هل المستحضر المضاد للتلوث من ضروريات العناية بالبشرة؟
إذا كان تأثير التلوث على البشرة واضحا منذ سنوات عديدة، فما زالت كيفيّة الحدّ من أضراره غير واضحة حتى الآن… فهل يصبح الجيل الجديد من الكريمات المضادة للتلوث هو الحل المنشود في هذا المجال؟
دفع الدور الذي يلعبه التلوث في مجال تسريع شيخوخة البشرة بالمختبرات التجميليّة العالميّة إلى استحداث علاجات تكافحه، ولكن ما هي الفعالية الحقيقيّة لهذا النوع من المستحضرات؟
– التلوث عدو البشرة:
يتسبب التلوث البيئي بإنتاج جزيئات غير مُستقرّة تُلحق أضراراً بالحاجز الوقائي الطبيعي للبشرة. إنها الجذيرات الحرة التي تعمل على اختراق حاجز الجلد وتتسبب بتلف ألياف الكولاجين والدهون المسؤولة عن ترطيب الجلد. وهذا ما يؤدي إلى جفاف البشرة وفقدانها للحيويّة كما يُسرّع في شيخوختها ويُعرّضها لسلسلة من المشاكل الجلديّة ومنها حب الشباب.
أظهرت دراسة قامت بها المجلة الطبيّة The Journal of Investigative Dermatology واستغرقت 24 عاماً أن النساء اللواتي يعشن في المدن يُعانين من تسارع في شيخوخة البشرة مع زيادة حادّة في نسبة ظهور البقع الداكنة والتجاعيد مقارنةً بالنساء اللواتي يعشن في الأرياف. وهذا ما دفع المختبرات التجميليّة العالميّة إلى البحث عن حلول للتخفيف من تأثير التلوث على البشرة خاصةً أن 90 بالمئة من سكان العالم يعيشون في المدن وفقاً لمنظمة الصحة العالميّة.
– الثنائي الخطر:
من حُسن حظ بشرتنا أنها لا تتأثر سلبياً بكل الملوثات الموجودة في الهواء، أما أكثرها خطورة عليها فهو ثاني أوكسيد الكربون والجزيئات الملوثة الدقيقة، ثم الأوزون ودخان السجائر. خطر هذه الملوثات الأساسي ينتج عن زيادة الإفرازات الزهميّة مما يرفع إمكانية الإصابة بالزيوان وحب الشباب.
من النتائج غير المباشرة للتلوث على البشرة، زيادة الإجهاد التأكسدي في خلاياها. وهو عندما يرتفع معدله، تفشل الخلايا في إدارته بمفردها مما يتسبب بهشاشة الجلد ويجعله فاقداً للحيوية. ويتفاقم الوضع عندما تتعرّض البشرة للتلوث مع الأشعة ما فوق البنفسجيّة المسؤولة أيضاً عن إفراط في إنتاج الجذيرات الحرة. ولذلك نجد أن مناطق البشرة الأكثر تضرراً هي تلك المعرضة للشمس أي الوجه، والعنق، واليدين. أما الحل في هذا المجال، فيرتبط بحماية الجلد يومياً من الأشعة ما فوق البنفسجيّة حتى عند عدم التعرّض المباشر للشمس.
– ما دور المستحضرات المضادة للتلوث؟
حتى الآن لا يوجد أي دليل علمي على أن مستحضرات العناية المضادة للتلوث ضروريّة أكثر من الكريمات المرطبة العادية. هذا لا يعني أنه علينا ترك البشرة عرضة للتلوث دون أن نقوم بشيء حيال ذلك، ولكن ليس بالضرورة التمسّك بمستحضرات مكافحة التلوث بحجة أنها الحل الوحيد في مواجهة التلوث.
ما يهمّ قبل كل شيء هو العناية المستمرة بالبشرة والاهتمام بها يومياً بمستحضرات عناية طبيعيّة، وتنظيفها جيداً لتجنّب بقاء الملوثات على سطحها طوال الليل مما يتسبب بمشاكل جلديّة عديدة كظهور الزيوان وحب الشباب.
– الخطوات الضرورية لحماية البشرة:
يؤثر أسلوب الحياة بشكل مباشر على حماية البشرة من مخاطر التلوث، إذ يُساهم تبنّي نمط حياة صحّي في الحدّ من التوتر، والنوم بشكل أفضل، واعتماد نظام غذائي متوازن، واختيار المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في مكافحة آثار التلوث على الجلد والجسم.
تبقى الخطوات البسيطة هي الأفضل في هذا المجال، وهي تعتمد على تنظيف يومي للبشرة بمستحضر ناعم يخلصها من الشوائب دون إلحاق الضرر بالغلاف الدهني-المائي للبشرة. ويمكن للمستحضرات الهلامية أو أنواع الزيوت المنظّفة أن تكون مفيدة في المساء كونها تترك طبقة دهنية حامية على البشرة، أما في الصباح فيُنصح بالاستعانة بقطعة من القطن مُبللة بمياه الأزهار، بلوشن منعش، أو بماء ميسيلير على أن يتم شطفها بعد ذلك بالقليل من المياه الحرارية.
في مجال العناية، يُنصح بالتركيز على استعمال مكونات مضادة للأكسدة مثل الفيتامينC. أما في حالة البشرة المعرّضة للإصابة بحب الشباب، فيجب البدء باستعمال المستحضرات المناسبة عند بداية ظهور البثور كون التلوث يزيد من مشكلتها. أما استعمال كريم وقاية من الشمس فيبقى ضرورياً لحماية البشرة من الأشعة ما فوق البنفسجية كونها مسؤولة عن تأكسد البشرة والتسبب بظهور حب الشباب.