طلقة في الرأس أو قفز إلى الهاوية.. هكذا ينتحر الرؤساء!
ما أن وصلت شرطة البيرو في 17 أبريل عام 2019، إلى منزل رئيس البلاد الأسبق آلان غارسيا لاعتقاله بتهم فساد بحسب مذكرة اعتقال صدرت ضده، حتى أطلق النار على نفسه.
أطلق غارسيا النار على رأسه، ونقل إلى المستشفى في حالة حرجة، إلا أن محاولة الانتحار نجحت، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه.
قبل ذلك، تلقت شرطة بيرو أمرا باحتجاز الرئيس الأسبق آلان غارسيا ووضعه رهن المحاكمة لمدة عشرة أيام، بتهم غسل الأموال والتآمر.
كان يشتبه في أن غارسيا البالغ من العمر 69 عاما، قد تلقى رشاوى من شركة البناء البرازيلية “أودبريشت” خلال فترة ولايته الثانية بين عامي 2006-2011.
وأظهرت التحقيقات أن الرشاوى كانت متعلقة ببناء خط مترو في العاصمة ليما، في حين اعترفت الشركة البرازيلية في عام 2006 بأنها دفعت في بيرو منذ عام 2004، ما يزيد عن 30 مليون دولار للفوز بعقود مشاريع مربحة.
ممثلو شركة “أودبريشت” أقروا في أقوالهم بأنهم دفعوا بالفعل في تلك الفترة رشاوى لمسؤولين من مختلف المراتب في حكومة بيرو بلغ مجموعها أكثر من 30 مليون دولار.
رئيس البيرو الأسبق نفى بدوره جميع تهم الفساد، وأنكر أن يكون تلقى رشاوى، وعد نفسه ضحية لاضطهاد سياسي.
غارسيا حاول الإفلات من الملاحقة القانونية في 17 نوفمبر عام 2018، حين حضر إلى سفارة أوروغواي في ليما، وطلب اللجوء السياسي، ومكث هناك.
سلطات اوروغواي نظرت في طلبه لمدة أسبوعين، وأعلنت أوائل ديسمبر رفض طلب اللجوء، وأجبر رئيس بيرو الأسبق على مغادرة مقر البعثة الدبلوماسية.
آلان غارسيا كان شغل منصب رئيس بيرو مرتين، أولها بين عامي 1985 – 1990، والثانية من عام 2006 إلى 2011. كما تولى زعامة “حزب التحالف الثوري الشعبي الأمريكي” أربع مرات، وترشح ممثلا عنه للرئاسة.
فضيحة الفساد في بيرو المتعلقة بشركة “أودبريشت”، طالت أربعة رؤساء سابقين آخرين للبلاد وهم، ألبرتو فوجيموري، رئيس البلاد بين عامي 1990-2000، وأليخاندرو توليدو في الفترة بين 2001-2006، وأولانتا هومالا بين عامي 2011-2016، وبيدرو بابلو كوتشينسكي، الرئيس بين عامي 2016-2018.
هندوراس كانت شهدت هي الأخرى حادثة مماثلة في عام 2003، بانتحار رئيسها بين عامي 1994 – 1998، بطلق ناري، وكان ناهز من العمر 77 عاما. ويعتقد أن رينا لجأ إلى الانتحار هربا من متاعبه الصحية.
حادثة الانتحار الأبرز من هذا النوع، جرت في كوريا الجنوبية في عام 2009، حين اتهم روه مو هيون، رئيس البلاد بين عامي 2003 – 2008 بأنه تلقى أثناء ولايته، ملايين الدولارات بابتزاز أحد رجال الأعمال والضغط عليه.
بعد أن اشتد الخناق حوله، مضى هذا السياسي اليائس، كعادته في نزهة جبلية صباحية، أنهاها بطريقة مأساوية، وقفز من جرف يبلغ ارتفاعه 30 مترا.
المصدر: RT