العقيدة العسكرية “تغيرت”.. قادة يؤكدون ضرورة تقليص عدد المقاتلين وتأسيس “الجيش الذكي”

العقيدة العسكرية “تغيرت”.. قادة يؤكدون ضرورة تقليص عدد المقاتلين وتأسيس “الجيش الذكي”

السابعة-متابعة

ناقش تقرير لاذاعة مونت كارلو الدولية ملف التجنيد الالزامي في العراق والاراء المتضاربة بشأنه، وبعيدا عن الاراء النيابية المتضاربة تجاهه، إلا أن الاراء العسكرية رأت ان العراق ليس بحاجة للتجنيد، بل بتقليص اعداد قواته العسكرية الحالية وتحويلها إلى قوات نخبة أو “سمارت آرمي” أي الجيش الذكي بفعل تغير التحديات الامنية والعقيدة العسكرية.

ونقل التقرير عن عدد من النواب والفاعلين السياسيين والعسكريين، من بينهم أمين عام حزب البيت الوطني حسين الغرابي الذي اعتبر أن “خدمة التجنيد الإلزامي باب فساد جديد بما تضمنه من ميزانية كبيرة وإضعاف للدولة مقابل عدم توفير الخدمات للمواطنين العراقيين”، فيما يرى عضو البرلمان ياسر وتوت قانون التجنيد بأنه “تصحيح لما فعله بول بريمر الحاكم الأمريكي الذي لغى التجنيد الإلزامي بعد سقوط نظام صدام حسين ٢٠٠٣”، معتبرا ان “موضوع خدمة العلم من الأمور الإيجابية اولاً تعزيز هيبة الدولة من خلال رفد القوات العسكرية بالطاقة الشبابية، ثانيًا يعتبر وسيلة مهمة لإنهاء معاناة شريحة واسعة من الشعب العراقي وهم الشباب. ثالثا تثقيف الشباب وضبطهم من خلال تطبيق القوانين العسكرية والمبادئ الأمنية والحدّ  من الظواهر السلبية في المجتمع العراقي”.

من جانبه يرى عضو البرلمان عن دولة القانون جاسم موسوي، أنه ” في المرحلة الحالية المؤسسات الأمنية العراقية خصوصا مؤسسة الدفاع ومؤسسة الداخلية هي كبيرة ومترهلة وتحتاج الي تشذيب وإعداد وزج فئات شبابية فيها من المتطوعين، أمامنا مشكلة كبيرة لإعادة تلك المؤسسات، كيف يمكن إعداد ودمج جيل جديد من العسكريين وهذه الموسسات لم يتم اصلاحها حتى الآن”.

ومن جانب وجهة النظر العسكرية فأن العراق لايحتاج الى التجنيد الالزامي بل إلى تقليل الاعداد والتركيز على تنمية القوة ونوعية التسليح والتكتيك، حيث يشير الفريق الركن عبد الكريم خلف إن “الإعداد موجودة فمثلا في الداخلية ايضاً يوجد قوات شبه عسكرية لدينا خمس فرق حدود وخمس فرق للشرطة الاتحادية وفرقة الفوج السريع وقوات تسمى فوج طوارئ أكثر من ١٢٠ فوجا، هذا عدا قوات الجيش”، متسائلا: “اذاً ماهي حاجتنا لإضافة أعداد جديدة دون أن نصوب إمكانيات القوات المسلحة باتجاه جعل قدراتها قوية”.

ويؤكد ناطق سابق عن الجيش العراقي العميد ضياء الوكيل، أن “التحديات الأمنية تغيّرت ومعها العقيدة العسكرية”، مبينًا أن “العراق يحتاج الي جيش نخبوي أو ما يسمى سمارت آرمي أو الجيش الذكي الذي يتميز بخفة الحركة والمرونة والمناورة والقتال تحت مختلف الظروف، يتصف بقلة العدد ومستوى تدريب عالي وتسليح عالي، والقدرة على التعامل مع لغة الأرقام والتقنيات وتكنولوجيا المعلومات والحرب الإلكترونية الحديثة. هذا ما يحتاجه العراق حالياً والتجنيد الإلزامي لا يلبي ولا يستجيب لهذا التوصيف”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *