أكراد العراق وسوريا.. “شعب بلا دولة وباتوا ضحية لإعتداءات التركي والايراني” (تفاصيل)
السابعة – بغداد
تحدث تقرير لشبكة “DW” الالمانية، اليوم الجمعة، عن اوضاع الاكراد في شمال العراق وسوريا نتيجة العمليات العسكرية الايرانية والتركية، فيما قال إن حملات القصف الأخيرة التي تشنها تركيا وإيران على مناطق الأكراد في سوريا والعراق اوقعت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وذكر التقرير الذي تابعته السابعة، أن “الأكراد شعب بلا دولة، يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و 35 مليون نسمة، ويقطن الأكراد الذين تجمعهم قواسم ثقافية وعرقية مشتركة بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا. ويشكل السنة غالبيتهم.
وتابع، أنه رغم ذلك، فالأكراد في الدول الأربعة لا يمتلكون ممثلين لتبادل الآراء أو لاتخاذ سياسات أو لتشكيل وحدات دفاع مشتركة، وهو الأمر الذي يعرضهم من حين لآخر إلى هجمات من دول المنطقة خاصة من تركيا وإيران وإن تباينت أسباب استهدافهم.
لماذا تستهدف تركيا الأكراد شمال سوريا؟
بحسب التقرير، فأنه خلال السنوات الأخيرة، تعرض الأكراد في شمال سوريا لهجمات يشنها الجيش التركي بشكل منتظم تحت زعم محاربة الإرهاب. وقبل أيام، كثفت تركيا هجماتها في مناطق الأكراد في إطار عملية “المخلب-السيف” داخل الأراضي السورية وأيضا ضد “حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق الذي تحمله أنقرة مسؤولية التفجير الإرهابي الذي استهدف إسطنبول في 13 نوفمبر /تشرين الثاني وأودى بحياة ستة أشخاص فضلا عن جرح أكثر من 80 آخرين. وقد نفى “حزب العمال الكردستاني” وما تُعرف بـ “وحدات حماية الشعب الكردية” أي مسؤولية عن التفجير.
واضاف، انه قد أسفرت الغارات التركية عن مقتل أكثر من 180 كرديا بينهم من مقاتلين ومدنيين منذ بداية الحملة العسكرية، فيما اتهمت أنقرة “وحدات حماية الشعب الكردية” بإطلاق قذائف استهدفت بلدة كركميش جنوب البلاد الإثنين الماضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
واوضح التقرير، أنه رغم إدراج تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب، إلا أن وضع “وحدات حماية الشعب الكردية” يمثل نقطة خلاف، وخاصة بين أنقرة وواشنطن حيث دعمت الأخيرة ما تُعرف بـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل قوات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، إبان الحرب ضد داعش في سوريا عام 2016.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد خلال عودته من قطر حيث حضر افتتاح مونديال كأس العالم، أن عملية “المخلب-السيف” لن تقتصر على “الغارات الجوية” في إشارة ضمنية إلى إمكانية ان تشن تركيا هجوما بريا داخل الأراضي السورية. وسبق للجيش التركي أن شن في السابق ثلاث هجمات برية داخل سوريا منذ 2016 فيما تسيطر أنقرة في الوقت الحالي على مساحات شاسعة من شمال البلاد على طول منطقة الحدود المشتركة التي يقطنها حوالي 4 ملايين شخص غالبيتهم من الأكراد.
ورغم تمكن القوات الحكومية السورية من استعادة السيطرة على غالبية البلاد بفضل الدعم الروسي الذي بدأ منذ عام 2015، إلا أن مناطق في الشمال الشرقي ومدينة إدلب في الشمال الغربي، مازلت خارج سيطرة الجيش السوري.
ويرى مراقبون، وفقا للتقرير الالماني، أن الرئيس التركي ربما يرمي من وراء الحملة العسكرية في الأراضي السورية إلى إجبار الأكراد الذين يقطنون المناطق الحدودية على الابتعاد من أجل إفساح المجال لإعادة توطين اللاجئين السوريين.
ويضيف المراقبون أن أردوغان يرغب من وراء ذلك بكسب ود الناخبين الأتراك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل في ظل تزايد الاستياء في تركيا تجاه اللاجئين السوريين وهو الأمر الذي ساهم في تراجع شعبيته وشعبية حزبه “العدالة والتنمية“.
لماذا القصف التركي لمناطقة كردية في العراق؟
ويضيف التقرير، أنه لم تتوقف أهداف عملية “المخلب-السيف” على استهداف مناطق الأكراد في سوريا، بل امتد القصف التركي إلى منطقة جبل قنديل في شمال العراق المتاخمة للحدود الإيرانية.
وتقول أنقرة إن مسلحي “حزب العمال الكردستاني” يتخذون من المنطقة مقرا لهم، فيما أفاد مسؤولون أكراد بمقتل أكثر من 30 مسلحا من الحزب خلال 25 غارة جوية.
وفي رد فعلها، أعربت واشنطن عن معارضتها للحملة العسكرية التركية في العراق حيث أكدت الخارجية الأمريكية في بيان أن واشنطن ما زالت تعارض “أي عمل عسكري غير منسق في العراق وينتهك سيادته.”
لماذا تستهدف القوات الإيرانية أكراد العراق؟
تزامنت الغارات التركية مع إعلان الحرس الثوري الإيراني الاثنين الماضي عن تصعيد الهجمات ضد ما اعتبره “مقار ومراكز المؤامرة وأماكن انتشار وتدريب وتنظيم الخلايا الانفصالية المعادية لإيران”. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل 26 شخصا خلال الغارات الإيرانية في شمال العراق.
وتشهد إيران احتجاجات عارمة منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل الشرطة الإيرانية في طهران فيما كانت شرارة الاحتجاجات مراسم تشييعها في مسقط رأسها بمدينة سقز بمحافظة كردستان في غرب إيران، وتلقي الحكومة الإيرانية باللائمة في تصاعد الاحتجاجات على كيانات إيرانية كردية معارضة تتمركز في إقليم كردستان العراق. في المقابل، يرى مراقبون أن هناك ميليشيات وقوى سياسية مناوئة للحكومة الإيرانية في شمال العراق، لكن آخرون شككوا في ارتباط هذه الكيانات بالاحتجاجات العارمة في إيران، كما تزعم طهران.
وفي ذلك، قال فاراز فيروزي، المحامي الحقوقي والناطق باسم منظمة “هنغاو” الكردية لحقوق الإنسان ومقرها النرويج، في مقابلة سابقة مع DW إنه ربما يوجد “بعض الأشخاص من بين المتظاهرين يتعاطفون مع الأحزاب السياسية، لكن لا توجد قيادة احتجاجية تابعة لأي حزب سياسي”. ويعود فرار الأكراد الإيرانيين من بلادهم صوب مناطق الأكراد في العراق إلى فترة قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 إذ قاطع أكراد إيران الاستفتاء الذي مهد الطريق أمام إنشاء الجمهورية الإسلامية في البلاد.
ويقول الخبراء إن إيران تحاول منذ وقت ليس ببعيد ممارسة الضغط على السلطات الكردية في كردستان العراق للسيطرة بشكل أفضل على الأحزاب السياسية الكردية الإيرانية سواء من خلال وضع أعضائها داخل معسكرات أو نزع سلاحهم أو حتى ترحيلهم إلى دول أخرى.