نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة يعلق على الوضع في اليمن
علق دميتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة على تقارير المبعوث الخاص للأمين العام هانز غريوندبرغ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
جاء ذلك خلال كلمته التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية في موقعها على الإنترنت، حيث شكر بوليانسكي غريوندبرغ وغريفيث على تقاريرهما حول تطور الوضع السياسي والإنساني في اليمن، وتابع:
“إننا نواصل مراقبة الوضع في البلاد عن كثب، حيث يوضح عدم وجود تصعيد عسكري حاد بشكل لا لبس فيه الموقف العام للقوى السياسية القيادية تجاه استئناف الهدنة. غير أن التناقضات المتبادلة تعرقل تنفيذها. وفي ظل هذه الظروف، من المهم للغاية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع الأعمال الاستفزازية، خاصة ذات الطابع العسكري، والتي يمكن أن تؤدي إلى كارثة”.
وأشار بوليانسكي إلى أنه يتعين “وضع القرارات اللازمة في إطار عملية تفاوض شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة كطريقة غير بديلة لإحلال السلام على أساس المصالح المشروعة لجميع القوى السياسية الرئيسية”، حيث شدد على أنه “لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا من خلال الحوار المباشر مع حركة أنصار الله، التي أصبحت منذ فترة طويلة حقيقة موضوعية للتوازن العسكري السياسي القائم للقوى”.
وقال النائب الأول للمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: “إننا ننظر بإيجابية إلى الجهود المبذولة من خلال أي قنوات تهدف إلى إخراج التسوية اليمنية من الطريق المسدود، وفتح الطريق أمام الاستقرار”.
وتابع بوليانسكي: “يجب على المجتمع الدولي الآن أن يفعل كل ما بوسعه لإعادة السلام إلى اليمن. في الوقت نفسه، نشهد المزيد والمزيد من الدلائل على أن زملائنا الغربيين يرون هدفهم النهائي ليس في التسوية الشاملة طويلة الأجل لعدد كبير من المشكلات التي تواجه اليمن والتي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة، وإنما، وقبل كل شيء، ضمان التصدير المستمر للموارد النفطية اليمنية إلى السوق العالمية، ونحن نعتبر أن مثل هذا النهج الانتهازي ضار للغاية بالسلام المستدام في البلاد.
من جانبنا، نواصل تقديم كل مساعدة ممكنة للتسوية، مع الحفاظ على الاتصال مع كل من السلطات الرسمية والحوثيين. ونحن نحثهم بنشاط على أهمية الاتصالات بين اليمنيين والحوار المؤتمن مع المبعوث الخاص. كما نعرب عن أملنا في أن تؤدي جهوده، بالتنسيق مع الأطراف، إلى تطوير مقترحات بناءة يمكن أن تكون بمثابة أساس ليس فقط لاستئناف “نظام الهدنة”، ولكن أيضا لإطلاق عملية سياسية كاملة وعملية وتحديث الإطار القانوني للتسوية اليمنية”.
ونوه بوليانسكي إلى أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في اليمن لا زال الأكثر صعوبة، وأكد على ضرورة حشد الجهود الدولية لتقديم المساعدة لجميع السكان المحتاجين في البلاد دون استثناء ورفع أي قيود على إيصال المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الحيوية الأخرى إلى جميع مناطق اليمن، ورفع القيود والحصار بشكل كامل في نهاية المطاف، داعيا إلى مواصلة التعاون في هذا المجال مع المنظمات المالية الدولية، وتعزيز أنشطة هياكل الأمم المتحدة ذات الصلة دون أي قيود على عمل هذه المؤسسات.
المصدر: وزارة الخارجية الروسية