مخرج “بالطو”: أسعى لإثبات كياني بعيدا عن اسم جدي فؤاد المهندس
عمل منذ عام 2013 في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، إلا أن مسلسل “بالطو” هو تجربته الإخراجية الأولى في الدراما بعيدًا عن الإعلانات وعمله كمساعد مخرج، وأكد عمر المهندس في حواره مع “العربية.نت” كون تجربته الأولى من خلال عمل كوميدي هو من أصعب الأمور، مشيرا إلى أن الضحك ليس مهمة سهلة للوصول للناس، بل إنه لم يكن يتصور أن أول تجربة له في المسلسلات تكون كوميدية، ولكن تفاصيل العمل شجعته على التجربة بأكلمها، كما كشف عن العديد من كواليس العمل الذي حقق نجاحا كبيرا مع الجمهور وتصدر الترند لفترة طويلة مع عرض أول حلقة له.
*كيف وجدت تجربتك مع مسلسل “بالطو” كأول تجربة إخراجية لك؟
سعيد بهذه التجربة بشدة، فلم أتوقع كل ردود الأفعال على هذا العمل بعد أول حلقتين، وبدأت أشعر بالقلق والتوتر بسبب تعلق الجمهور بالمسلسل، وأصبحت مترقبا لرد فعلهم بعد عرض الحلقات الجديدة، وهو ما كان يوترني بشدة، فالمسلسل فريد من نوعه، فهو اجتماعي كوميدي ساخر، والجمهور يفتقد جدًا هذه المنطقة فليس من السهل أن يكون لديك القدرة علي إضحاك الجمهور المصري، لذا قدمنا هذا العمل بطريقة بسيطة لتسهل على المشاهد تلقي الرسائل لعالم الأطباء والوحدات الصحية، وذلك من خلال أحداث اجتماعية واقعية كوميدية “دون إسفاف”.
*وما هي أسباب تمسكك بأن يقوم عصام عمر ببطولة العمل؟
منذ التحضيرات لم أر أمام عيني سوى عصام عمر لتقديم دور البطولة، فقد تعاونت معه من قبل أكثر من مرة وقابلته لأول مرة في كاستينج الجزء الثاني من فيلم “الجزيرة”، وأدركت تمامًا قدراته الفنية، وقتها كنت مساعد المخرج شريف عرفة، الذى تعلمت منه أصول المهنة، ثم تعاونت معه خلال حلقة في مسلسل “تامر وشوقية”، كما اخترته لتقديم دور البطل في فيلمى القصير “ليلة رأس السنة” وبعدها قدمنا معًا اسكتشات “ماذا لو؟” على اليوتيوب، أنا مؤمن جدًا بموهبته، كما أنه تلقائي للغاية ويتمتع بخفة الدم، وأعلم قدراته لأنه ممثل مسرحي، وأيضا باقي الممثلين مثل مريم الجندي وسلافة غانم، وعندما جاءت الفرصة لم أجد أفضل منهم لهذه التجربة، فقبل إسناد “بالطو” له كان هناك ممثل آخر مرشح لدور البطولة لكنه لم يتحمس للعمل واعتذر عنه.
*وكيف كانت الاستعدادات التي قمت بها لهذا العمل؟
جمعتني جلسات تحضيرات بالمؤلف أحمد عاطف فياض، لتطوير الفكرة وتقديم تفاصيل بطريقة مختلفة عن القصص المكتوبة بالرواية، والحمد لله كان بيننا كيميا رهيبة، وبحثنا سويا عن طريقة يتم من خلالها عرض المواقف بطريقة مناسبة للجمهور، وتم الاتفاق على كل الجوانب، وقمنا بوضع تاريخ للشخصية وأحلام وصراعات، فالتحضير الجيد جعل العمل يظهر بصورة طيبة للجمهور.
ولذلك كنا على وعي ودراسة جيدة بكل تفاصيل الموضوع خلال التصوير، لذلك لم يكن هناك مجال للضحك وراء الكواليس إلا في حالة وجود بعض المفاجآت من أحد النجوم مثل الفنان محمد محمود، الذي كان يفاجئنا دائمًا بارتجالاته، فلقد كنا نأخذ الموضوع بمنتهى الجدية وكأننا ذاهبون لوحدة صحية حقيقية، والحقيقة أننا من البداية وضعنا الخطوط العريضة ثم نترك أنفسنا لنرى أين سنذهب خلال التصوير.
*ومن وجهه نظرك ما هي الأسباب التي جعلت المسلسل يحقق هذا النجاح؟
وجود ناس جديدة ومشاهد الريف التي قدمناها بطريقة غير تقليدية فقد كنا نتعامل مع المسلسل كأنه فيلم لذلك كان أطول مشهد لدينا 3 صفحات مدته 3 دقائق على الشاشة، على اعتبار أننا نقدم مسلسلا سريعا والحمدلله أننا لم نمر بما تمر به مسلسلات رمضان وانتهينا من تصوير الحلقات مبكرا، بالإضافة إلى حماس المنتج لنا كشباب دون أي تداخلات على الصعيد الفني وإعطائنا كامل الحرية في الاختيارات بجانب الدعم الآخر على كل المستويات وهو ما ساعد في نجاحنا جميعًا والعمل بمنتهى الاجتهاد والإخلاص.
*ولماذا فضلت الإخراج على التمثيل؟
الأمر ارتبط بي منذ أن كنت فى المدرسة، فكنت أهرب من المشاريع التي يتم تكليفي بها بتقديم فيلم، وبدأ الناس يتقبلون الأمر، وشعرت بأنني قادر على تقديم حكاية لكن بدون ظهوري أمام الكاميرا، وأستعين بأصدقائي للتمثيل، كما أنني تربيت على مكتبة كبيرة جدا عند والدي مليئة بمسرحيات وأفلام للأستاذ فؤاد المهندس جدي وأعمال أجنبية أخرى، فلقد تربيت في بيت فني أصيل، والفن يحيطني من كل الجوانب، وهذا الأمر أثر في وفي نشأتي بشكل عام.
*ألم تخف من فكرة ربط اسمك بجدك الفنان الكبير فؤاد المهندس؟
لقد وضع هذا الأمر مسؤولية كبيرة علي وجعلني أيضا فخورا به، وإذا وضعت هذا الأمر في ذهني لن أستطيع أن أقدم شيئا، فأنا وجدي كيانان مختلفان، فلو تمكنت من الوصول لربع ما حققه سأكون سعيدا جدا، وليس بالضرورة لأني حفيد فؤاد المهندس أن أكون شاطرا ودمي خفيف، فأنا أسعى لتقديم شيء خاص بي، فأنا مازلت في البداية، وسعيد بأن الناس تفاجأت بأني حفيد الفنان الراحل فؤاد المهندس، وإن كنت حريصا على ألا يعلموا ذلك، لأني كنت أريد أن أنجح بعيداً عن اسمه الكبير.
كما أنني تعملت الكثير من عملي كمساعد مع المخرج الكبير شريف عرفة، وتعلمت منه الكثير، فقد أحببت السينما من خلال أعماله، وتعلمت منه مواصفات الإخراج، والتركيز الجيد في مراحل المونتاج، وطريقة حل الأزمات في اللوكيشن، فهو أفضل من يتعامل مع المشكلات في التصوير.
*ما الصعوبات التي واجهتك في تنفيذ “بالطو”؟
بدأنا العمل على السيناريو في فبراير 2022، وبدأ التصوير آخر شهر يوليو الماضي، بعد تحضير موقع التصوير وكل التفاصيل، وتم تصوير المسلسل في 29 يوم، والانتهاء منه في شهر أكتوبر الماضي، وتجهيز الحلقات استغرق نحو شهرين آخرين، فمرحلة ما بعد الكتابة كانت سهلة، لكن الصعوبة كانت بالتحضير الأول وكتابة الشخصيات وربطها، خاصة أن التصوير كان بالقاهرة.
*ما أعمالك الفنية في الفترة المقبلة؟
أحضر لفيلم جديد، لكن لا أستطيع الكشف عن تفاصيله حاليا.