“يوروكلير”: تجميد الأصول الروسية يضر بسمعتنا
اعترفت مؤسسة الإيداع والخدمات المالية “يوروكلير” ومقرها بلجيكا بأن “تجميد الأصول الروسية يمثل ضربة قوية لسمعتها، وعبئا ثقيلا”.
جاء ذلك وفقا لما قاله السفير الروسي لدى بلجيكا ألكسندر توكوفينين في مقابلة مع وكالة “نوفوستي”، حيث أكد أن بلجيكا تنفذ القرارات المتعلقة بالقيود التي تم اعتمادها على مستوى الاتحاد الأوروبي، وبالتالي يجب إلغاؤها أيضا على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وأشار توكوفينين إلى أن مؤسسة الإيداع الدولية “يوروكلير” ومقرها بروكسل تعترف بأن هذه القرارات “وجهت ضربة قوية لسمعة هذا الهيكل وليست هدية لها، بل عبء ثقيل”.
وكان مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون العدل ديدييه ريندرز قد أعلن في نوفمبر الماضي أن الاتحاد يعتزم تخصيص مليار دولار من الشريحة الثانية من فوائد الأصول الروسية المجمدة لديه لتمويل تسليح أوكرانيا، في الوقت الذي أعلنت فيه الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “يوروكلير” فاليري هوبرين، في وقت سابق، أن مصادرة الأصول السيادية الروسية المجمدة سوف تتسبب بفتح “صندوق باندورا”، وقد توجه ضربة للأسواق العالمية.
وكان مصدر في الاتحاد الأوروبي قد قال للصحفيين، نوفمبر الماضي، إن الدفعة الثانية من المساعدات العسكرية لكييف من دخل الأصول الروسية المجمدة بقيمة 1.9 مليار يورو ستكون متاحة في مارس وإبريل 2025، وتجري الآن مناقشة توزيعها.
وقد حققت الأصول الروسية المجمدة في “يوروكلير” إيرادات فوائد بقيمة 5.15 مليار يورو منذ بداية هذا العام، وفقا لبيان صحفي صادر عن “يوروكلير” نهاية أكتوبر، وبحسب المؤسسة، فقد بلغت الميزانية العمومية لبنك “يوروكلير”، نهاية سبتمبر الماضي 216 مليار يورو، منها 176 مليار يورو من الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات.
وفي فبراير من هذا العام، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على قرار بشأن الدخل من الأصول الروسية المجمدة في روسيا، وقرر محاسبتها بشكل منفصل وتخزينها في حسابات خاصة، ولا يجوز للمودع استخدام ودائعه وفقا لرغبته.
ووافق مجلس الاتحاد الأوروبي على تقديم قرض لأوكرانيا بمبلغ يصل إلى 35 مليار يورو لمدة تصل إلى 45 عاما، وسداده من عائدات الأصول السيادية الروسية المجمدة.
وكان الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع قد قاموا بتجميد ما يقرب من نصف احتياطيات النقد الأجنبي الروسي، والتي تصل إلى نحو 300 مليار يورو، يوجد منها أكثر من 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات “يوروكلير” البلجيكية، واحدة من أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية مرارا وتكرارا تجميد الأصول الروسية في أوروبا بالسرقة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستهدف الأموال الخاصة فحسب، بل يستهدف أيضا أصول الدولة الروسية.
وقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو سترد على مصادرة الغرب للأصول الروسية المجمدة، ووفقا له فإن لدى روسيا أيضا فرصة لعدم إعادة الأموال التي احتفظت بها الدول الغربية لديه.
المصدر: نوفوستي