“فرانس برس”: أوكرانيا قد تطلب من حلفائها أنظمة دفاع صاروخية لمواجهة “أوريشنيك”
كتبت “فرانس برس” أن أوكرانيا قد تطلب من الحلفاء أنظمة THAAD أو Arrow للحماية من الهجمات الروسية الجديدة بمواجهة صاروخ “أوريشنيك” الروسي فرط الصوتي.
وكان الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي قد طالب شركاءه الغربيين، بعد اختبار صاروخ “أوريشنيك” الروسي، بأنظمة دفاع جوي جديدة يرى أنها “قد تنجح في مواجهته”، دون أن يكشف عن هذه الأنظمة، إلا أن “فرانس برس” كشفت عنها نقلا عن مسؤولين لم تسمّهم، وهي أنظمة الدفاع الجوي THAAD وArrow.
ونظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع Terminal High Altitude Area Defense THAAD، هو نظام دفاع صاروخي أمريكي مضاد للصواريخ الباليستية مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في مرحلتها النهائية. وهو نظام صاروخي لا يعتمد على رأس حربي، وإنما على طاقته الحركية المناوئة لحركة الصاروخ المهاجم لتدميره، وقد تم تطويره بعد تجربة هجمات صواريخ “سكود” العراقية خلال حرب الخليج عام 1991.
أما نظام الدفاع الصاروخي Arrow أو السهم هيتز بالعبرية هي عائلة من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لتلبية متطلب إسرائيلي لنظام دفاع صاروخي يكون أكثر فعالية ضد الصواريخ الباليستية من أنظمة “باتريوت”. وقد تم تمويل وإنتاج هذا النظام بشكل مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ تطويره عام 1986، ويفترض أن يواجه Arrow الصواريخ فرط الصوتية.
وكان إطلاق الصاروخ الباليستي “أوريشنيك” مفاجأة كبيرة بالنسبة للغرب، وناقشته أكبر وسائل الإعلام في العالم بوصفه أحدث الأسلحة الروسية الفتاكة، وظهر قلق شديد بشأن ما حدث تبدى في عناوين الأنباء التي تضمنت “بوتين يرسل رسالة فظيعة إلى الناتو”، “أوريشنيك يغيّر قواعد اللعبة”، “لم يتلق الغرب مثل هذه الصفعة القوية على وجهه من قبل في حياته”.
وزاد الطين بلة حقيقة غياب أي معلومات عن “أوريشنيك” في المجال العام، فلم تكن هناك أي تقارير عن التطوير ولا بيانات عن الاختبارات، وكان من الواضح أن العالم لم يكن مستعدا لظهوره. ولكن، ظهرت تكهنات من جانب خبراء غربيين بأن “أوريشنيك” هو “تعديل لنظام الصواريخ الأرضية المتنقل الاستراتيجي Rubezh RS-26″، واستند هؤلاء إلى هذا الزعم في القول إن هذا الصاروخ “لا يمثل شيئا جديدا بشكل أساسي، لكنه مجموعة من التطورات القديمة”.
لكن، وبغض النظر عن التقييمات المزعومة من جانب “الخبراء الغربيين”، فإن المعروف عن “أوريشنيك” حتى الآن أن سرعته القصوى كانت 11 ماخ 11 ضعف سرعة الصوت، أي بأكثر من 12 ألف كيلومتر/الساعة، وقطع المسافة من نقطة الإطلاق إلى الهدف 800 كيلومتر في 15 دقيقة فقط. ويتمتع “أوريشنيك” برؤوس حربية متعددة مع وحدات توجيه فردية يتم التحكم فيها، ولم يتم الإبلاغ رسميا عن عدد الرؤوس الحربية التي يمتلكها “أوريشنيك”.
في الممارسة العملية، يعني ذلك أن استخدام عدد من صواريخ “أوريشنيك” في وقت واحد ضد هدف في منطقة واحدة، حتى مع عدم وجود رؤوس حربية نووية، فإن مهمة اعتراضه مستحيلة لمعظم أنظمة الدفاع الصاروخي الموجودة حاليا.
وبرغم وجود تصريحات من الجانب الأمريكي حول قدرة نظام الدفاع الصاروخي THAAD على اعتراض الرؤوس الحربية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلا أن تكلفة البطارية الواحدة تتجاوز 1.2 مليار دولار، والقدرات التي تطالب بها شركة “لوكهيد مارتن” المطورة لم يتم الكشف عنها، واحتمال حصول أوكرانيا على مثل هذه الأنظمة باهظة الثمن، بل واحتمال استخدام تلك الأنظمة في حالة الاستخدام المكثف لـ “أوريشنيك” هو الصفر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في تصريحات سابقة إن أوكرانيا وجميع الدول الغربية عاجزون عن فعل أي شيء لمواجهة صاروخ “أوريشنيك” الباليستي فرط الصوتي، وقال إن الاستخدام المكثف له حتى مع رؤوس حربية غير نووية سيعادل من حيث القوة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
وتابع الرئيس، في حديثه أمام قمة معاهدة الأمن الجماعي في أستانا منذ أيام، أن “أوريشنيك” يستطيع ضرب الأهداف المحمية جيدا، حتى تلك التي تقع على عمق أربعة طوابع، بدقة وكفاءة عالية للغاية.
وكانت القوات المسلحة الروسية قد أطلقت صاروخ “أوريشنيك” صباح يوم 21 نوفمبر الماضي، من أراضي موقع اختبار كابوستين يار بمنطقة أستراخان الروسية على مصنع “يوجماش” بمدينة دنيبروبتروفسك، وانتشر مقطع الفيديو للهجوم بسرعة عبر الإنترنت وأثار مناقشات واسعة النطاق في مجتمع الخبراء، فيما أكد المسؤولون الروس في وقت لاحق أن المصنع المذكور كان من أكبر مؤسسات الاتحاد السوفيتي لإنتاج معدات الصواريخ والفضاء، وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا استخدم الجانب الأوكراني ورش المصنع في محاولات لإجراء صيانة وإصلاح المدرعات الثقيلة الغربية.
المصدر: RT