خبير في صحة المخ: تعلم الجديد عنصر مميز لأصحاب “الأعمار الخارقة”
هناك مجموعة من الأشخاص يسميهم باحثو طول العمر بأصحاب “الأعمار الخارقة”، وهم في الثمانينيات وما بعدها، ولكن يتميزون بوظائف إدراكية تقدر بعشرات السنين أصغر من أعمارهم الحالية، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع شبكة CNBC الأميركية.
يقول البروفيسور مارك ميلشتاين، خبير في صحة الدماغ ومؤلف كتاب “The Age-Proof Brain: New Strategies for Improvement Memory، Protect Immunity and Fight of Dementia”، إنه في المقابل من الممكن أن يكون دماغ الشخص أكبر من عمره الزمني، وهو ما يجب تجنبه، مشيرًا إلى أن السلوكيات، وليس الجينات الوراثية فقط، هي التي يكون لها تأثير قوي على مصير العقول.
وفقًا لدراسة، أجريت على مدار على مدار 18 شهرًا ونُشرت نتائجها عام 2021، فإن ما يميز الأشخاص أصحاب “الأعمار الخارقة” عن ذوي مهارات الذاكرة الضعيفة، هو أنهم بشكل أساسي استمروا في تعلم أشياء جديدة طوال حياتهم.
تعليم جديد كل يوم
يعطي البروفيسور ميلشتاين مثالًا قائلًا إن الدماغ مثله مثل حساب مصرفي، يتم إيداع مدخرات يومية فيه وهو ما يحدث للدماغ عندما تتراكم فيها “رواسب” أو روابط جديدة بين خلاياه، عن طريق التعلم، بما يشمل الذكريات.
مع التقدم في العمر، يتم فقد بعض هذه الروابط أو التراكمات بشكل طبيعي، ويكون في هذه الحالة وكأنه يتم القيام بسحب مبلغ ما سنويًا من الحساب المصرفي. ولكن كلما زاد عدد الودائع التي يتم القيام بادخارها يوميًا طوال الحياة، قل تأثير عمليات السحب على صافي المبالغ المودعة في الحساب أو الروابط في الدماغ.
التعليم لسنوات أطول
توصلت إحدى الدراسات إلى أن البالغين الذين حصلوا على سنوات تعليم أكثر، كان لديهم فصوص أمامية أكثر نشاطًا عندما خضعوا لاختبارات الذاكرة، ومن المعروف أن نشاط الفص الجبهي يرتبط بذاكرة أفضل.
لكن يجب ملاحظة أن التعليم العالي لا يعد الطريقة الوحيدة للحفاظ على الذاكرة. في دراسة أخرى، تبين أنه حتى لو كان لدى الأفراد مستويات تعليمية أقل، فإن من واظبوا على متابعة محاضرات أو قاموا بالقراءة والكتابة في كثير من الأحيان، كانت لديهم درجات ذاكرة على قدم المساواة مع أولئك الذين حصلوا على تعليم أكبر.
أنواع التعلم الأفضل
لا تقتصر طرق الحفاظ على صحة الدماغ على مجرد ممارسة لعبة سودكو أو حل الألغاز والكلمات المتقاطعة بخاصة وأن يتم الاعتماد فيها بأغلب الأحوال على معرفة ومهارات الشخص الفعلية.
يوضح بروفيسور ميلشتاين أن ما يعزز صحة الدماغ بشكل ملحوظ هو تعلم مهارات واكتساب معلومات جديدة. ويجب أن تكون العملية صعبة وأن يتم تعلم أشياء خارج نطاق خبرات الشخص.
تدريب العقل
بغض النظر عن ماهيته، فإن تعلم أشياء جديدة يبقي العقل شابًا. يقول بروفيسور ميلشتاين إن تعلم لغة جديدة، على سبيل المثال، يعمل على تكوين أجزاء مختلفة من الدماغ أكثر مما تفعله الرياضة أو الآلة الجديدة، لذا يمكن تدريب العقل من خلال المزج بين أنشطة التعلم الذهني والبدني. وفقًا للبرنامج المقترح التالي:
• اليوم الأول: تعلم شيئًا محفزًا عقليًا، مثل الاستماع إلى بودكاست أو أخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت.
• اليوم الثاني: القيام بنشاط يتطلب التعلم من خلال الحركة، مثل رياضة جديدة أو رقص أو وضعية يوغا.
• اليوم الثالث: ممارسة نشاط تفاعل اجتماعي وهو ما يعد شكلًا من أشكال التعلم المرتبط بتجنب الخرف.