مهند محسن: الإعلام العربي لم يدعم الفنان العراقي
بغداد- – حوار: أحمد سميسم
تصوير: حسين الونان
مطرب وملحن عراقي استطاع أن يخط لنفسه لونا غنائيا خاصا ليتميز عن أبناء جيله من المطربين، اعتلى المسارح وغنى حين كان عمره 12 عاما وأجاد غناء المقام العراقي ليشكل حضورا لافتا ما جعل الفنان الراحل محمد القبانجي يشيد بصوته ويتنبأ له بالنجاح والنجومية، كافح كثيرا وحفر اسمه في الصخر من أجل اثبات هويته الفنية في زمن صعب، لذا يرى نفسه بأنه مسكون في الفن ولا يستطيع ان يبتعد او يجرب مهنة أخرى غير الفن، استطاع ان يترك بصمة واضحة في ذاكرة الفن العراقي وان يسجل حضورا طيبا في دول الخليج العربي وأصبحت أغنياته تتردد على الألسن بشكل كبير.
السابعة التقت الفنان “مهند محسن” في حوار حصري لا تنقصه الصراحة اثناء تواجده في بغداد مؤخراً.
* حملت بغداد بصوتك الى العالم العربي فهل حملتك السابعة وأنت تتواجد بين ثناياها؟
– بالتأكيد بغداد حملتني ليس اليوم فحسب بل كانت الحضن الدافئ والملجأ الوحيد الآمن لي، أشعر بالراحة والاستقرار وانا تحت سماء العراق أكثر من أي بلد آخر، وإن شاء الله العراق يستعيد عافيته وقوته وينفض غبار الحرب والألم.
*برأيك هل ما زال الفنان مهند محسن يشكل ذات الحضور والتأثير والبريق في الساحة الفنية العراقية بعد هذه السنوات كما كان في السابق حين كان الجمهور يتسابق في الحصول على كاسيت مهند محسن؟
– تأريخ الفنان الجيد كفيل بأن يجعله يتواصل مع الجمهور، في زمننا لم تكن تتواجد مواقع التواصل الاجتماعي والتقنية الالكترونية المتواجدة حاليا في الانتشار رغم هذا استطعنا كفنانين ان نشكل حضورا واسعا داخل العراق وبجهود شخصية، في الوقت الحاضر نسعى الى التواصل والتأثير في الجيل الجديد من خلال أعمالنا الفنية الجديدة بما يتناسب مع لوننا الغنائي الذي عرفنا الجمهور به.
* أنت من جيل حفر أسمه في الصخر من أجل إثبات هويته الفنية، فزمنكم شهد صعوبات كثيرة لمن يريد ان يدخل مجال الغناء، الآن الساحة الفنية تبدو مزدحمة كثيرا بالأصوات كيف ترى وتقيم ذلك؟
– جيلنا شهد صعوبة ومخاضاً عسير، سابقاً ليس من السهل ان تطرح نفسك فنانا قبل ان تمر على عدد كبير من اللجان الفنية المتخصصة التي تقوم وتشذب الأصوات الغنائية، فمثلا حين ظهر جيلنا ضم عددا كبيرا من الفنانين لكن بعد ذلك أصبحنا نعد على أصابع اليد الواحدة ومن ليس له علاقة بالفن غادر وبقي أصحاب الشأن الفني فقط، الآن الساحة الغنائية مفتوحة على مصراعيها في ظل غياب الضوابط الفنية والفوضى التي عمت الوسط الفني، وانا أعتقد أن الزمن كفيل بأن يميز بين الغث والسمين.
* من تنبأ بموهبتك في مجال الغناء للوهلة الأولى؟
– من تنبأ بموهبتي منذ الصغر حين كنت بفرقة أطفال بغداد الفنان الكبير فاروق هلال والملحن جعفر الخفاف، وأيضا من تنبأ بموهبتي مبكرا الفنان الراحل الكبير محمد القبانجي قال حينها هذا الولد سيكون له شأنا فنيا في المستقبل.
* كيف كانت طفولتك هل قاسية؟ هل عانيت من شظف العيش؟ أم كانت طفولة رائعة؟
– طفولتي كانت جميلة لم أشعر بالمعاناة حينها بسبب الظروف كانت جيدة للعيش خلافا للفترات اللاحقة كانت غير جيدة بسبب الحروب والحصار.
* أول أغنية صورتها كانت عزيز بس بالأسم هل كانت هذه الأغنية بمثابة جواز مرورك نحو الشهرة والأضواء ام هناك أغان أخرى سبقتها؟
– بالتأكيد أغنية عزيز بس بالأسم كانت جواز مروري نحو الشهرة وعرفتني بالجمهور وحازت على شهرة واسعة وكانت أول أغنية أصورها عام 1991 من كلمات الشاعر عزيز الرسام، لكن كانت هناك أغنية سبقتها اسمها أنسى لا تفتكر فازت في استفتاء التصويت في الراديو ببرنامج الساعة العاشرة الذي يبث سابقا ونالت أفضل اغنية لعام 1991 وكنت غير معروفة للجمهور ولم يراني أحد.
* رفدت الساحة الفنية بكثير من الأغاني التي ما زالت راسخة في ذاكرة الجمهور، بالمقابل هل أنصفك الفن ام خذلك خلال مسيرتك الفنية؟
– لم يخذلني الفن، فكنت من الفنانين المحظوظين في بداياتي وحتى وصولي الى النجومية، لكن أقولها بصراحة هناك عدم إنصاف من قبل الإعلام العربي للمطرب العراقي فكل الفنانين العراقيين لم يدعمهم الإعلام العربي قياسا بالدعم الكبير والفرص المتاحة للفنان العربي من خلال القنوات الفضائية والشركات الإنتاجية وهذا إجحاف بحق الفنان العراقي.
* إذاً بما تفسر الدعم العربي الذي حظي به الفنان كاظم الساهر والفنان ماجد المهندس ورضا العبد الله ووصولهم الى العربية؟
– كل الفنانين الذين ذكرتهم وصلوا الى الشهرة العربية ليس بدعم الإعلام العربي بل بجهودهم الشخصية الفردية والاشتغال على تطوير الذات، لذا الإعلام العربي كان وما زال غير منصف للفنان العراقي، لكن السوشل ميديا ساعدت في انتشار الفنان العراقي وما يقدمه من أغان عراقية الى العالم العربي بسهولة.
* لديك تصريح سابقا قلت فيه الأغنية العراقية كولات وأهازيج وتسير نحو الانحدار هل ما زالت الأغنية العراقية كذلك؟
– أقصد من هذا التصريح بعد عام 2003 برزت بشكل ملحوظ أغاني الكولات والأهازيج التي تعتبر من أروع ما قدمه التراث العراقي ولها جمهورها ومستمعيها، إذ هذا اللون الفني مرتبط بجنوب العراق كان مغيبا ومقيدا في زمن النظام السابق ولم يظهر إلى الناس إلا محاولات محدودة، حيث بعد عام 2003 برز هذا اللون الفني بشكل كبير واندرج ضمن الأغاني وهذا غير صحيح كون الكولات والأهازيج لا تعتبر من ضمن الأغاني بل في مجال التراث العراقي والمونولوج، أما الأغنية العراقية الحالية العصرية فأراها في مرحلة انتعاش كونها اختلفت كثيرا وتشذبت عما كان يقدم في السنوات الماضية من أغان هابطة من حيث الكلام واللحن والأصوات وحتى التسجيل.
* لحنت لكثير من المطربين العراقيين والعرب أمثال حاتم العراقي وراشد الماجد وديانا حداد وحسين الجسمي وشذى حسون وآخرين، هل هناك مطرب تتمنى أن تلحن له؟
– أتمنى أن أقدم لحناً لصديقي الفنان الكبير كاظم الساهر.
* ولم لا تقدم له لحنا سيما وأن الساهر وصفك ذات يوم بالملحن الخطير؟
– صحيح وصفني الساهر بهذا الوصف حين التقينا معا في برنامج تاراتاتا وكنت سعيدا جدا، لكن أعرف أن الساهر صعب أن يقتنع بلحن معين كوني ملحنا وأعرف خصوصية اللحن وأهميته لدى الفنان الملحن، لكن ممكن أن يتحقق هذا الأمر في قادم الأيام.
* لكل مطرب هناك أغنية مرتبطة به شخصيا نتيجة قصة أو حادثة معينة، ما الأغنية التي كانت تمثلك؟
– هناك أغان أثرت بي شخصيا ولم تكن مرتبطة بقصة معينة حدثت لي كأغنية عزيز بس بالاسم وأغنية أنسى لا تفتكر وأغنية الحلوة والمرة.
* لدي معلومة بأن عرض عليك أن تشترك كممثل في مسلسل عراقي لكنك رفضت؟
– صحيح، عرض علّي أن اشترك في مسلسل درامي عراقي لكنني لم أرفض بل ما زلت أفكر بروية في الموضوع من حيث أن اخوض في هذا المجال الصعب وأنجح او أفشل فشلا ذريعا لأنه سلاح ذو حدين.
* ما الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه؟
– ليس حلم بل طموح أطمح أن أصل بنجوميتي العربية إلى مصر والمغرب العربي، على الرغم من أنني لامست النجومية العربية لاسيما في دول الخليج والشام لكن ليس بالقدر الذي يجعلني أرضى عما حققته عربيا.
* ماذا تخبئ لجمهورك ومحبيك من نشاطات فنية جديدة في قادم الأيام؟
– لدي أعمال فنية جديدة كثيرة سأطلقها في الوقت المناسب، كما أنني أعلنها ولأول مرة عبر السابعة سأصور أغنية جديدة في العراق تعكس الهوية العراقية الأصيلة، وأيضا استعد لإحياء حفل كبير في دار الأوبرا في مصر كذلك حفلات في الكويت وقطر، ولدي مشاركة في مهرجان قرطاج، وكذلك تم مفاتحتي للاتفاق على المشاركة في مهرجان بابل الدولي في دورته المقبلة.