هل وفاة القذافي أم شهادة المفتي حالت دون نصب تذكاري لقتلى الجيش الليبي في أوغندا؟

هل وفاة القذافي أم شهادة المفتي حالت دون نصب تذكاري لقتلى الجيش الليبي في أوغندا؟

سقطت أعداد تقدر بالمئات من العسكريين الليبيين الذين أرسلوا في عام 1979 للقتال مع الجيش الأوغندي ضد قوات تنزانية غزت البلاد، ودفن الجنود الليبيون في ظروف استثنائية بطرق مختلفة.

وتتحدث مصادر أوغندية أن جثث الآلاف من ضحايا تلك الحرب بمن فيهم الليبيون دفنوا على عجل قبل 44 عاما من الآن، في الأحراش والمحميات وعلى جوانب الطرقات، وألقي بالبعض منها في المستنقعات وفي بحيرة فيكتوريا بسبب تحللها.

شهود عيان يذكرون أن معظم الجثث في مدينة عنتيبي الواقعة على ضفاف بحيرة فيكتوريا، وبالقرب منها دفنت في قبور حفرت على عجل، أو ألقي بها في الغابات لأن ذلك حدث في ذروة الحرب بين أوغندا وتنزانيا.

تلك الحرب اندلعت في أكتوبر 1978، حين أرسل رئيس أوغندا في ذلك الوقت عيدي أمين قوات بلاده إلى غزو مقاطعة كاجيرا في تنزانيا وضمه لها عقب ذلك.

مع تصاعد حدة القتال وتوغل الجيش التنزاني داخل أوغندا، أرسل الزعيم الليبي معمر القذافي قوات ليبية إلى أوغندا، وجرى نشر معظم هؤلاء الجنود في عنتيبي وكاوكو وكيسوبي والمناطق المحيطة.

لم يتمكن الدعم الليبي بالرجال والأسلحة من صد الغزو الذي قامت به القوات التنزانية وقوات من المتمردين الاوغنديين، وتمت الإطاحة بعيدي أمين بعد 5 أشهر من بدء الحرب وسيطرة جيش عيدي أمين على إقليم كاجيرا.  

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات بعدد الجنود الليبيين الذين لقوا حتفهم في تلك الحرب، إلا أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 400 عسكري ليبي لقوا حتفهم في معركتي لوكايا وعنتيبي.

القذافي كان زار أوغندا في يوليو 2010 وأشاد بالجنود الليبيين الذين سقطوا هناك، وكان من المتوقع أن يقوم صحبة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بافتتاح نصب تذكاري للجنود الليبيين، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب الإطاحة بالقذافي في عام 2011، فيما لا يزال النصب التذكاري الذي لم يكتمل بناؤه قائما على نهر كاتونجا.

وتقول رواية ثانية أن القذافي كان خطط في عام 2008 لزيارة أوغندا لافتتاح نصب تذكاري للجنود الليبيين الذين سقطوا بالقرب من الحدود الأوغندية التنزانية، إلا أن الحدث ألغي بعد أن كشف مفتي أوغندا عبيد كاموليجيا سرا للقذافي!

المفتي الأوغندي، بحسب هذه الرواية، أبلغ القذافي أن الرئيس يوري موسيفيني زعم أنه شارك في المذبحة التي ارتكبت ضد قوات ليبية من قبل جبهة “فروناسا” الأوغندية المعارضة في عام 1979.

ويروي الحاج محمد بوسا، وهو شاهد من سكان منطقة ناكاوكا، أن العديد من الجنود الليبيين قتلوا لأن مناطق انتشارهم كانت معروفة جيدا ولم يكونوا على دراية بالأراضي الأوغندية.

كما أفاد بوسا في شهادته بأن العديد من الجنود الليبيين قتلوا في ناكاوكا ومنطقتي سيسا وومالا المجاورتين، وأن القوات التنزانية رمت بجثثهم في الغابات.

وكشف شاهد آخر يدعى ألفريد موغويا المزيد من التفاصيل عن مصير جثث الجنود الليبيين، مشيرا إلى أنه كان في كاوكو أثناء الحرب، وجرى حينها “نشر ما يقرب من 700 جندي ليبي في سيسا وكاوكو وكيسوبي نامولاندا والمناطق المجاورة في عنتيبي لحماية مقر الولاية والمطار، وقتل العديد من هؤلاء الجنود ودفنوا على طول طريق كمبالا-عنتيبي، وحاصة في محميات الطرق وعلى بعد أمتار قليلة من مطعم كابانا الحالي في كاوكو”.

ويؤكد موغويا أن الجنود الليبيين قتلوا أو أسروا على أيدي جنود تنزانيين، كانوا استولوا على مناطق رئيسة مثل تقاطع طريق ناكاوكا-كيسوبي ونامولاندا، لافتا إلى أن هؤلاء تم دفنهم في قبور غير عميقة ما جعل جثثهم عرضة للحيوانات.

كما يقول أيضا إن أكثر من 100 جندي ليبي تم نشرهم في منطقة كاوكو وأن “العديد منهم قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية على جانب الطريق”.

المصدر: RT

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *