الرئيس السوري أحمد الشرع يعلن تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي (فيديو)

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة مصورة مساء يوم الجمعة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري، تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي.
وقال الرئيس الشرع في كلمته: “أعلنا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للنظر والتحقيق في أحداث الساحل، وتقديم المتورطين إلى العدالة، وكشف الحقائق أمام الشعب السوري ليعلم الجميع من المسؤول عن هذه الفتن والمخططات”.
وأضاف “كما سنعلن عن تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وستكون مكلفة من قبل رئاسة الجمهورية بالتواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم، بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة”.
وتابع أحمد الشرع قائلا: “لقد مرت بلادنا بتجارب مريرة وصعبة خلال السنوات الماضية، حتى نالت حريتها وحققت ثورة الشعب أهدافها، ثم تعرضت مؤخرا لمحاولات عديدة لزعزعة استقرارها وجرها إلى مستنقع الفوضى”.
وأردف بالقول “اليوم، ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة، نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية، خلق فتنة جديدة وجر بلادنا إلى حرب أهلية بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها”.
وصرح الشرع: “إننا نعلم تماما أن هذه المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب، ولعل ما يحدث في بعض مناطق الساحل هو المثال الأوضح على هذه المحاولات وليست هي الأولى بل حدث مثلها قبل شهر ونص وأخمدناها”.
وأفاد الرئيس السوري بأنه يجب عليهم أن يعترفوا بالحقائق أن النظام الساقط خلف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها كل ذلك ترك جراحا من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى للانتصار من منع وقوع ذلك.
وأوضح قائلا: “منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا العديد منها قتلا وحرقا واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ 14 عاما الماضية”.
وذكر الشرع أنهم ما أدركوا أنهم بذلك قد كسروا الجدار الذي يحافظ على السلم الأهلي مما أدى لوقوع تجاوزات وعمت بعض الفوضى التي شاهدناها جميعا.
وأكد في السياق أنهم يتمتعون برباطة الجأش وسيكونون أقوياء في مواجهة من يحاول أن يثير النعرات الطائفية والخصومات البينية، مشددا على أنهم لن يتسامحوا مع فلول الأسد الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات الجيش ومؤسساتِ الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة.
وبين أنه ليس أمام فلول الأسد سوى خيار واحد وهو تسليم أنفسهم للقانون فورا.
واستطرد الرئيس السوري قائلا: “نؤكد أننا سنحاسب بكل حزم ودون تهاون كل من تورط في دماء المدنيين أو أساء إلى أهلنا، ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة”، مشددا على أنه لن يكون هناك أي شخص فوق القانون، وكل من تلوثت يداهُ بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلا غير آجل.
وأكد الشرع أنهم يجرمون أي دعوى أو نداء يسعى للتدخل في شؤون سوريا أو يدعو لبث الفتنة وتقسيم سوريا، مشيرا إلى أنه لا مكان لمثل تلك الدعوات بيننا وأن سوريا بكل مكوناتها ستظل موحدة بعزيمة شعبها، وقوة جيشها، ولن يسمحوا لأي جهة كانت أن تعبث بالوحدة الوطنية أو تفسد السلم الأهلي.
وفي ختام كلمته وجه الشرع دعوة إلى جميع الدول في الإقليم والعالم للوقوف إلى جانب سوريا في هذه اللحظة التاريخية وليؤكدوا احترامهم الكامل لوحدتها وسيادتها، مشددا على أن سوريا ستظل صامدة ولن تسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية.
المصدر: RT