استشاري ليبي: فرض واشنطن للضرائب الجمركية قد يلقي بظلاله على اقتصاد بلادنا ويزيد من التضخم

قال عضو اللجنة الاستشارية الأممية والخبير الاقتصادي الليبي، إبراهيم قرادة، إن قرار واشنطن بفرض تعريفة جمركية على الواردات قد يترك آثارا سلبية كبيرة على الاقتصاد الليبي.
وأوضح قرادة أن متوسط التعريفات الجمركية الجديدة التي تبلغ نحو 22%، قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 15%، وانخفاض أسعار النفط بنسبة 5%، مما سيؤثر على عوائد الدولة الليبية ويزيد من فاتورة الاستيراد بنسبة 15%، وفقا لتقديرات افتراضية.
وأشار إلى أن هذا الإجراء سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة مثل السيارات ومواد البناء، في حين ستتراجع عوائد النفط بسبب مخاوف الركود العالمي.
كما توقع أن يهبط سعر الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى مما يزيد من تكلفة الواردات ويقلل من قيمة الصادرات الليبية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي في ليبيا وزيادة الفجوات الاقتصادية، إضافة إلى تأثير الأزمات الاقتصادية في الدول المجاورة على الاستقرار الداخلي، مما قد يعزز من الاضطرابات والهجرة.
وأوضح أن تأثير السياسات الحمائية الأمريكية سيكون ملموسا في الدول الشريكة الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي، ما سينعكس على الاقتصاد الليبي بشكل غير مباشر.
ورغم استثناء النفط والغاز من التعريفات الجمركية، وهو ما يخفف من التأثير على ليبيا كمصدر رئيسي للطاقة، إلا أن قرادة شدد على أن التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة ستؤثر على اقتصاد البلاد.
ودعا الخبير الاقتصادي إلى أهمية الاستفادة من الخبرة الاقتصادية لمواجهة الآثار السلبية لهذه السياسات، معتبرا أن العودة إلى الحمائية الاقتصادية قد تؤدي إلى زيادة التضخم والركود على مستوى العالم.
وكان ترامب أعلن يوم الأربعاء 2 أبريل، أن واشنطن ستفرض رسوما جمركية جديدة على عدة دول حول العالم، على رأسها الصين والاتحاد الأوروبي والهند.
وقال ترامب إن الاقتصاد الأمريكي تعرض لـ”النهب والتدمير” لعقود من الزمن من الحلفاء والأعداء، لكن فرض رسوم جمركية متناظرة سيضع حدا لذلك.
ووصف الرئيس الأمريكي القرار بأنه “إعلان الاستقلال الاقتصادي”، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستوجه “تريليونات الدولارات” من عائدات الرسوم الجمركية المتناظرة لخفض الضرائب وسداد الديون الحكومية، مشيرا إلى أن كل ذلك سيحدث “بسرعة كبيرة”.
المصدر: RT