أحد المعادن الغذائية يمكن أن يمنع التدهور المعرفي.. تعرف عليه
تؤثر الأطعمة التي يتناولها الإنسان على حالته الصحية ووزنه، بل ويمكن أن يمتد تأثيرها بشكل مباشر إلى الشعور والحالة المزاجية وجوانب أخرى مثل الوظائف الإدراكية. في الواقع، يمكن للأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات معينة من المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم أن يكون لها تأثير على وظائف المخ، خاصة عند كبار السن، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في “Global Transitions”.
مخاطر الصوديوم
توصل باحثون من الصين إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم مرتبطة بارتفاع مخاطر التدهور المعرفي وضعف الذاكرة وتدهورها. من ناحية أخرى، ارتبط المشاركون في الدراسة الذين تناولوا كمية أكبر من البوتاسيوم في نظامهم الغذائي بوظيفة إدراكية أعلى.
شملت الدراسة أكثر من 4000 مشارك في الصين، كانت أعمارهم جميعًا 50 عامًا أو أكبر. تم اختبار القدرات المعرفية والوظيفة الإدراكية لكل مشارك، بما يشمل الذاكرة اللفظية والوظيفة التنفيذية والمهارات الحسابية والانتباه. تم اعتبار المشاركين ذوي الدرجات المعرفية المنخفضة أكثر عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي والعكس بالعكس بالنسبة لأولئك الذين لديهم درجات معرفية أعلى.
النسب المثلى
يعتقد الباحثون أنه من المهم التركيز على تحديد النسبة المثلى للصوديوم والبوتاسيوم في النظام الغذائي لدى كبار السن، في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج في الدراسة.
قال الباحث البروفيسور آي شاو، أستاذ مساعد وباحث في كلية طب جامعة تسينغهوا، إنه نظرًا لطبيعة الخرف، التي لا رجعة فيها والافتقار إلى طرق العلاج الفعالة، فإن الوقاية المبكرة من التدهور المعرفي واكتشافه من التدابير الحاسمة لمعالجة الخرف والأمراض المعرفية الأخرى.
زيادة البوتاسيوم
وأضاف البروفيسور شاو أن “سلوكيات ونمط الحياة، خاصة العوامل الغذائية، تعد من أهم العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار”، مشيرًا إلى أن “التشجيع على زيادة البوتاسيوم وانخفاض تناول الصوديوم يمكن أن يكون بمثابة وسيلة سهلة لمنع التدهور المعرفي.”
إجراء وقائي
وعقب باليني وينيفريد، اختصاصي تغذية في نيويورك، قائلًا إنه نظرًا لعدم وجود أدوية أو علاجات لفقدان الإدراك، تسلط هذه الدراسة الضوء على الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه النظام الغذائي في الوظيفة الإدراكية ومنع أو إبطاء تقدم التدهور المعرفي.
دور الصوديوم والبوتاسيوم
إن الصوديوم والبوتاسيوم من المعادن الأساسية التي تلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على وظائف الجسم المناسبة. يعد الصوديوم ضروريًا بشكل خاص لتوازن السوائل ونقل الإشارات العصبية ووظيفة العضلات الصحية، بما يشمل عضلة القلب. ويمكن أن يعاني الأشخاص، الذين يتناولون كميات منخفضة من الصوديوم، من أعراض ضعف العضلات والارتباك والتعب والنوبات وغيرها.
ضغط الدم والخرف
قالت ميغان وونغ، اختصاصية تغذية، إنه “من الواضح أننا بحاجة إلى الصوديوم، لكن تناول الكثير منه يمكن أن يمثل مشكلة”، موضحة أنه “يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف عن طريق التسبب في ارتفاع ضغط الدم، والذي يؤدي بمرور الوقت إلى إتلاف الأوعية الدموية المتصلة بالدماغ.”
لا تقتصر وظيفة الأوعية الدموية على نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ فحسب، بل إنها تقوم أيضًا بدور رئيسي في التخلص من ثاني أكسيد الكربون والفضلات، مما يحافظ على خلايا الدماغ نظيفة وصحية.
قالت وونغ إن البوتاسيوم يساعد أيضًا في الحفاظ على وظائف القلب ووظيفة العضلات المناسبة من خلال مساعدة الكلى على التخلص من الصوديوم الزائد. وأضافت أنه يحافظ أيضًا على استرخاء الأوعية الدموية، “مما يسهل تدفق الدم من خلاله ويقلل الضغط على جدران الأوعية الدموية”. علاوة على ذلك، فإن البوتاسيوم ضروري لصحة العظام والكلى والأعصاب والعضلات.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آثار تناول الصوديوم على الوظيفة الإدراكية، قالت كاثرين بايبر، اختصاصية تغذية في ولاية ميسوري، إن التناول المفرط للصوديوم يمكن أن يسبب احتباس الماء، مما يسبب ضغطًا إضافيًا في الأوعية الدموية، وبالتالي يؤدي بدوره إلى زيادة ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأوعية الدموية الدماغية، موضحة أن تلك الحالة “تجعل نقل الأكسجين إلى الدماغ أكثر صعوبة ويقلل من النشاط والوظيفة في الدماغ”.
ولكن يساعد البوتاسيوم في تنظيم ضغط الدم من خلال إبطال تأثير الصوديوم، ويفتح أيضًا الأوعية الدموية للسماح بتدفق الدم بشكل أسهل.
مصادر شائعة للبوتاسيوم
• الموز
• البرتقال
• الفواكه المجففة مثل القراصيا والزبيب
• البقوليات
• السبانخ المطبوخة
• بطاطا
• خيار
• خضروات ورقية
• زبادي
• لبن
• طماطم
نصائح مفيدة
يمكن الاستفادة من النصائح التالية للمساعدة في تقليل مستويات الصوديوم وزيادة البوتاسيوم:
• قراءة ملصقات التغذية والانتباه جيدًا لمحتوى الصوديوم في الأطعمة.
• تجنب استخدام المنتجات الغذائية الفورية المعبأة أو المجمدة أو المعدة مسبقًا، قدر المستطاع.
• اختيار الأطعمة الطازجة والكاملة بدلاً من الأطعمة المصنعة والمعبأة والمجمدة.
• تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا.
• الحصول على ثلاث حصص يومية من منتجات الألبان ، مثل الحليب والزبادي والجبن على الأقل.
• تجنب استخدام الملح أو التوابل التي تحتوي على الملح عند الطهي.
• استخدم الأعشاب والتوابل لإضفاء نكهة على الأطعمة بدلاً من الملح.
الكميات الموصى بها
يُنصح عمومًا ألا يستهلك البالغون أكثر من 2300 مغم من الصوديوم يوميًا – حوالي 1 ملعقة صغيرة من الملح. تقترح بعض المنظمات الصحية ما لا يزيد عن 1500 مغم يوميًا لمعظم البالغين، أو أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. يجب على البالغين أيضًا تناول ما لا يقل عن 4700 مغم من البوتاسيوم يوميًا.