أفظع و”أشرف” طريقة للانتحار تصدم قبطان فرنسيا

يعد “هارا كيري” أو ما يسميه اليابانيون ايضا بـ “سيبوكو” أكثر وسائل الانتحار فظاعة. هذه الطريقة انتشرت بين طبقة الساموراي في العصور الوسطى وبقيت شائعة حتى الحرب العالمية الثانية.
الخبراء المختصون يوضحون بـأن طريقة الانتحار بواسطة “هارا كيري” تقليد يرتبط بالعلاقة بين التابع والسيد، أي المحاربون من طبقة “الساموراي” و”دايميو”، أي الأمير. ويعد هذا التقليد عنصرا من علامات القوة.
مارس الأفراد الذين ينتمون إلى طبقة المحاربين اليابانيين القدماء “ساموراي” فقط طقوس “هارا كيري” وكان امتيازا حصريا لهؤلاء.
هذه الطريقة كانت تستخدم إذا حكم السيد على الساموراي الخاضع له بالإعدام، كما يمكن أن يلجأ الساموراي نفسه إلى هذه الطريقة في حالة تعرضه لاتهامات كاذبة بخيانة سيده. بطريقة الموت الرهيبة هذه يثبت لسيده براءته وولائه.
طقس انتحار الساموراي بواسطة “هارا كيري” يجري بطريقة مرعبة، حيث يقوم الساموراي بتمزيق بطنه بسيف خاص ويموت جراء النزيف على أن يقوم شخص “مساعد” بقطع رأسه بعد عملية الطعن.
تمزيق الساموراي تحديدا لأحشائه يرتبط بشكل وثيق بالمفهوم الياباني للحيوية. كان أفراد السامواري يعتقدون أن المعدة هي أهم جزء في الجسم، وأنه مركز طاقة الحياة، وبهذا الطقس يتم القضاء على قوة الحياة ذاتها.
في المجتمع الياباني في العصور القديمة كان يعتبر الإعدام بهذه الطريقة نهاية مشرفة، لأن الساموراي قتل نفسه بيده بمحض إرادته أو إرادة سيده، كما كان يعد هذا الموت العنيف، اختبارا يمر به الساموراي بكرامة ويموت بواسطته بشرف.
إذا حُكم على الساموراي بالموت بطقس “هارا كيري” فإن عائلته لا تتعرض لعقاب أو الاضطهاد، كما تحتفظ باسمها وممتلكاتها. علاوة على ذلك اعتبر وقتها الإعدام بقطع الرأس غير مشرف ووصمة عار كبيرة حين يعرض رأس الشخص على الملأ ويتم التجول به في أرجاء المنطقة.
أفراد الساموراي في تلك الحقبة كانوا يترصدون بالأجانب ويقتلونهم، خاصة بعد أن أصدر، كومي، إمبراطور اليابان رقم 121 ، أمرا في عام 1863 قضى “بطرد جميع البرابرة”، ويقصد بهم الغربيين.
في تلك الحقبة المضطربة، وقعت حادثة في مارس عام 1868 قتل خلالها الساموراي 11 بحارا فرنسيا كانوا في مدينة “ساكاي” الساحلية للتجارة. أصر القنصل الفرنسي لدى اليابان ليون روش على إعدام الأشخاص الذين نفذوا عملية القتل.
توقع القنصل الفرنسي أن يجري إعدام المذنبين من الساموراي بقطع رؤوسهم أو رميا بالرصاص، وأرسل أحد رجاله وهو القبطان بيرغاس دو بيتي ليشهد العملية.
في حالة من الذهول، شاهد القبطان الفرنسي الساموراي المحتجزين وهم يؤدون طقوس “هارا كيري” الواحد تلو الآخر، فيما قام مساعدون يقفون وراءهم بقطع رؤوسهم بضربات قوية.
لم يستطع “دو بيتي” تحمل هول المشهد المرعب، وطالب بوقف عملية الإعدام. في ذلك الوقت كان قتل بهذه الطريقة 11 من بين 20 ساموراي محتجزين.
من خلال هذا الحادث المرعب، أدرك الدبلوماسيين الغربيين أن الموت بطقس “هارا كيري” بالنسبة للساموراي ليس رادعا ضد قتل الأجانب. بنهاية المطاف أصدر الإمبراطور الياباني مرسوما قضى بأن الساموراي الذين يقتلون أجانب سيجردون من رتبهم ويعاقبون بطريقة مختلفة ولن يحصلوا على شرف إنهاء حياتهم وفقا لهاذ الطقس.
هذه الحادثة جرت في ذروة حرب “بوشين” الأهلية في اليابان عامي 1868 و1869 وتعني الكلمة “حرب عام التنين”، بين أنصار توكوغاوا شوغن والقوات الموالية لأسرة ميجي. في تلك الحرب وقفت فرنسا خلالها إلى جانب قوات شوغن، وانتهت بانتصار القوات الإمبراطورية واستعادة أسرة ميجي السلطة الكاملة في البلاد.
لم يختف الموت بسيوف “هارا كيري” من اليابان تماما، بل انتعش هذا الطقس خلال الحرب العالمية الثانية وأقدم العديد من الضباط اليابانيين على الانتحار بهذه الطريقة كي لا يقعوا في أسر القوات الأمريكية وحليفاتها.
بعد صدمة تلك الحرب الكبرى والرهيبة، تعرضت الحياة والثقافة اليابانيتين لتغييرات جذرية بمساعدة الأمريكيين، وبمرور الزمن أصبحت طريقة “هارا كيري” مجرد تقليد لانتحار “محاربين قدماء” عفا عليه الزمن.
المصدر: RT