تحقيق يسبر أغوار عالم الدراويش في العراق… ما خفايا طقوسهم وعدم إصابتهم باضرار؟

تحقيق يسبر أغوار عالم الدراويش في العراق… ما خفايا طقوسهم وعدم إصابتهم باضرار؟

السابعة-متابعة

ناقش تحقيق صحفي ملف “الدراويش الصوفية” في العراق، والذين ربما تعد طقوسهم من اكثر الاشياء المليئة بالاسرار وغير المفهومة، من قبيل اكل الزجاج والضرب بالسيوف والخناجر دون ان تطالهم اضرار جسيمة.

وانطلق التحقيق من التساؤل عما اذا كانت هذه الممارسات سحر أم خداع بصري أم هم متمرسون ومحترفون في ضرب أماكن غير قاتلة؟ أم أن هناك سرا خفيا؟.

واوضح التحقيق ان الدراويش طائفة صوفية، تعتمد الزهد والتقشف، ليس عن حاجة أو عوز، بل عن اعتقاد تام أن هذا هو الفهم الصحيح للمسلم الحق كما يعتقدون، ويتبع الدراويش طرق الصوفية، مثل القادرية والكيلانية والكسنزانية والرفاعية. 

والدروشة في الصوفية هي أولى درجات الترقي في التطور الروحي، والدرويش كلمة تعني الشخص القريب من الله، وقيل إن أصل الكلمة مأخوذ من “دار” بالعربية والتي تعني المنزل، فالدرويش هو الشخص الذي يدور من دار إلى دار طالبا الإحسان ليس له، بل لغيره من الفقراء والمحتاجين. 

يقطن دراويش العراق بين الجبال في إقليم كردستان وهم خليط من جميع القوميات والمذاهب والطوائف.

وتقصى التحقيق من قريب اسرار الدراويش، حيث نقل عن المريدين وشيوخهم، ان التواجد داخل حلقة الذكر تؤدي بالدرويش الى انه يكون في حالة لايعرف عن نفسه شيء ولايتذكر شيئًا ويشعر بشعور روحاني غير قابل للتفسير.

ويتحدث الدراويش عما يصفوه بأنها “حالة الجذب”، حيث يصف مختص بعلوم الباراسايكولوجي، انها حالة يكون فيها الوعي متغيرا مثل الحالة بان تكون نعسانا ولست نائما ولست صاحيا، او مايمكن وصفها بحالة تخدير.

ويبين ان الدرويش يدخل في حالة الجذب تماما ويصبح لايدري ماذا يدور حوله او ماذا يفعل، ولايشعر حتى بالالم.

ويبين ان الجو العام له اثر كبير جدا بوجود اللاوعي الجمعي هذا، حيث انهم ينتقلون الى حالة اخرى وسط هذه الاجواء، واذا توقفت الطبول فجأة او تاخذ احدهم الى الشارع وتفصله عن هذه الاجواء الجماعية، فلن يستطيع او يجرؤ أحد منهم على ضرب نفسه بالسيف او فعل اي شيء من هذا القبيل، لانه سينفصل عن حالة الجذب التي توفرها الاجواء الجماعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *