فكرته منذ عام 1983.. مسؤولون وخبراء: أنبوب بصرة – حديثة حاجة عراقية ملحة منذ عقود
بغداد – –
أجمع مسؤولون ومختصون بالملف النفطي على أهمية إيجاد منافذ تصديرية جديدة للنفط العراقي بسبب اقتصارها حاليا على موانئ البصرة، مشيرين إلى أن فكرة مشروع أنبوب بصرة – حديثة – ليست وليدة اليوم وتعود إلى عام 1983، وأعادت الحكومة جهودها لإحيائه ضمن مسعاها لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية ومن بينها النفطية خاصة وأن المنطقة تشهد تقلبات مستمرة.
وأشاروا إلى أن تنفيذ هذا المشروع سيسهم بزيادة طاقات العراق التصديرية، خاصة وأن موانئ البصرة وصلت لطاقتها القصوى ولا بد من منافذ جديدة لإيصال النفط العراقي نحو أوروبا وقارة أمريكا الشمالية.
ويقول مدير عام شركة المشاريع النفطية علي وارد حمود للوكالة الرسمية تابعته السابعة : إن “مشروع أنبوب النفط بصرة حديثة يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية لحركة النفط في العراق وهو يعزز الاقتصاد من خلال تمكين البلد من تصدير النفط عبر منافذ جديدة”.
ويضاف، أن “جميع النفط المنتج من الحقول الجنوبية يتم تصديره من خلال موانئنا ونقاط التحميل المطلة على الخليج وهو المنفذ التصديري لغالبية النفط العراقي حاليا ومع وجود التحديات الجيوسياسية في المنطقة فقد أخذت وزارة النفط على عاتقها تنويع منافذ التصدير حيث قامت خلال العقد الماضي بإعداد دراسة لمنظومة التصدير الشمالية مستعينة بأهم الشركات الاستشارية العالمية ووضع الخطط المناسبة لتطوير منافذ تصدير جديدة بما يخدم التوسع الحاصل في إنتاج النفط في البلاد من خلال جولات التراخيص التي تطرحها الوزارة”.
وتابع أن “أنبوب بصرة حديثة يندرج ضمن هذا التوجه، ويبلغ حجم الأنبوب 56 عقدة وبطاقة تؤمن تصدير مليونين و250 ألف برميل يومياً وسيتم تصنيعه بأياد عراقية وسيصنع الجزء الأكبر منه داخل المصانع العراقية من قبل شركة الحديد والصلب التابعة لوزارة الصناعة، وهو يوفر منافذ تصديرية جديدة للنفط العراقي الى دول أوربا وامريكا الشمالية تماشيا مع مشروع طريق التنمية وسعي الحكومة لجعله ممرا للطاقة العالمية بالإضافة الى دوره في نقل البضائع بين الشرق والغرب”.
وبين أن “الأنبوب سيدعم زيادة الطاقة الإنتاجية للبلد من خلال العقود التي وقعت ضمن جولات التراخيص ومن بينها الجديدة والتي ستؤمن زيادة الإنتاج، والمشروع من شأنه توفير كميات إضافية من الوقود للمشاريع الكبيرة في البلاد وكميات تسهم بتغطية الحاجة المحلية من البنزين وزيت الغاز والكيروسين”.
ويشير المختص بالسلامة النفطية والطاقة صباح علو في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة إن “فكرة مشروع أنبوب بصرة – حديثة – تعود للعام 1983 وهو ليس وليد اللحظة، وتعاقبت الحكومات السابقة على التصريح بالرغبة في تنفيذه لكن الموضوع تأخر عدة مرات”.
وأضاف، أنه “تم تضمينه في موازنة 2024 وخصص له مبلغ 4.9 مليار دولار تمهيدا لاستكمال المشروع وهذا سيعطي للعراق إمكانية كبيرة لتنويع منافذ تصدير نفطه، خاصة مع مسعاه لزيادة الإنتاج الى 8 مليون برميل”.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية سعدون الساعدي في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة : إن “مشروع أنبوب البصرة – حديثة ليس وليد اليوم وتم الحديث بشأنه قبل عدة سنوات والآن تحركت الحكومة كونها أخذت على عاتقها تنفيذ المشاريع الاستراتيجية وتم وضعه ضمن موازنة العام الحالي”.
وأضاف، أن “أهمية المشروع تمكن في أنه سيخفف الضغط على موانئ البصرة ويفتح آفاق جديدة لزيادة السعة التصديرية للعراق عبر تصدير مليون برميل يوميا وكذلك سيخصص جزء من النفط للتكرير وهذه إضافة مهمة لجدواه الاقتصادية”.
وتابع أن “تنفيذ هذا المشروع سينهي مشكلة أحادية الموانئ إذ ان العراق يصدر النفط حالياً فقط عبر موانئ البصرة مع توقف خط كركوك – جيهان والمنطقة تشهد تقلبات مستمرة تحتم على العراق إيجاد منافذ تصديرية جديدة لذا فإن تنفيذ خط بصرة – حديثة بات ضرورة ملحة للغاية”.
ويقول الأكاديمي والخبير النفطي كوفند شيرواني في حديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة : إن “إيجاد منافذ تصديرية جديدة للعراق أمر ضروري لتخفيف الضغط على موانئ البصرة التي وصلت لطاقتها التصديرية القصوى ولا بد من منافذ جديدة لاستيعاب القدرات التصديرية العراقية المستقبلية”.
وأضاف، أن “مشروع أنبوب النفط بصرة حديثة يندرج في إطار هذا المسعى ومن الممكن أن ينفذ عبر مرحلتين الأولى من البصرة إلى حديثة والثاني من حديثة إلى ميناء العقبة في البحر المتوسط ما يوفر منفذا تصديريا جديداً للعراق”.
وتابع أنه “كذلك نعتقد أن من الضروري إعادة إحياء خط كركوك – جيهان الذي كان ينقل ما يصل إلى 400 ألف برميل يومياً بالإضافة إلى إمكانية استثمارية في نقل نفط نينوى وصلاح الدين وبطاقة من الممكن أن تصل الى مليون برميل يوميا، ما يوفر منافذ تصديرية مهمة للعراق”.