“مطار ولاد زيان”.. عرض بشبابيك مغلقة في أكبر مسارح المغرب
تجاوزت الساعة العاشرة ليلا بربع ساعة بتوقيت المغرب، وبدأ الجمهور في التصفيق، لاستعجال بداية أول عرض للعمل المسرحي الضاحك “مطار أولاد زيان”، لفرقة “BOMBACMIC”.
انطلقت الموسيقى، وملأ السواد المسرح، وسكت الجمهور، قبل أن يكتشف الجمهور ديكور العرض المسرحي، يافطة كبيرة تحت اسم “مطار أولاد زيان”، في إحالة على محطة المسافرين الشهيرة، والخاصة بالرحلات بالحافلات في مدينة الدار البيضاء كبرى مدن المغرب، ولكن “مطار أودلا زيان” في المسرحية هو مطار جوي وليس بريا.
يدخل راقصا مقدما مهاراته في التفاعل مع الموسيقى، فيتعرف الجمهور على الحمامصي، رئيس الأمن في المطار المهجور.
كلما دخل فرد من الفرقة المسرحية، وعددهم 8، تنفجر قاعة مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية الرباط ضحكا، فيتوقف الممثل لترك الجمهور في تفاعله الضاحك.
نجحت المسرحية في مساعدة المتفرجين في هضم وجبة فطور رمضاني بالضحك الجماعي، من الكبار ومن الصغار.
ففي ليلة رمضانية استثنائية، نجح الكوميديون المغاربة في المزج الذكي بين مواقف ضاحكة، وبين انتقاد لغلاء الأسعار، والحصانة البرلمانية، وغيرها من ظواهر اجتماعية وسياسية لم تسلم من نيران الكتيبة الضاحكة “bombacomique”.
ولم يغادر الجمهور قاعة المسرح إلا بعد تحية جماعية من أفراد المسرحية، وكانت الساعة تجاوزت بحوالي العشرين دقيقة منتصف الليل بتوقيت الرباط.
وسط شكاوى من تراجع الجماهير المغربية على استهلاك العروض الثقافية والمسرحية، تأتي عروض استثنائية جرى الإعداد لها جيدا، لتسكر هذه الصورة النمطية، وتبين أن كل عمل جاد ولو كان ضاحكا فله جمهوره العاشق، المساعد للانتظار لأكثر من ساعة، قبل رفع الستارة.