ناهد السباعي: الضغوط المحيطة تدفعنا للهرب والعزلة
نافست العديد من النجمات على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعلى الرغم من عدم حصولها على تلك الجائزة، فإنها أعلنت سعادتها بمشاركتها في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم يدعم علاقة الإنسان والحيوان. فالنجمة الشابة ناهد السباعي معروف عنها أنها سفيرة حملة “شارع أليف”، والتي تدعم حماية الحيوانات الموجودة في الشارع وعلاقة الإنسان بها.
وأشارت السباعي في لقائها مع “العربية.نت” إلى أن تناول فيلم “19 ب” لموضوع العزلة والعيش مع الحيوانات مسّها بشكل شخصي، كما أشارت للعديد من التفاصيل التي كشفت فيها عن كواليس الفيلم الذي حصد 3 جوائز بالمهرجان.
*كيف كان رد فعلك بعد حصول فيلم “19 ب” على 3 جوائز بمهرجان القاهرة السينمائي؟
**سعدت جدًا بفوز الفيلم بـ3 جوائز، وهي جائزة أفضل فيلم عربي وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد الفيبرسي، وجائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني. الحمد لله كثيرا، فقد انجذبت لهذا العمل بسبب السيناريو. بالإضافة إلى التعاون مع مخرج كبير بحجم أحمد عبدالله وأبطال العمل ومنهم الفنان سيد رجب وأحمد خالد صالح وغيرهم التي كانت معهم كواليس التصوير ممتعة ومريحة. فالفيلم ببساطة شديدة كل من شاهده شعر بحالة خاصة، حيث إنه يتحدث عن الوحدة والحيوانات المشردة.
*حدثينا عن شخصيتك التي قدمتيها من خلال أحداث الفيلم؟
**قدمت شخصية ابنة صاحب العقار”يارا” التي لم تكن تحب عزلة والدها، وفي الوقت نفسه لم تكن تحب حياتها، وكانت ترغب في التغيير ولكن والدها رفض ذلك، ورفض الخروج من عزلته والابتعاد عن حيواناته. فهي تحاول النجاة مثلها مثل باقي الشخصيات، وتسعى للخروج من نمط حياتها القديمة واكتشاف حياة جديدة. فقد تلقّت تعليماً جيداً ووجدت عملاً لائقاً، وتريد أن تأخذ والدها معها إلى الوضع الاجتماعي الذي أصبحت عليه، لتكافئه عن تعبه طوال حياته في تربيتها.
فشخصيتي في الفيلم لم تكن سلبية ولا إيجابية، وإنما هي دنيوية للغاية، هي حاولت إخراج والدها مما هو فيه، مع حبها للبيت الذي تربت فيه والحيوانات والزرع، ولكنها لم تتمكن من ذلك، وفي الوقت نفسه لم تتمكن من العيش مع والدها. وأكثر ما أعجبني في الفيلم أن هناك أمورا مستترة، لأنني لا أحب أن تكون الأمور واضحة بشكل مستمر.
*وماذا عن تعاونك الأول مع المخرج أحمد عبدالله بعد الكثير من المحاولات لأن يجمعكما عمل؟
**بالفعل كان هناك العديد من الأعمال التي عرضها عليّ المخرج أحمد عبدالله، ولكن لم يكن هناك نصيب للعمل معا على تلك المشاريع. وكان لدينا رغبة متبادلة في أن نعمل معا، فهو مخرج موهوب ولديه تكنيك خاص في العمل، ولذلك عندما عرض عليّ الفيلم وافقت على الفور فهو تجربة حلوة للغاية. فقصة الفيلم صعبة ومركبة ويتم التصوير في موقع واحد فقط، لاسيما أن القصة تعتمد على الحيوانات المشردة، وهو الأمر الصعب في السيطرة عليه أثناء التصوير، ولكن كان أمرًا مهمًا أن يظهر مثل ما ستشاهدونه عند عرضه في دور العرض مع مطلع العام القادم.
*وما الذي حمّسك للموافقة على الفيلم؟
**سيناريو الفيلم والذي أعجبت به جداً مِن أول قراءة له، ووجدت أنه يتحدث عن أشياء تهمني جداً وتمسّني على الصعيد الشخصي على غرار العزلة، وكيف يقرر شخص ما أن يكون منعزلاً عن الناس ويعيش مع الحيوانات فقط، ويرفض محاولات كل مَن حوله في إخراجه من تلك الحياة التي اختارها. كما يساهم العمل في توعية الجمهور حول كيفية التعامل مع الحيوانات، وعدم إيذائها. بالإضافة إلى أنه يضع المشاهد في حالة جيدة ويجعله يرغب في متابعته ومشاهدته أكثر من مرة.
*كيف مررت بهذا الشعور.. هل تقصدين الرغبة فى البعد عن الأضواء مثلا؟
**ليس هذا بالضبط، ولكن أحيانا الضغوط المحيطة بك تدفعك للهرب والرغبة فى العزلة، وهذا يحدث معنا جميعًا، ربما فُرص حدوثه أكبر مع من يعملون فى الفن أو يحاصرون بالأضواء، ولكن هذه الحالة لا تتملكني شخصيا لأوقات طويلة.
*عتاب الابنة الدائم لوالدها بدا وكأنه محور النقاش الدائم بينهما. ألا تعتقدين أن هذا الحوار اختصر العلاقة بينهما فى أمر محدد؟
**هي شخصية تحاول النجاة فى حياتها مثل باقي الشخصيات، وتسعى للخروج من حياتها القديمة واكتشاف حياة جديدة. فقد تعلّمت بشكل جيد وتعمل عملا مناسبا، وتريد أخذ والدها معها في المكانة أو الوضع الذي أصبحت عليه، وهذا شيء طبيعي أنها تريد فعل هذا مع الرجل الذى تعب طوال حياته لكي تصل ابنته لما هي عليه الآن.
*وما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء التصوير؟
**التصوير بالفعل كان صعبا بسبب مشاركة الحيوانات الضالة في الفيلم، فهي غير مدربة، بالإضافة إلى إحتواء موقع التصوير على عدد كبير من الحيوانات مقابل أبطال الفيلم وكان عددهم قليل جدا، ولذلك أحببت الفيلم وكنت أتمنى أن يحصل على جائزة واحدة، ولذا سعدت جدا بحصوله على 3 جوائز.
*وكيف كانت كواليس مشهد الشجار والضرب بينك وبين وأحمد خالد صالح؟
**حضّرنا هذا المشهد بدقة وتحديدًا في الاجتماع الصباحي يوم التصوير، وفي وقت التصوير تم إعادة المشهد أكثر من مرة لتظهر الضربة بشكل واقعي.
*وماذا عن جديدك في الدراما التلفزيونية؟
**بدأت في تصوير دوري في مسلسل “الأجهر” والذي سيعرض خلال الموسم الرمضاني 2023، بمشاركة عمرو سعد ودرّة وسيد رجب والذي سيتم تصويره بالكامل في العاصمة اللبنانية بيروت، وإنتاج صادق الصباح. وأجسد من خلاله دور أخت عمرو سعد.
كما تعاقدت على بطولة مسلسل “بيت القبطية”، الذي يتناول شخصية محقق قضائي يتتبع جرائم جنائية في قرية صغيرة بالصعيد، ثم يفاجأ بوقوع حوادث قتل غير منطقية وحالات انتحار. العمل من 10 حلقات، وأحداثه مستمدة من راوية تحمل الاسم نفسه للكاتب أشرف العشماوي، سيناريو وحوار عبد الرحيم كمال، وإخراج محمد السباعي.
*وماذا عن السينما؟
**انتهيت من تصوير مشاهدي في فيلم “اتنين للإيجار” مع بيومي فؤاد ومحمد ثروت في مدينة الغردقة، واستغرق التصوير ما يقرب من 5 أيام، الفيلم من تأليف محمد القواشتي وإخراج شادي علي. أظهر خلاله كضيف شرف ضمن الأحداث، حيث تعتمد قصة الفيلم على ظهور عدد من ضيوف الشرف كل ضيف بطل حكاية تحدث مع بيومي فؤاد ومحمد ثروت. يعتبر ضيوف الشرف كلمة السر في أحداث الفيلم الذي يدور في إطار كوميدي تشويقي.