السرطان ينهك أهالي البصرة: دعوات برلمانية لإنشاء مستشفيات خاصة
السابعة -متابعة
أثار مسؤولون في محافظة البصرة، جنوبي العراق، المخاوف من استمرار التلوث البيئي الذي أسهم بتصاعد الإصابات بمرض السرطان في المدينة الواقعة أقصى جنوبي البلاد على مياه الخليج العربي، مطالبين بتوفير مستشفيات خاصة للمعالجة.
وتأتي التصريحات والبيانات المتتالية لمسؤولي المحافظة بالتزامن مع تقارير رسمية تتحدث عن ارتفاع نسب التلوث في المحافظة، نتيجة عمليات استخراج النفط ومخلفات الحروب السابقة.
يشير النائب في البرلمان العراقي عن محافظة البصرة، أسعد البزوني، إلى أن “البصرة تعرضت إلى تلوث بيئي خطير، وهو سبب مواصلة تسجيل الأمراض السرطانية نتيجة الحروب والتلوث واستخراج النفط”. مبينا أن “الإمكانيات المتوفرة لمعالجة هذه الأمراض تغطي 45% فقط من حاجة المحافظة”.
وأعلن البزوني في تصريحات للصحافيين في بغداد، اليوم الأحد، عن “تقديم البرلمان طلبات إلى مجلس الوزراء لتوفير مستشفيات خاصة بالأمراض السرطانية في المحافظة”، مشيرا إلى أن” المرضى يذهبون الى بغداد للعلاج ويسجلون في قائمة الانتظار، في حين أن حالتهم تستوجب علاجا سريعا”.
من جانبه، كشف مدير مركز الأورام السرطانية في البصرة رافد عادل عبود، في وقت سابق، عن تسجيل معدلات مرتفعة للسرطان في المحافظة، مرجحا زيادة متواصلة خلال السنوات المقبلة تصيب الأطفال والنساء على وجه التحديد.
وأكد في تصريحات لمحطة أخبار عراقية محلية أن معدل الإصابات الشهري بالسرطان بلغ أكثر من 190 إصابة شهرية، والبصرة تسجل أيضا 10% زيادة سنوية متوقعة للإصابات بالسرطان”، كاشفا عن وجود أعداد تراكمية للمصابين بالسرطان تبلغ أكثر من 34 ألف شخص حاليا، أبرزها سرطان الثدي، القولون، القصبات، الغدد اللمفاوية، والمثانة”.
ويرى مدير بيئة المحافظة كريم عبد رخيص أن “الحروب واستخراج النفط تقف وراء زيادة الإصابات بالسرطان”، نافيا، في تصريح للصحيفة الرسمية، “وجود برنامج اتحادي لمعالجة هذه المشكلة، إذ توجد مخلفات حربية ملوثة بالإشعاع نتيجة الحروب المستمرة التي جرت بين العام 1991 و2003، حيث انتشرت في عموم جنوب البلاد ولا سيما في البصرة”.
وأشار الى أنه “تم إبعاد الأسلحة الثقيلة إلى مسافة 200 كيلومتر عن المدينة، وتم تنظيف المحافظة التي تحوي 70 موقعا ملوثا، حيث تم إعلانها خالية من اليورانيوم المنضب عام 2021”. موضحا أنه “يوجد نوع آخر من الإشعاع وهو المرافق لاستخراج النفط، وهو مستمر باستمرار عملية استخراج النفط، إذ يعد مصدرا طبيعيا للإشعاع ويحتاج إلى برنامج اتحادي شامل للسيطرة عليه، وكلما زاد التراكم زاد الإشعاع”.
واحتلّ العراق، خلال السنوات الأربع الماضية، المرتبة الثانية على مستوى العالم بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي، وفقاً لتقارير دولية.
يذكر أنّ عضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء وعالم الأورام، جواد العلكي، كان قد وصف البصرة، في وقت سابق، بأنها “هيروشيما أخرى”، موضحاً أنّ الإصابة بالسرطان أصبحت خطراً يهدد أكثر من 40% من سكّانها.