مريم الجندي: دوري في “بالطو” الأكبر على الإطلاق بمشواري الفني
على الرغم من انتمائها لعائلة فنية، لم يكن ذلك سببا في اختيارها لتقديم دور طبيبة في وحدة صحية في الأرياف، بل لكونها من ممثلات المسرح التي تعلمت في ورشة المخرج خالد جلال، بالإضافة إلى ملامح وجهها التي لم يتمكن منها أي طبيب، فجعلها تشبه البنات العاديات، ليكون أول عمل لها بعد سنين طويلة من “المعافرة”.. إنها مريم الجندي ابنه الفنان محمود الجندي وشقيقة المخرج أحمد الجندي، ولكن لم يكن لأي منهما دور في اختيارها لبطولة مسلسل “بالطو”، ولكنها تمكنت من أن تحقق حضوراً بارزاً في هذا العمل، واستطاعت أن تجذب جميع الأنظار حولها، فكان هذا المسلسل بداية لتوسعها في عالم الفن والتمثيل، وأكدت في لقائها مع موقع “العربية.نت” عن سعادتها بردود الفعل على المسلسل والتي لم تكن تتوقعها نهائيا.
*كيف كان ترشيحك للمشاركة في مسلسل “بالطو”؟
**رشحني للعمل المخرج عمر المهندس، وأجريت العديد من تجارب الأداء حتى وافقوا عليّ، وعندما عرفت عن الدور تأكدت أنه لا يمكن أن يكون لشخص غيري، وشعرت أنني يجب أن ألعبه ولا يلعبه غيري، وعندما علمت بمشاركتي بالعمل، شعرت أنني سعيدة جدًا وخائفة، لأن القصة مختلفة ومشوقة.
*ولماذا وافقت على تقديم شخصية دكتورة هاجر؟
**الدور والورق الذي كتبه الدكتور عاطف فياض، سبب انجذابي للمشاركة، فأنا أضع معايير لاختيار أدواري، بأن يكون العمل الفني المعروض علي هادفا ومختلفا، كما أنني أحترم أخلاقيات المشاهد والمجتمع، والحقيقة أنه منذ اللحظة الأولى مع قراءة السيناريو، شعرت بالسعادة والضحك مع كل كلمة، وأصبحت متلهفة لقراءة الحلقات لمعرفة الأحداث، كما وجدت أن شخصية “هاجر” قريبة جدا مني في الواقع، فهي شخصية طموحة وذكية ومجتهدة.
*وهل توقعت كل تلك ردود الفعل على العمل؟
**ردود الفعل حول العمل فاقت توقعاتي، وحتى الآن لا أستوعب ما حدث، خاصة أن مساحة الدور الذي قدمته في “بالطو” هي الأكبر حتى الآن منذ بدأت مشواري الفني، كما أنني سعيدة بالتعاون مع جميع أفراد المسلسل، حيث سعدت بردود الفعل التي كنت أتلقاها من الجمهور الذي كان ينتظر كل يوم أربعاء الحلقات بشغف، ويناديني في الشارع يا هاجر، ويمزح معي كثيراً ويقول لي الكثيرون “عايزين نعرف أكتر عن عائلة طرشوخ الليف”.
*وكيف كان تحضيرك لشخصية دكتورة هاجر؟
**التحضير لهذه الشخصية جاء بأكثر من طريقة، أولها السيناريو الممتع والمكتوب بتميز شديد، كذلك توجيهات المخرج، فضلاً عن البحث عن نماذج شبيهة للشخصية من خلال فيديوهات السوشيال ميديا، ومعرفة ما يحدث في تكليف الأطباء من خلال أصدقاء مقربين، ولي صديق طبيب في إحدى القرى ساعدني كثيراً بإرسال صور للمكان ورسائل صوتية بطريقة الكلام.
*وكيف وجدت التعاون مع محمود حافظ؟
**التعاون مع محمود حافظ كان مختلفا لأنني أحبه كثيرًا على المستوى الشخصي، وعلاقتهما تبدو عليها الكوميديا، وشهدت تغير طريقة تعاملها معه، حيث حاولت في البداية أن ترفض الدخول في علاقة ارتباط معه بطريقة لائقة، ولكن بعد ذلك عندما رفض هو تفهم الأمر، اضطرت أن تكون وقحة معه إلى حد ما.
*والتعاون مع عصام عمر؟
**العمل مع عصام عمر كان مميزا، لأنه ممثل متعاون إلى حد كبير، وكان يساعدني ويعطيني الكثير من النصائح، وذلك كان السبب في تميز علاقة هاجر وعاطف، وتغلبت من خلال طريقته على خوفي من أن يكون دمي ثقيلا وسط فريق يتميز بخفة الظل، وكنت أحاول التغلب على الضحك أثناء التصوير، حيث كان هناك العديد من المشاهد الكوميدية، خاصة مع الفنان محمد محمود.
*وكيف كانت كواليس العمل؟
**كانت تحمل كثيراً من البهجة والضحك وألفة حقيقية بين الممثلين، وهو ما انعكس بدوره على الشاشة وشعر به الجمهور، وهو ما جعلني سعيدة من كل التعليقات، الأمر الذي يجعلني أشعر بالمسؤولية تجاه خطواتي القادمة واختياراتي، وأتمنى أن يظل الناس يحبونني، وسعيدة برد فعل شقيقي المخرج أحمد الجندي، هو سعيد جداً بالتجربة، خصوصاً أن الكوميديا ملعبه.
*وكيف تقيمين تجربتك في مسلسل “بالطو”؟
**تجربة مميزة، وكنت متحمسة لها جداً، وسعيدة لأنها جزء من التجربة الأولى في الدراما مع مخرج متميز وكاتب موهوب، وفنان شاطر ومجتهد من زمان، كما أنها أفادتني كثيرًا، سواء على المستوى الفني أو الشخصي، حيث أصبحت مُدركة للمستوى الذي أتمنى الاستمرار فيه دائمًا، وأنا لا أهتم أو أركز في الانتشار، وبالرغم من أنني ابنة الفنان الكبير الراحل محمود الجندي فإنني لا أعمل بالواسطة ولا أهدف للانتشار، ولكني فخورة بمشاركتي في هذا العمل، وردود الفعل التي أتلقاها بشكل يومي، فالمسلسل يعتبر محطة انطلاق، وفرصة كبيرة لي خاصة أن مساحة الدور كانت مفاجأة بالنسبة لي أخرجت خلالها مهارات تمثيلية بقيادة المخرج عمر المهندس، الذي وثق في واستطاع أن يقدمني بشكل جديد ومختلف، خاصة أن له أسلوبا وتكنيكا خاصا في إدارة العمل باعتباره ابن مدرسة خاصة في أصول الفن.
*وما رأيك في الأعمال الدرامية التي تقدم خارج الموسم الرمضاني؟
**هذه الأعمال تخلق روحا مختلفة للمشاهد والممثل مما يجعلها مميزة، كما أنها لا تقل أهمية عن الموسم الرمضاني، فمن ميزات هذه المسلسلات أن هناك دراما على مدار العام مما يتيح الفرصة للجمهور لمشاهدة أعمال فنية درامية مختلفة، ويرجع الفضل في ذلك إلى كل من يسعى للارتقاء بمستوى الذوق العام.
*وماذا عن أعمالك الجديدة؟
**أرغب في تقديم أعمال حقيقية ومسؤلة، وأصبحت عليّ مسؤولية التركيز في الاختيارات، وحاليًا معروض عليّ المشاركة في مسرحية استعراضية ولكن لم أتعاقد عليها بشكل رسمي حتى هذه اللحظة، وأتمنى أن أظل دائمًا على مستوى توقعات الجمهور المرتفعة.