الطلب ظل “عقبة” كبرى، وأشار آخر إلى العديد من التحديات التي تواجه التوصل إلى وقف إطلاق النار لا تزال قائمة، مشددا على أن تجاهل دور إسرائيل هو “مفرط في التبسيط”.
المصدر: “واشنطن بوست”