ناهد السباعي: أجمل تجربة تصوير مع الحيوانات في موقع واحد
في كل عمل تقدمه تحاول إعادة اكتشاف أدوات في منطقة جديدة بالتمثيل وتغيير جلدها، وتسعى لإظهار الشخصية على طبيعتها ودون تكرار من خلال اندماجها مع السيناريو والأحداث، إنها الفنانة الشابة ناهد السباعي التي تبحث دائما عن المختلف لتقديمه، وأكدت في حوارها مع موقع “العربية.نت” أن ما أعجبها في فيلم “19ب” هو الغموض الذي يخيم على أجواء العمل.
*حدثينا عن شخصية “يارا” التي لعبتها ضمن أحداث الفيلم؟
“يارا” هي ابنة حارس عقار، وهي فتاة تسعى للخروج من نمط حياتها القديمة واكتشاف حياة جديدة، فقد تلقّت تعليماً جيداً ووجدت عملاً لائقاً، وتريد أخذ والدها معها إلى المكانة أو الوضع الاجتماعي الذي أصبحت عليه، وهذا شيء طبيعي، فهي تريد أن تكافئ الرجل الذي تعب طوال حياته في تربيتها على أمل أن تصل ابنته لما هي عليه الآن.
ولكنها لا تحب عزلة والدها، وفي الوقت نفسه لم تكن تحب حياتها، وكانت ترغب في التغيير دائما، ولكن والدها يرفض ذلك، ويرفض الخروج من عزلته والابتعاد عن حيواناته.
الشخصية لم تكن سلبية ولا إيجابية، فقد حاولت إخراج والدها مما هو فيه، مع حبها للبيت الذي تربت فيه، ولكنها لم تتمكن من ذلك، وفي الوقت نفسه لم تتمكن من العيش مع والدها.
*وما الذي حمسك لتقديم هذا الدور والفيلم؟
لقد أعجبت وتحمست للفيلم منذ قراءة السيناريو ووجدت أنه يتحدث عن أشياء تهمني جداً وتمسني على الصعيد الشخصي ومنها العزلة، وكيف يقرر شخص ما أن يكون منعزلاً عن الناس ويعيش مع الحيوانات فقط، ويرفض محاولات كل مَن حوله لإخراجه من الحياة التي اختارها. وأكثر ما أعجبني في الفيلم هو الغموض الذي يجذب المشاهدين.
*وما هي أصعب المشاهد في الفيلم؟
من أصعب المشاهد التي قابلتها في الفيلم أن التصوير كان يتم بحيوانات حقيقية غير مدربة، وهو أمر صعب جدا، كما أن الفيلم كله تم تصويره في موقع واحد، مع ضرورة السيطرة على هذه الحيوانات، وفي نفس الوقت لابد ألا يشعر المشاهد بالملل وهو يشاهد العمل.
وهذا النوع من الأفلام أكون متحمسة جدا له، والفنان يتمنى أن يقدمها، وأنا عندي عشق للحيوانات لا ينتهي.
*وكيف كانت كواليس العمل؟
هذا العمل بالنسبة لي تجربة خاصة جدا، العمل مع المخرج أحمد عبدالله السيد ممتع للغاية، وكان صباح كل يوم يقوم بعمل اجتماع ليكون لدينا خلفية عما سيحدث خلال اليوم، أما الفنان سيد رجب فهو جميل، وأتمنى العمل معه مرة أخرى.
*وكيف وجدت ردود الفعل على الفيلم عند عرضه تجاريا؟
توقعت أن يتفاعل معه الجمهور، لكن ليس بهذا الشكل، رد فعل الجمهور على الفيلم كان أكثر من رائع، وسعدت جداً بالنقاشات حوله خاصة حول علاقة الإنسان بالحيوان، ومدى حبه للارتباط بالحيوان والانعزال معه عن العالم.
*وما الذي أضافه لك الفيلم؟
أضاف لي خبرات عديدة وجديدة، فكرة التصوير داخل مكان واحد على الرغم من أنها مرهقة، إلا أنني استمتعت بالعمل خلالها جداً، أضف إلى ذلك أن هذا الفيلم لمس مشاعري بشكل كبير، فهو فيلم إنساني يناقش قضية العزلة والوحدة، فهو تجربة سينمائية مختلفة وليست موجودة كثيراً في السينما المصرية، والفيلم يعبر عن مخاوف الإنسان ولحظات ضعفه.
*تؤكدين دائما أن والدتك المنتجة ناهد فريد شوقي لها تأثير كبير في حياتك؟
بالفعل فلقد دعمتني كثيراً ومازالت، فهي مثقفة جداً، ودائماً تدفعني للإمام كي أتعلم وأدخل في دورات، وأناقش معها الأفلام بطريقة خاصة وتجعلني أفكر بأسلوب مختلف، ومنذ بدايتي وهي تساعدني على المشاركة في ورش تمثيل وتحدّد لي الورش المهمة، وطوال الوقت تساندني بشكل كبير.
*عُرض لك في رمضان الماضي مسلسل “دفعة لندن”.. كيف كانت التجربة؟
تجربة مختلفة لي على المستوي العربي، هذا المسلسل تم تصويره في بريطانيا، وقدمت فيه دور فتاة مصرية تعيش في الغربة بين عدة جنسيات عربية، والعمل من تأليف هبة مشاري وإخراج محمد بكير، ويعد استكمالاً لسلسلة “دفعة القاهرة”، و”دفعة بيروت”، ودارت أحداثه في إطار دراما اجتماعية عن طلاب يدرسون في لندن، وتعاني من تأثير الغربة، وتتطور الأحداث بعد ذلك.
*ماذا عن تجربتك في رمضان مع مسلسل “الأجهر” ؟
أميل إلى تقديم الشخصيات الإنسانية والمركبة، وهذا ما حمسني سريعا لورق مسلسل “الأجهر” لأنه حقق شرط التنوع والاختلاف مع الحبكة الدرامية والواقعية. حاولت من خلال شخصية “جميلة” تغيير جلدي، والمسلسل يستعرض المشكلات الإنسانية داخل الحارة بشكل مختلف، ويقدم أدق التفاصيل التي تمس حياة الجمهور، ما يجعل المشاهد يعيش حالة من التعاطف والهجوم في آن واحد.
*وهل كانت هناك تحضيرات خاصة لتقديم شخصية “جميلة”؟
في العادة أحاول أن يكون ظهور الشخصية بشكل مختلف، مع تقديم نماذج متميزة والتحضير لتجسيدها جيدا حتى من النواحي النفسية والاجتماعية، فضلا عن اهتمامي بتفاصيل الشكل الخارجي للشخصية، وهو ما حدث مع “جميلة”.
*إلى أين وصل فيلم “بيت القبطية”؟
تعاقدت على تقديم رواية “بيت القبطية” للكاتب أشرف العشماوي، وهي رواية مثيرة للجدل وناجحة، وتدور أحداثها حول محقق قضائي يحاول تتبع جرائم جنائية في قرية صغيرة شمالي الصعيد، ويفاجأ بحوادث قتل غير منطقية وحالات انتحار، وتتطور الأحداث، وهي تجربة مهمة جداً أتمنى أن تنجح.