رئيس الوزراء يعلن عن خمسة مشاريع وبرامج تنمويَّة لتحسين واقع المرأة

رئيس الوزراء يعلن عن خمسة مشاريع وبرامج تنمويَّة لتحسين واقع المرأة

بغداد –
أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عن خمسةِ مشاريعَ وبرامجَ تنمويَّةٍ تلبي هدفَ الحكومةِ في تحسينِ واقعِ المرأةِ، وتوفيرِ السبلِ الكفيلةِ لحمايتِها ورعايتِها ، فيما اكد شمول أكثر من 573 ألفَ امرأة بنظام الرعاية الاجتماعيَّة.
وقال السوداني في كلمة له خلال احتقالية اليوم الوطني للمرأة العراقية التي جرت في العاصمة بغداد، تابعتها السابعة ، “حكومتَنا أفردتْ في برنامجِها التنفيذي مساحةً مهمةً للمرأة”، لافتا إلى أن “رعاية المرأة والارتقاء بواقعِها يُعدُّ ركيزة أساسيَّةً لبناء مستقبل مشرق لبلدِنا”.
وأضاف: ” حرصْنا على حمايةِ المرأة وكفالةِ العيشِ الكريمِ للأرامل والمطلَّقات”، مؤكدا “شمول أكثر من 573 ألفَ امرأة بنظام الرعاية الاجتماعيَّة”.
وأشار إلى أن ” حكومتَنا انتهجتِ التخطيط الاستراتيجي للارتقاءِ بواقع المرأة”، معلناً “إطلاق الخطة الوطنية الثالثة للمرأةِ والأمن والسلامِ”.
وتابع: “كما نعلن عن إطلاق منصةِ البياناتِ الوطنية بشأن المرأة، وايضا نعلن عن إطلاق الشبكة الوطنية لوسيطات السلام”.
أدناه نص الكلمة:

الأخواتُ القديراتُ

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

يسعدُنا أنْ نلتقيَ بكنَّ في هذا اليومِ المميزِ ونحنُ نحتفي باليومِ الوطنيِّ للمرأةِ العراقيَّة، الذي أُقرَّ اعتمادُهُ في الثالثِ من آذارَ من كلِّ عامٍ، بالتزامنِ معَ اليومِ العالميِّ للمرأةِ في الثامنِ من هذا الشهرِ، ليكونَ مناسبةً للتأكيدِ على الإسهامِ المتميزِ للمرأةِ العراقيَّةِ في التنميةِ بمختلفِ مجالاتِها الاجتماعيَّةِ والثقافيَّةِ والسياسيَّةِ والاقتصاديَّةِ، حيثُ سجَّلتْ خلالها المرأةُ حضورًا قيِّمًا، وتركتْ بصمةً راسخةً لأدوارِها الفاعلةِ في بناءِ المجتمعِ، الذي تُشكلُ نقطةَ ارتكازِهِ، بقوةِ إرادتِها وعطائِها، وأساسِ الانطلاقِ نحوَ التطورِ والتنميةِ التي ننشدُها لازدهارِ بلدِنا.

لهذا فإنَّ حكومتَنا أفردتْ في برنامجِها التنفيذيِّ مساحةً مهمةً للمرأةِ، لأنَّنا نؤمنُ أنَّ رعايةَ المرأةِ والارتقاءَ بواقعِها يُعدُّ ركيزةً أساسيَّةً لبناءِ مستقبلٍ مشرقٍ لبلدِنا ولأبنائِنا، وأنَّ نجاحَ الأممِ مرهونٌ بالأدوارِ التي يمكنُ أنْ تُمنحَ للمرأةِ في المشاركةِ على مختلفِ المستوياتِ، وهو ما تجسَّدَ في تولِّي الكثيرِ من النساءِ في حكومتِنا مواقعَ قياديَّة، نشيرُ هنا، وباعتزازٍ كبيرٍ إلى تولِّي ثلاثِ سيداتٍ حقائبَ وزاريَّةً مهمةً، كما تشغلُ سيدتانِ منصبَ وكيلِ وزارةٍ، فيما يضمُّ مجلسُ القضاءِ الأعلى مئةً واثنتينِ وعشرينَ قاضيةً ومدعيًا عامًّا، وتتولَّى مئةٌ وإحدى عشرةَ امرأةً منصبَ مديرٍ عامٍّ، وسبعٌ وأربعونَ امرأةً معاونةَ مديرٍ عامٍّ، إلى جانبِ العشراتِ ممَّن يترأسْنَ التشكيلاتِ الإداريَّةَ الأدنى، كما شهدتِ الدورةُ البرلمانيَّةُ الحاليَّةُ تواجدَ سبعٍ وتسعين امرأةً، وهو رقمٌ أعلى من الكوتا النسائيَّةِ التي تبلغُ ثلاثاً وثمانين مقعدًا.

كذلك فقدْ دعمْنا تواجدَ المرأةِ في صفوفِ القواتِ المسلَّحةِ والأجهزةِ الأمنيَّةِ الأخرى، لأنَّنا نؤمنُ بقدرةِ المرأةِ العراقيَّةِ على المساهمةِ في تعزيزِ أمنِ البلدِ واستقرارِه، وتأكيدًا لدورِها الفاعلِ في كلِّ القطاعاتِ ومنها القطاعُ الأمنيُّ، حيثُ تتواجدُ اليومَ سبعُمئةٍ وستٌّ وثمانون ضابطةً في وزارةِ الدفاعِ، وستُّمئةٍ وإحدى وتسعون ضابطةً في وزارةِ الداخليَّةِ، والآفُ المنتسباتِ في كلتا الوزارتينِ والتشكيلاتِ الأمنيَّةِ المختلفةِ.

ومنذُ بدايةِ مهامِّ حكومتِنا التنفيذيَّةِ، حرصْنا على حمايةِ المرأةِ وكفالةِ العيشِ الكريمِ للأراملِ والمطلَّقاتِ، حيثُ تمَّ شمولُ أكثرَ من خمسِمئةٍ وثلاثةٍ وسبعينَ ألفَ امرأةٍ بنظامِ الرعايةِ الاجتماعيَّةِ، ورفعُ سقفِ الإعانةِ للنساءِ المُعيلاتِ للأسرِ المشمولةِ بالحمايةِ ليكونَ ثلاثَمئةٍ وخمسةً وعشرينَ ألفَ دينارٍ، والعملُ جارٍ لتوسيعِ عددِ النساءِ المشمولاتِ بالحمايةِ الاجتماعيَّةِ، إلى جانبِ وضعِ الخططِ الراميةِ إلى تمكينِ هذه الشريحةِ من النساءِ اقتصاديًّا وتوفيرِ فرصِ العملِ لهنَّ، لتحسينِ واقعِهنَّ المعيشيِّ والاجتماعيِّ.

وسعيًا إلى تعزيزِ حمايةِ المرأةِ وتمكينِها، حيث أولتْ حكومتُنا اهتمامًا بالتشريعاتِ والقوانينِ الداعمةِ لها، وقد أثمرتْ جهودُنا عن سنِّ قانونِ التقاعدِ والضمانِ الاجتماعيِّ للعمَّالِ رقم ثمانيةَ عشر لسنةِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين، الذي نصَّ على توفيرِ الحمايةِ للمرأةِ العاملةِ في قطاعِ العملِ غيرِ المنظَّمِ، ومنحِها امتيازَ التقاعدِ من حيثُ العمرُ والخدمة، وتطبيقِ نظامِ الأمومةِ على العاملاتِ، بجانبِ تفعيلِ قانونِ الناجياتِ رقم ثمانية لسنةِ ألفينِ وواحدٍ وعشرين، من المكوِّنِ الإيزيديِّ والتركمانيِّ، والمسيحيِّ، والشبكيِّ، بكلِّ ما فيه من امتيازاتٍ وإنصاف، كما نشيرُ هنا إلى قانونِ استبدالِ أعضاءِ مجلسِ النوَّابِ رقم خمسةَ عشر لسنةِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين، الذي ألزمَ تعويضَ المقعدِ الشاغرِ لامرأةٍ بامرأةٍ أخرى تحلُّ محلَّها بغضِّ النظرِ عن تجاوزِ الحدِّ الأدنى لتمثيلِ النساءِ في المجلسِ من عدمِه.

وإذ نحتفلُ اليومَ بيومِها الوطنيِّ، لا بدَّ أنْ نستذكر، بفخرٍ واعتزاز، الوقفةَ المشرفةَ للمرأةِ العراقيَّةِ خلالَ المعركةِ الوجوديَّةِ ضدَّ عصاباتِ داعشَ الإرهابيَّةِ، حيثُ اتخذتْ خطَّ المواجهةِ الحقيقيَّةِ وكانتِ المؤازرَ والمساندَ لفتوى الجهادِ الكفائيِّ التي أطلقتْها المرجعيَّةُ العليا في النجفِ الأشرفِ، فكان النصرُ المؤزرُ بفضلِ التضحياتِ والدماءِ الطاهرةِ، وهنا لا بدَّ من أنْ نستذكرَ النساءَ العراقيَّاتِ اللواتي استشهدْنَ خلالَ المنازلةِ التاريخيَّةِ، لتُخلَّدَ أسماؤُهنَّ بحروفِ العزَّةِ والكرامةِ والتضحيةِ والإباءِ.

الأخواتُ الكريمات

إنَّ حكومتَنا انتهجتِ التخطيطَ الاستراتيجيَّ للارتقاءِ بواقعِ المرأةِ، وقد أطلقتْ في وقتٍ مبكرٍ الاستراتيجيَّةَ الوطنيَّةَ للمرأةِ العراقيَّةِ 2023-2030، وتضمَّنتْ محاورَ عدةً تتعلقُ بالحمايةِ والتمكينِ الاقتصاديِّ، والمشاركةِ السياسيَّةِ، كما تضمَّنتْ محورًا للتمكينِ الاجتماعيِّ ينسجمُ معَ أهدافِ ومتطلباتِ التنميةِ المستدامة، وأيضًا تمَّ اعتمادُ التحديثِ الثاني للاستراتيجيَّةِ الوطنيَّةِ لمناهضةِ العنفِ تجاهَ النساءِ والفتياتِ 2023-2030، ضمن نطاقِ حمايةِ المرأةِ العراقيَّةِ.

ومن أجلِ تنفيذِ الاستراتيجياتِ والبرامجِ والخططِ الحكوميَّةِ التي تستهدفُ تحسينَ واقعِ المرأةِ، تمَّ تأسيسُ المجلسِ الأعلى للمرأةِ، ليكونَ الجهةَ التي تعملُ على توفيرِ الفرصِ المناسبةِ لتعزيزِ دورِها وفاعليَّتها في المجتمعِ.

وتأكيدًا على دعمِ المرأةِ، واستمرارًا لتحقيقِ رؤيةِ الحكومةِ في تعزيزِ مكانتِها، نعلنُ اليومَ، وعلى بركةِ اللهِ، عن خمسةِ مشاريعَ وبرامجَ تنمويَّةٍ تلبي هدفَ الحكومةِ في تحسينِ واقعِ المرأةِ، وتوفيرِ السبلِ الكفيلةِ لحمايتِها ورعايتِها.

حيثُ نعلنُ عن اطلاقِ الخطةِ الوطنيةِ الثالثةِ للمرأةِ والامنِ والسلامِ للسنواتِ 2025-2030 والتي تتضمن 45 نشاطاً ترتكز على تعزيزِ مُشاركة النساءِ في عملياتِ صُنع القرار في السياسة، والامن، والتنمية، ودعم ِتطويرِ المُؤسساتِ الأمنيةِ والقانونيةِ والتشريعيةِ، وايضاً تطويرَ آلياتِ حمايةِ النساءِ والأطفالِ من العُنفِ، وتوفيرِ الدعمِ اللازمِ للنساءِ المتضرراتِ من النزاعات.

كما نعلنُ عن اطلاقِ منصةِ البياناتِ الوطنيةِ المَعنية بتوفيرِ المعلوماتِ والبياناتِ الدقيقةِ والمُحدثةِ عن المرأةِ العراقية، والتي ستدعم متخذي القرار في معالجة الفجوات والتحديات التي تواجه المرأة، وتعزيز مساهمتها في التنمية الوطنية. 

ونطلقُ في هذه المناسبةِ ايضاً الشبكة الوطنية لوسيطات السلام، لتكون الأولى على المستوى العربي،  لدعم بناءِ السلام. كما نعلنُ عن بدء الاجراءات لانشاء معهد المرأة والامن والسلام.
    
وبهدف تعزيز تواجد المرأة في المواقع القيادية في الدولة، وضمان نجاح مهامها، نعلن عن اطلاق برنامج رائدات التغيير، يستهدف القيادات النسوية في مؤسسات القطاع العام والمختلط يهدف الى أعدادهن، وتطوير مهاراتهنَّ القياديةِ في التعاملِ واتخاذ القرارات، وبما يسهم في تحسين الأداء المؤسسي.

واخيراً، وفي هذا اليوم الذي نحتفي بهِ بسيداتِ الارضِ، نؤكدُ حِرصَ الحكومةِ واهتمامها بأن تـُشملَ النساءُ في كل المبادراتِ والبرامج الحكومية، وقد تجلى ذلك في مبادرة ريادة للتشغيل، التي وصل عدد المتقدمين عليها إلى اربعمائة وخمسة وعشرين ألف شابّة وشاب، ومبادرة ابتعاث خمسةِ آلاف طالبةٍ وطالب لإكمالِ دراستهم العليا في جامعات عالمية رصينة، وبرامج ومبادرات أخرى أطلقها المجلس الأعلى للشباب، الى جانبِ جهودِ الحكومة المُستمرة في خفض مؤشرات البطالة ونسبة الأمية بين النساء، ودعم المرأة الريفية، وكل النساء المُبدعات في مختلف الميادين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *