تحفة سينمائية في “كان”.. هذه قصة الفيلم الإيطالي “المخطوف”

تحفة سينمائية في “كان”.. هذه قصة الفيلم الإيطالي “المخطوف”

بعد تكريمه بالسعفة الذهبية عن مجمل أعماله السينمائية في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي، يعود المخرج ماركو بولوكيو بتحفة سينمائية ضمن المسابقة الرسمية لهذا العام 76، أي بعد عامين من العمل على تحفته السينمائية هذه التي تنقلنا إلى أجواء قصة حقيقية كتبها لادغاردو مورتارا، إلى أجواء عائلة يهودية تعيش بنظام صارم لقواعد السلوك اليومي لليهود، وبطل القصة والفيلم هو طفل يهودي في السادسة من عمره يعيش مع عائلته ومتعلق جدا بوالدته وعائلته في مدينة بولونيا الإيطالية في عام 1858.

وفي أحد الصباحات تقتحم مجموعة من الشرطة البيت وتقتاد الطفل من عائلته بحجة أنه قد تم تعميده من قبل الممرضة المسيحية الكاثوليكية التي أشرفت على ولادته في اليوم الأول، وادعت أنها قامت بعمل إنساني لإنقاذ الطفل “لادجاردو” عندما تعرضت الممرضة إلى مرض شديد اعتقدت أنها قامت بتعميد الطفل خوفا من أن يموت بعد الولادة، وأرادت السلطات المتعصبة أن تعاقب العائلة اليهودية من خلال الطفل الذي تصر محاكم التفتيش على مسيحية الطفل.

وتبدأ حياة الطفل الذي بدأ منزعجا من وجوده في الكنيسة المسيحية ومنبهرا بطريقة التعامل بين مجموعة الكورال للكنيسة المسيحية، وتعرض الطفل إدجاردو لغسيل دماغ منظمّ ومدروس.

كما أصبح مدافعا عن المسيحية والكنيسة وأحد مراجعها عندما أصبح شابا وأصبح فيما بعد كاهنًا متعصبا يرفض العودة إلى دينه الحقيقي اليهودي ونسي عائلته التي ربته حتى السادسة من عمره رغم محاولاتها لاستعادته من الكنيسة لكنها قوبلت بالعنف والإذلال من قبل كهنة الكنيسة.

المشهد الأكثر ألما وتراجيدية لوالدته وهي على فراش الموت، عندما يدخل ابنها عليها، تقصد إحضار ما أعطته له من رمز يهودي صغير سلمته له وهو في أحضان الشرطة، وهمست في أذنه بأن يحتفظ به وهو سر الشفرّة بينهما لاحقا، ولكن ابنها الذي أصبح كاهنا أعطى لوالدته ماء لتتعمد به قبل أن تفارق الحياة ولكن والدته تنهره، وقالت له بحدّة إنني ولدت يهودية وسأموت يهودية، يخرج ابنها منهارا لا يعرف ماذا يعمل وما هي إلا لحظات حتى فارقت أمه الحياة.

الفيلم الإيطالي “المخطوف” عمل سينمائي كبير بجماليات عالية الجودة والمضامين التي تكشف حجم الكوارث التي كانت تمارسها الكنيسة الإيطالية وهيمنة الكاثوليكية في تلك الحقبّة.

واستطاع المخرج العبقري ماركو بولوكيو أن ينقل لنا هذه القصة الحقيقة بكل تفاصيلها وأن يرسم لنا مسارا جميلا بإيقاع متصاعد مرفقا بالموسيقى المؤثرة والإنارة التي خدمت كثيرا أحداث الفيلم.

المخرج في سطور

من مواليد مدينة بياتشينزا في 9 نوفمبر 1939 درس الفلسفة في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، ودرس التمثيل بالمركز التجريبي للسينما بروما.

كما أنه درس الإخراج السينمائي وقدم للسينما الإيطالية والعالمية أفلاما مهمة وحصل على العديد من الجوائز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *