مختص يكشف التأثير الاجتماعي “السلبي” لموجة نزوح اللبنانيين صوب العراق
السابعة – بغداد
كشف الباحث في الشأن الاجتماعي مصطفى الطائي، اليوم الاحد 29 أيلول 2024، مدى التأثير الاجتماعي السلبي لموجة نزوح اللبنانيين الى العراق خلال المرحلة المقبلة.
وقال الطائي، لـ”السابعة”، إن “التأثير الثقافي والقيمي نتيجة عمليات النزوح التي تقوم بها عوائل لبنانية وقبلها سورية إلى العراق له تأثير كبير على المجتمع العراقي نتيجة اختلاف التنشئة الاجتماعية والاسرية خاصة إذا كانت الهجرة كثيفة والاقامة بمحافظات محددة لأن ذلك يسبب اختلافا ما بين ثقافتهم الاصلية وثقافة البلد المضيف العراق ويعكس هذا الاختلاف حالة الاندماج لدى المهاجرين حيث سنرى بكل تأكيد لدى النازحين تعلقا شديدا بالقيم الاصلية لهم وهذا ما يتسبب في تباين منظومة الأعراف والقيم والتقاليد الاجتماعية والسلوكيات اليومية التي تحددها تلك القيم التي تربى عليها الإنسان”.
وأضاف: “أعتقد أن دخول المهجرين اللبنانيين بأعداد كبيرة وإقامتهم في مناطق محددة سوف يكون له تأثير مباشر على القيم العراقية خاصة وأن الدراسات تشير إلى أن الفرد العراقي يمكن أن يتحول نحو قيم أخرى إذا ما كان هناك اختلاط مع مجموعات جديدة داخل أو خارج العراق”.
وتابع، أن “البيئة العراقية مختلفة تماما عن البيئة اللبنانية من حيث المنظومة القيمية والعراقيون من وجهة نظري ينظرون للبنانيين على أنهم مجتمع متقدم ومثقف واللهجة اللبنانية والتقاليد ليست غريبة على العراقيين بسبب الإعلام والفنون وخاصة في جانب الأغاني والمسلسلات والسفر”، مردفا: “لذلك فإن اندماج اللبنانيين مع القيم العراقية تبدو صعبة لكنها سهلة على المجتمع العراقي وبالتالي اعتقد ان تأثير النازحين على العراقيين سيكون قويا وسينقل قيم وتقاليد وسلوكيات دخيلة على العراقيين”.
وأكمل الباحث في الشأن الاجتماعي، أن “الشخصية اللبنانية تصنف على أنها ودية ومقبولة لكن اغلب النازحين الذين دخلوا العراق جاءوا محمّلين بالأزمات النفسية والاجتماعية نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية والامنية والقصف المستمر ولذلك اعتقد أنهم سيشعرون باضطرابات نفسية واجتماعية، وبالتالي فإن أوضاع المهجرين اللبنانيين حاليا معقدة والجهات التي دعتهم إلى العراق ستتخلى عنهم بمرور الوقت ليواجهوا ظروفا صعبة، ما سيضطرهم إلى الإندماج في المجتمع العراقي من اجل البحث عن فرص العمل وبالتالي يؤثرون بطريقة وأخرى على المجتمع خاصة في محافظات الفرات الاوسط الذين استقروا فيها”.
وتستمر أزمة النزوح اللبناني لليوم السابع على التوالي بعد الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، الذي تسبب حتى الآن في مغادرة ما يقرب من مليون لبناني مناطق سكنهم.