باسم العلي يؤكد ضرورة تفعيل دور الرقابة لمنع الأغاني الهابطة

باسم العلي يؤكد ضرورة تفعيل دور الرقابة لمنع الأغاني الهابطة

بغداد – -أحمد سميسم

تصوير: وسام كميل

أكد الفنان باسم العلي، ضرورة تفعيل دور الرقابة الفنية لمنع الأغاني الهابطة.

وقال العلي في حوار مع السابعة ، إنه”بدأ ملحناً قبل أن يدخل مجال الغناء”، لافتاً الى أن “بعض الأصدقاء كان لهم الدور الأكبر في دخوله الى الغناء”.

وأضاف أنه “أصدر أولكاسيت غنائي وكانت من بين الأغاني أغنية يا فتونة التي من خلالها أشتهر وصار الجمهور يستمع لصوته كون الأغنية انتشرت انتشاراً واسعاً بين الأوساط الشعبية وقت ذاك وأصبحت تردد في كل مكان، ومن ثم توالت أعماله الغنائية تباعاً”. 

وتابع العلي: “جيلنا الفني حفر اسمه في الصخر من أجل إثبات الهوية الفنية العراقية من خلال تسجيل الأغاني الرصينة المتكاملة لحناً وغناء وأداء، فلم تكن لدينا أغنية هابطة وكلام خادش وفن رخيص كما يقدم اليوم من بعض الفنانين للأسف، لذا أقولها وبكل صراحة: جيلنا هو الجيل الذهبي للأغنية العراقية، ولا يتكرر إطلاقاً، والجمهور يعي ذلك تماماً، ومن زرع حصد”.

وذكر: “جيل المطربين الذين جاؤوا من بعدنا لم يكونوا على مستوى عال من المسؤولية في الحفاظ على إرث وأصالة الأغنية العراقية، فالأغلب منهم أساؤوا الى الفن العراقي، وأتمنى أن لا يفسر كلامي بأنني ضد المطربين الشباب بل العكس أتمنى لهم التوفيق وأدعمهم، وأتمنى أيضاً أن يقدموا أعمالاً فنية تبهر الجمهور وترتقي بمستوى الأغنية العراقية”.  

 

تجربة التمثيل وموهبة الغناء

وأشار الى أن “سر انتشار أغنية خالة يا خالة التي سجلت العام 1986 وصورت في ميناء الفاو الكبير يعود الى إيقاعها الشعبي البسيط الراقص الذي أحبها الجمهور كثيراً، ودخلت في كل بيت عراقي حينها، على الرغم من أن هناك أغاني سبقتها بالشهرة والانتشار كأغنية لا يا قلبي و أوكف يا زمن و شجاها الناس وغيرها من الأغاني الخالدة الجميلة”.

وعن تجربته في مجال التمثيل، أكد العلي أنه “ليس لديه النية في أن يكرر تجربته في مجال التمثيل بعد تجربته الأولى في اشتراكه بفيلم الغجرية والوحش للمخرج فاروق القيسي على الرغم من نجاح الفيلم حينها”، واصفاً “التمثيل بالمجال الفني المتعب”.

ونفى أن يكون والده من أشد الرافضين لدخوله لمجال الفن كونه كان شيخاً للعشيرة، مبيناً أن والده كان يحب سماع الموسيقى وكان خائفاً عليه من أن يسلك طريقاً آخر غير الفن ويجلب المشاكل، وأنه كان حريصاً على أن يقدم فناً جميلاً راقياً. 

ولفت الى أن “انطلاقته في الغناء كانت مرتبطة بعدد من الأغاني التي حققت موطأ قدم وشهرة واسعة كأغنية من عمري على عمرك حبيبي وأغنية ألف وسفة يا خالة وأغنية يا فتونة وأغنية حيرانه عيوني حبيبي”.

 

الغربة وخذلان الأصدقاء

وأوضح أن “الغربة والأسرة أخذت منه الكثير من وقته الفني ما جعله مقلاً في أعماله الفنية على الرغم من عدم ابتعاده عن الغناء واستمراره في تواجده مع جمهوره في الحفلات التي تقام خارج العراق”. 

وعن خذلان الأصدقاء يقول العلي: “تعرضت لغدر وخذلان الأصدقاء ممن كنت أظنهم سنداً لي كوني احترم وأجل الصديق كثيراً، لكنني تفاجأت بخيانة أقرب الناس ومن دون سبب، الصديق الذي تقاسمت معه الطعام والملابس وكل شيء كنا نقسمه بيننا خذلني في منتصف الطريق، ربما أصبح الوفاء عملة نادرة في هذا الزمن”. 

وتابع: “تعلمت العزف على آلة العود بالفطرة وتحت إشراف أساتذة في الموسيقى ومن بينهم الأستاذ فاضل ماهود على الرغم من أنني أعسراً يسراوي لكنني استطعت أن أجيد العزف دون قلب الأوتار وأعزف باليد اليسرى بكل سلاسة وانسيابية”.

وأشار الى أن “الأغاني التي تعرض حالياً في القنوات الفضائية لا تشاهد ولا تسمع وتكاد تكون الأغاني الجيدة شحيحة تُعد على أصابع اليد الواحدة، لأن غالبيتها رديئة المحتوى وقريبة من الصراخ والصخب المبالغ فيه، فضلاً عن كلمات الأغاني البذيئة البعيدة عن الرومانسية والرقي”.

 

الرقابة الفنية

وشدد على “ضرورة تفعيل دور اللجان المتخصصة الرقابة الفنية بفحص نصوص الأغاني قبل بثها ومنع الأغاني الهابطة التافهة من على شاشات التلفزة للحد من الانحدار الفني الحاصل في ظل زحام الساحة الفنية العراقية بالأصوات غير المؤهلة التي تحتاج الى تقويم من ذوي الاختصاص لنرتقي بالغناء العراقي ولنبتعد عن مبدأ الفن مهنة لمن لا مهنة له”. 

وعن دخوله لمجال الفن يقول: “لو عاد بي الزمن للوراء لن أدخل مجال الفن ولن أكون مطرباً، وسأعمل في مجال آخر بعيداً عن الفن لأسباب كثيرة منها غياب التقييم الحقيقي للجهود الفنية من قبل المؤسسات المعنية كوزارة الثقافة العراقية مثلاً، ما جعلني أشعر وكأن تعب السنين ذهب هباء في ظل تسيد المحتوى الهابط على قائمة النشاطات الفنية، وعدم الاكتراث للمحتوى الفني الجيد، لذا ولهذه الأسباب قد منعت ابني علي من دخول مجال الغناء على الرغم من صوته الجميل، لا أريد لولدي أن يسلك طريق والده المتعب والمليء بالمطبات”. 

 

النصيحة والأمنية

ولفت الى أن “المطربين الجدد لا يمتلكون الثقافة الفنية كما كان يتسلح بها الفنانون سابقا، ونصح العلي الفنانين الجدد الى التعلم ممن سبقهم في التجربة والخبرة الفنية ليطوروا من امكانياتهم، مستشهداً بنفسه حين تعلم من الفنانين الذين سبقوه كالفنان فؤاد سالم والفنان قحطان العطار”.

وتمنى العلي “خلال مسيرته الفنية الطويلة أن يؤدي بعض الأغاني لغيره من الفنانين لما لها من جمال واحساس كبيرين كأغاني الفنان صلاح حسن والفنان هيثم يوسف، مختتما حديثه بتأكيده على تواصله في اعماله الفنية رغم قلتها كونه يهتم بنوعية العمل الفني وليس الكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *