الشباب تتصدر الحضور.. معرض بغداد للكتاب محطة لعشاق الأدب وحاضنة لدور النشر
بغداد--آية منصور
كما عودنا معرض بغداد للكتاب في دوراته السابقة، يُظهر هذا العام مرة أخرى قدرته الفائقة على جذب عشاق الأدب من مختلف الأعمار والاهتمامات، مع آلاف العناوين الجديدة وعشرات الندوات الثقافية، لا يزال الكتاب مركزاً حيوياً للإلهام والتعلم. وبالرغم من تنوع الحضور من جميع فئات الشعب، فإن الشباب يتصدرون قائمة الحضور بأعدادٍ لافتة، ومهمة.
التواصل المباشر بين الكاتب والقارئ
محمد كريم، 22 عاماً وهو طالب طب، يتردد على معارض الكتاب بكل دوراته، يوضح بحديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة أن “سنة تلو أخرى، تشهد معارض الكتب تنظيماً يفوق كل التوقعات، مع اهتمام ملحوظ برفاهية الزائرين وسبل راحتهم قبل الكتب”.
وأضاف، أنه “في السنوات السابقة، كان هناك تفاوت في جودة تنظيم معارض الكتب في العراق. لكن مع توالي الدورات، نشهد الآن تطوراً ملحوظاً. تسهم معارض الكتب المحلية بشكل كبير في حركة سوق الكتاب ومواكبة الزمن. فهي تعزز الإنتاج المعرفي للكتب القادمة من مختلف دول العالم، مما يضفي زخماً مهماً على المتلقي المحلي بكم هائل من المؤلفات الفكرية والتنموية”.
ورغم دراسته “الجافة والصعبة” حسب قوله،إلا أنه “يفضل البحث عن دور النشر الأدبية، وخاصة تلك التي تطير بعقل القارئ لعوالم خيالية وتصنع له أجنحة من الحلم”.
وبين كريم أنه”مع توفر أهم شارع ثقافي وأدبي في العراق إلا ان لمعارض الكتاب تفرداً يشعر القارئ بقدوم الكتاب من بلده الأم ومن كاتبه بنفسه”.
وتابع، أن “معارض الكتاب تصنع إمكانية في خلق تواصل مباشر بين الكاتب والقارئ، وهذه المعارض ليست مجرد أماكن لعرض الكتب، بل هي ملتقيات تجمع بين مختلف شرائح المجتمع، تُشجع على النقاشات الثقافية وتحفز على تبادل الأفكار”.
التعرف على دور النشر
وترى شمس أحمد، 29 عاماً أن “المعارض الأدبية تقدم فرصاً للكتّاب الشباب للتواصل مع دور النشر والتعريف بأعمالهم، مما يسهم في دعم الإبداع الأدبي المحلي”.
كما تمثل هذه المعارض جسوراً تربط العراق بالمشهد الأدبي العالمي، حيث يجتمع المثقفون والأدباء من مختلف أنحاء العالم، مما يُغني الثقافة العراقية بمزيج من الأفكار والتجارب المتنوعة.
وتكمل بحديثها للوكالة الرسمية تابعته السابعة قائلة: “كذلك، فإن معارض الكتاب تلعب دوراً محورياً في دعم دور النشر المحلية والدولية، وتسهم في نشر الثقافة الأدبية، وتعزيز حب القراءة بين فئات الشباب، بالإضافة إلى أنها تُعيد إحياء تقاليد القراءة في زمن التكنولوجيا، مما يعزز الوعي النقدي ويشجع على التفكير المستقل، كما أن المعرض كل سنة، يمنحني كمحبة للكتابة، فرصة لاكتشاف إصدارات جديدة وغير تقليدية قد لا تتوفر في المكتبات التقليدية أو المنصات الرقمية، مما يُسهم في توسيع مداركي وتطوير اهتماماتي الفكرية”.
في الوقت نفسه، تبين شمس، أن “معارض الكتاب للشباب فرصة للتواصل مع القضايا الاجتماعية والثقافية المعاصرة، إذ تُنظم فيها ندوات وورش عمل تُناقش موضوعات تهم الشباب، مثل حقوق الإنسان، البيئة، ومطالب الشباب. من خلال هذه الأنشطة، يمكن للجيل الجديد أن يشعر بأنه جزء من المجتمع الثقافي العالمي، ويكتسب المهارات والمعرفة التي تساعده في بناء مستقبله”.
كتب خارج حدود الدراسة
ليس ذلك وحسب، معارض الكتاب تعتبر وسيلة لتعزيز التعليم المستمر خارج إطار المدارس والجامعات، كما يوضح التدريسي شهاب الراوي، مؤكداً أن طلبته ينتظرون الاقتراحات بخصوص الكتب وضمها للبحث عنها في المعارض التي تقدم كتباً متخصصة تُلبي احتياجات الشباب في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، التنمية الذاتية، وريادة الأعمال، مما يجعل هذه المعارض ذات أهمية خاصة في تعزيز دور الشباب في المستقبل الاقتصادي والثقافي للمجتمع.
ويضيف بحديثه للوكالة الرسمية تابعته السابعة “الكثير من الشباب اليوم متحمسون للتكنولوجيا، سواء كانت في مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، أو التحول الرقمي. الكتب التي تتحدث عن المستقبل أو الكتب التي تقدم دليلاً للتعلم الذاتي في مجالات البرمجة تحظى باهتمام الشباب لأنها تعطيهم فرصة لتطوير مهاراتهم المهنية وتحقيق النجاح في سوق العمل الرقمي، وبالطبع فإن معرض الكتاب يوفر هذه النوعية من الكتب بشكل مكثف دوناً عن المكتبات التي قد توفرها بشكل محدود” يوضح الراوي.
تطوير طرق التدريس
أما ريا أحمد، 19 عاماً وهي طالبة إعلام، فتؤكد “ترددها للمعرض بشكل يومي، محاولة استغلال أيامه لحضور الندوات والاستماع إلى أفكار مثقفين متنوعين ومختلفين”.
وبينت ريا بحديثها للوكالة الرسمية تابعته السابعة : “المعرض يمثل لي فرصة ذهبية للتعلم خارج نطاق الجامعة، حيث أتعرف على وجهات نظر جديدة في الأدب والفكر والسياسة.”
وأضافت، أنها “تجد في اللقاءات مع الكتاب والمفكرين مصدر إلهام، يساعدها على توسيع آفاقها وفهم تطلعات المجتمعات المختلفة خاصة وأن أغلب الأدباء يكونون من دول مختلفة وليسوا عراقيين فقط”.
وأشارت ، إلى أن “تنوع الكتب المعروضة يمنحها فرصة لاكتشاف روايات وكتابات جديدة تتعلق باهتماماتها الإعلامية، مما يعزز رغبتها في القراءة وتطوير طرق دراستها”.
وأكملت أن “المعرض يمثل أيضاً مساحة للتواصل مع شباب آخرين يشاركونها نفس الاهتمامات، مما يجعل التجربة أكثر ثراءً وشمولية، حيث تتبادل معهم الأفكار حول الكتب التي يقرؤونها والندوات التي يحضرونها”.