غالب جواد يكشف أسباب تراجع نشاط الأعمال الفنية الدرامية
بغداد- - أحمد سميسم
تصوير: ستار الغزي
تحدث الفنان العراقي غالب جواد عن مسيرته الفنية وأبرز محطاته التلفزيونية التي تركت بصمة لا تنسى لدى الجمهور العراقي حتى يومنا هذا.
المحطة الفنية الأولى
وقال الفنان غالب جواد في حوار صحفي مع السابعة الرسمية : اليوم الثلاثاء:”أتحدث عن محطتي المميزة التي ما زالت راسخة في ذاكرة العراقيين ألا وهي مشاركتي في المسلسل العراقي عالم ست وهيبة عام 1997 إذ كنت طالبا في معهد الفنون الجميلة المرحلة الثانية، حينها علمت أن مخرج المسلسل الراحل فاروق القيسي كان يبحث عن ممثل يمتلك مواصفات معينة لتجسيد دور مهدي، لم انتظر هذه الفرصة الإعجازية طويلا فقد ذهبت مسرعا للتقديم لتجسيد الدور وعرضت خدماتي أمام المخرج لتأدية الدور المطلوب وفعلا تم الاختبار وأبهرتهم بما قدمته ووقع الاختيار علي بشكل نهائي للعمل في المسلسل، والصدفة قادتني للمشاركة في مسلسل عالم ست وهيبة كوجه جديد حينها خلافا لدخولي المعترك الفني فلم يكن عن طريق الصدفة مطلقا”.
وأوضح بأن” مشاركته بعد غياب طويل عن الشاشة في مسلسل العدلين و بروانة عام 2021 كانت عودة في محلها وتستحق الرجوع مجددا إلى الشاشة كون العملين كانا يستحقان الجهد وكتبا بطريقة احترافية وكان عرضهما مؤثرا وغير تقليدي”.
ولفت جواد، إلى”إمكانية مشاركته في أعمال كوميدية على الرغم من أنه فنان تراجيدي كونه يؤمن بأن الفنان لا بد له أن يطرق جميع الأدوار خلال مسيرته الفنية ولا يقف أمام دور معين إلا إذا كانت هناك أسباب معينة تمنع تجسيده لدور ما”.
وأشار إلى، أن”السر وراء بقاء دور مهدي في مسلسل عالم ست وهيبة في ذاكرة الناس يرجع إلى حرفية المسلسل من حيث الإخراج والتأليف والمنتج المنفذ للمسلسل فضلا عن مشاركة عدد كبير من الفنانين العراقيين الذين كان لهم ثقلهم وأهميتهم الفنية، والجهد الحقيقي والاشتغال على تجسيد الشخصية بصورة مكثفة”.
“وعزى أسباب منع مسلسل عالم ست وهيبة من العرض إلى ظرف البلد السياسي وبعض الخطوط الحمراء التي كانت محظورة في التلفزيون العراقي، إذ منع المسلسل من العرض وبعدها جاءت الموافقة على عرضه لكن بتغيير وقت عرض المسلسل من الفترة المسائية إلى الفترة الصباحية”، لافتا إلى أن “المسلسل حقق نجاحا كبيرا وحصل على جائزتين ذهبيتين في مهرجان القاهرة عام 2000”.
عالم ست وهيبة و ذئاب الليل
وتابع:”كان من المفترض أن ينجز الجزء الثاني من مسلسل عالم ست وهيبة عام 2020 بعد الاتفاق والمشاورة بيني وبين الكاتب صباح عطوان، كون الجمهور دائما يطالبني شخصيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن يكون هناك جزء ثان للمسلسل على غرار مسلسل ذئاب الليل بجزئه الثالث الذي لم يكتمل حتى الان لأسباب كثيرة، لكن العمل يحتاج إلى وقت طويل لدراسة أبعاده وقوة تأثيره كونه من الأعمال التي أحبها الجمهور بقوة، لذا ممكن القول إن المسلسل سيرى النور خلال الأيام المقبلة وسيكون مفاجأة للجمهور”.
الأدوار التلفزيونية
وبيّن:”سأشارك في موسم رمضان هذا العام بعملين دراميين مهمين مختلفين الأول بعنوان الكاتم من تأليف أحمد هاتف وإخراج سامر حكمت وهو مسلسل بوليسي أكشن سأؤدي شخصية مختلفة عن أدواري الأخرى، بينما العمل الثاني حمل عنوان الكاسر تأليف مسلم داود وسيناريو وحوار حسين النجار وإخراج أيمن ناصر الدين، مسلسل قروي تشويقي تتداخل أحداثه فيما بينها بصورة غير نمطية مثيرة”.
وأشار إلى، أنه”يتمنى أن يجسد شخصية الشاعر الراحل الكبير مظفر النواب في عمل درامي يتناول فيه رحلته الإبداعية في الأدب والثقافة وتأثيره على محيطه العربي” واصفا النواب، بأنه” شخصية أدبية لا تتكرر في عمق التأريخ العراقي الذي رفد الأغنية العراقية والشعر العربي بأجمل كتاباته الخالدة”.
وأعرب جواد عن أمنيته أيضا بأن “يجسد شخصية الشاعر الجواهري والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في مسلسل درامي”، مؤكدا على”شغفه الأول في تجسيد شخصية النواب ومن ثم الشخصيات الأخرى”.
وأوضح أن “جميع الشخصيات التي قمت بتجسيدها منذ ظهوري الأول في الشاشة وحتى الان لم تكن تشبهني في الواقع إطلاقا، فأنا اختلف كثيرا في الحياة الواقعية عن أدواري التي أجسدها في التلفزيون ولا يوجد أي ترابط بيننا، لذا أدواري لا تشبه شخصيتي إطلاقا”.
وأشار إلى، أن”تجسيده لشخصية شاهين في مسلسل باب الشيخ من إنتاج قناة العراقية كان مغايرا عن أدواره التلفزيونية، كونها كانت شخصية قاسية وحادة ولم يؤد شخصية كهذه من قبل لذلك تفاجأ الجمهور بها”.
المحطة الإعلامية والمعاناة
ولفت إلى، أن “دخوله المعترك الإعلامي في تقديم البرامج التلفزيونية كان مغامرة كبيرة ومسؤولية”، مؤكداً: “كنت خائفا ليس بمعنى الخوف بل خائف من الحرص على أن أكون ناجحا وعند حسن ظن الجمهور، على الرغم من أني عملت سابقا في تلفزيون أبو ظبي ولست جديدا على عالم الاستوديوهات والكاميرات”.
واستدرك بالقول: “خلال ظهوري في رمضان في برنامج الكاش كاشك، كمقدم برامج إلا انني لم اعتبر نفسي مقدم برامج بل إن صح التعبير صديق البرامج، لأن مقدم البرامج يكون على عاتقه مسؤولية كبيرة يختلف الحال معي حين أقدم برنامج مسابقات في موسم رمضان فقط”.
وعن المعاناة أيام الحصار ذكر جواد، أنه”كان يشترك مجبورا وليس مرغما بخمسة أعمال تلفزيونية أو أكثر من أجل أن يوفر المعيشة له ولأسرته في ظل أيام صعبة اقتصادية، خلافا ما هو عليه الآن يشترك بعمل أو عملين يكون لهم الثقل الفني”.
الفنانون الجدد
فيما يخص الفنانين الجدد والوجوه الفنية الشابة قال: “إذا كان الفنان الجديد يريد أن يدخل مجال التمثيل كونه معجبا بهذا المجال فحسب فأنه سوف يفشل ولا يستمر طويلا، بينما إذا كان الفنان ينطلق من الشغف والحب الكبير لمجال التمثيل فحتما سوف ينجح ويحقق حضورا واسعا، لذا أنصح الفنانين الجدد أن ينطلقوا من منطلق حبهم وشغفهم لمجال عملهم كونهم سيخضعون إلى لجان من الحكام الخطرين ألا وهم الجمهور الذي يتابع وينتقد كل صغيرة وكبيرة في الشاشة”.
وذكر الفنان غالب جواد “تعلقه وحبه الكبير لممارسة كرة القدم حتى وإن كان في غاية التعب لم يبتعد إطلاقا عن موهبته الثانية بعد الفن في لعبة كرة القدم”، لافتا إلى، أنه” لو لم يكن فنانا لكان لاعبا صعبا في كرة القدم كونه يمتلك أقوى قدم يسرى على حد قوله في الكرة وبشهادة أغلب أصدقائه”.
الرقيب الفني وأسباب تدهور الدراما
وأكد على، أن “من الضرورة الفنية أن يفعل دور الرقيب الفني الأكاديمي المختص في تقييم الأعمال الفنية والطاقات البشرية في ظل انتشار معايير النجاح المشوهة وغير الحقيقية في الأوساط الفنية”.
وأشار إلى، أن “أحد أسباب تدهور نشاط الأعمال الفنية الدرامية في العراق هو عدم وجود شركات فنية متخصصة في إنتاج الأعمال الفنية وتسويقها محليا وعربيا، بعيدا عن إنتاج القنوات الفضائية وانتظار الممثل لهذه القنوات أن تنتج أعمالا فنية في شهر معين ووقت محدد كشهر رمضان مثلا ووضع الفنان في خانة الانتظار والوقت والعلاقات”.
وأعرب، عن “أمنيته في تحقيق مشروعه المستقبلي في تأسيس شركة إنتاج فنية لإنتاج الأعمال من مسلسلات وأفلام لترفد الحركة الفنية في العراق بمختلف الأعمال التي سيكون لها الصدارة العربية والانتشار الأوسع”.